• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الوصية وارهاصاتها .
                          • الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني .

الوصية وارهاصاتها

استنادا لحوادث تاريخية جرت في منطقتنا الاسلامية وتجاوبا مع الاحداث التي جرت وتجري في العراق وتطبيقا للمبدأ الصادر من الامام علي عليه السلام والقائل (عليكم بنظم أمركم) وبعد اعلانه انه قد هدد وطلب من اتباعه اعتبار كلامه لهم في ساحة التحرير كوصية لهم أعلن سماحة السيد مقتدى الصدر وصية أخرى أوصى اتباعه بالبقاء على النهج الصدري والامتثال لأمر اداري كان قد اصدره قبل شهرين من هذا التاريخ وككل خطوة من خطواته واجهت الوصية أصواتا واقلاما منتقدة ما جاء في بعض فقراتها لكن أخطر وأهم ما ذكر من نقد وانتقاد وحتى اتهام وتجريح كان جملة هي عنوان لمقال للدكتور سليم الحسني وهي "وصية مقتدى، تهميش الله وإقصاء أهل البيت (ع)"هذا نص العنوان ،أما لماذا يقول سليم الحسني ما قاله ،فإنه يورد جملة في الوصية هي "وليكن ذلك عهداً بينكم وبين الله، بل عهداً مع مرجعكم وأبيكم" نعم وأنا اسأل بدوري لماذا ذكر السيد مقتدى الصدر جملة مرجعكم وابيكم ،ويعني به سماحة المرجع الاعلى الشهيد السعيد السيد محمد الصدر؟ أجيب سليم الحسني بالاتي ،أن السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد الصدر رضوان الله عليهما يعدان من المراجع لكن أي مراجع فطيلة اكثر من ألف عام ظهر عدد قليل من مراجع الدين كان لهم دورا في مقارعة ومقاومة الحكام والمحتلين الذين حكموا العراق مثل المرجع الشيرازي والمرجع محمد سعيد الحبوبي وحتى سماحة السيد الامام الخميني رضوان الله عليه استطيع ان اضعه من بين مراجع النجف الاشرف لأنه عاش 14 عاما في النجف الاشرف قبل انتصار ثورته إلا ان المرجع محمد باقر الصدر والسيد محمد الصدر أحدثا انتقالة نوعية في المفهوم الحوزوي وهو مفهوم فكري ،و ميداني ،ثوري ،اصلاحي .وهذا لا يتنافى مع المنظومة القيمية للاسلام الحنيف ونهج أهل البيت واعتقد انه تحصيل حاصل مخاطبة الاتباع والذين هم من المسلمين المؤمنين بخط حوزوي مقاوم ثائر وبالتالي من واجب ومن حق السيد مقتدى الصدر المحافظة على ارث عمه ونهج أبيه لاسيما انه يتعرض الى ضغوط وتاثيرات هائلة منذ تبلوره في 1998- 1999وحتى  الان واعتقد ان السيد سليم الحسني لا يستطيع انكار الخط الذي اختطه العظيم محمد الصدر أو المرجع المقاوم السيد محمد باقر الصدر .أما ما تصدر من مقارنات بين وصية الامام الخميني رضوان الله عليه وبين وصية السيد مقتدى الصدر فهذا ظلم واجحاف للاثنين فالسيد الامام الخميني زعيم أمة وشعب ودولة قاد ثورة ضد نظام احتفل في سنواته الاخيرة بمرور 2500عام على تاسيس الدولة الساسانية وبالتالي ما ينطبق على أمة كبيرة مرت بمخاض عسير وولادة عهد وموت عهد وبالتالي من نافلة القول انها تتعرض الى تهديدات كبرى تقتضي من زعيم بمستوى السيد الخميني ومستوى دولته وما يحيطها أن تكون وصيته بالصورة التي كانت عليه أما السيد مقتدى الصدر فهو ليس رئيس لبلد أو ملك أو مرشد روحي لدولة بل زعيم أو قل رئيس أو قائد لتيار تتقاذفه الامواج والتحديات لاسيما انه مهدد اما بالتغييب الكلي أو بالتغييب الجزئي وأعني به الغياب عن النجف بالاختيار لحين انجلاء الغبرة كما يقولون ،ثم يذكر السيد الحسني ما نصه "ويضع مقتدى نفسه قيّماً على الإسلام والرسالة المحمدية، ثم يُخرج أهل البيت من الاعتبار، باستبدالهم بآل الصدر، ويخلع عليهم صفة العصمة، ويطلب من أتباعه أن يعتصموا بهم، ففيهم النجاة والخلاص، وهو قول غريب على الإسلام والتشيع. فالنجاة في منهج أهل البيت عليهم السلام لأنهم وحدهم الذين حفظوا القرآن والسنة الصحيحة، ولا يدعي خلاف ذلك إلا من ناصبهم العداء، أو جهل منزلتهم الحقيقية."وهنا أطالب السيد الحسني بدليل واحد بأن السيد مقتدى الصدر أعلن انه مرجع أو مجتهد حتى يكون قيما على المسلمين ،أما فقرة قول غريب على الاسلام والتشيع ،فمرة أخرى أقول له لا تستطيع أن تنكر جهود الصدرين في خدمة الاسلام ونهج آل البيت وهذا هو المراد من توجيه الاتباع بالحفاظ على نهجهما .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91657
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19