سيّدي أبا جعفر ، أيّها الجواد ، يامحمّد بن علي ، يابن رسول الله ، ياعصمةً وإمامةً وولايةً ضربت معادلات التكوين الظاهرة وأثبتت بإعجازها وكراماتها - كسابقاتها - أنّ الله تبارك وتعالى أعلم حيث يجعل رسالة الدين الحنيف وكلمة الحقّ المبين.
فيا قائداً كبيراً عبقريّاً فقيهاً عالماً عارفاً منذ البدء وبلا ختام : ماظلمناك حين نبخل عليك يومَ ذكراك بالتفاعل والاهتمام اللازم ، بقدر ماظلمنا أنفسنا يابن الكرام ؛ حيث اهتزّت فينا موازين المعرفة جهلاً أو خطأً وغفلةً و نسياناً .. فأين نحن من " كلّهم من نورٍ واحد " ؟! وهلّا راعينا ضابط التوازن والاعتدال ؟!
تعلو أصواتنا وتصدح تارةً وتخفت وتصمت أُخرى ، رغم أنّ النور واحدٌ من مصدرٍ واحد ، فإن تعدّدت الأدوار واختلفت فإنّها حسب إرادة السماء بحقّ أُولي النُّهى .
لابدّ لنا من مراجعةٍ جادّةٍ لثقافة إحياء الشعائر ، كيف ؟ ليس من خلال ترشيد النشاط بهذه الذكرى على حساب تلك ، بل من خلال التفاعل الواعي أكثر وأكثر مع هذه الذكرى على وجه الخصوص ، مقرونة بالارتقاء والعناية الأفضل والأوسع بما سواها ، فنكون بذلك قد خطونا خطوةً بالاتّجاه الصحيح نحو إزاحة الضيم عن ذواتنا العالقة بين الحدّين ، فالوسطيّة والاعتدال والتوازن هي الأُمّة المرجوّة فينا . إنّه تمرينٌ من تمارين المقدّمات المعرفيّة .
وفّقنا الله تبارك وتعالى لبركات العلم والحلم التي تقلّنا من عتمات الجهل ودياجير الظلم ودهاليز الضلال إلى حيث فضاءات النور والهداية والخير والفلاح . |