• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جهاد جعارة..طوبى للغرباء..طوبى لكم!! .
                          • الكاتب : منال خميس .

جهاد جعارة..طوبى للغرباء..طوبى لكم!!

 جاء صوته من بعيد ،كأنما من أقصى حافة في العالم..وكان حزيناً..حزيناً جداً.. وملولاً،بغير حياد،من ايرلندا هاتفني جهاد جعارة،من هناك حيث يحتضنه البرد من كل الجهات ، برد الغربة وبرد الطقس، برد الابعاد القسري عن الوطن وعن الأهل،عن الزوجة والأطفال، وعن كل ما هو حميم على هذه الأرض.

 
ورغم الأمل الذي حرص أن يرافق كلماته الا أن صوته كان يشبه برده،غير محايد أيضاً، كأنه يقول تعبت منكم،تعبت من اعتباري ورفاقي حالة تطرقها أقلامكم حسب الموسم وحسب العرض و الطلب.أو كأنه يقول هل ستحتمل رؤوسنا المزيد من الترقب والقلق، والأمل، والجنون، واليأس،والغيظ والخوف من المستقبل ؟
 
جهاد جعارة وكل العالم يعرفه،هذا هو عيده العاشر بعيداً عن الوطن بعد صفقة الابعاد التي أخرج في اطارها هو ورفاقه من كنيسة المهد يوم احتموا بالله تحت قبتها، فأٌبعدوا الى أوروبا وأفريقيا وغزة، أثناء عملية السور الواقي 2002.
 
كان يحدثني وهو يحاول أن يبعد عني فكرة أنهم مجرد ملف على الطاولة ، وقال انه لا يحمل القيادة الفلسطينية أية مسؤولية في عدم تحريك ملفهم ، وحمّل الاحتلال مسؤولية الوضع المسدود الذي وصلوا اليه، خصوصاً في ظل اصرار القيادة الفلسطينية على التوجه الى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
 
وحين قال ان عنده أمل كبير وأن الاحتلال،تلك الصخرة التي تثقل أكتافنا حتماً سيزول،أكد أنهم سيعودون الى الوطن عاجلاً أم آجلاً.وغمرني صوته ..بصوت "بيكيت" حين قال (لا أستطيع الاستمرار... سأستمر).وتناسيت حجم الغموض الذي رأيته على اليوتيوب يلفّ صفقة الابعاد والأطراف المشاركة فيها.
 
جهاد الذي حفظ الله روحه، من رصاص الاحتلال يوم احاطه في كنيسة المهد من امامه ومن حوله، قال لي انه يحتمي الآن من صقيع وحدته بعائلة حميمة تشبه عائلته،فقد أكرمه الله بعائلة رئيس الجالية الفلسطينية د.بسام نصر التي عوضته مؤقتاً عن الحرمان من اطفاله وأهله فقضى بينهم ومع أطفالهم شهر الصوم وعيد الفطر..فشكرا لله على عطاياه التي لا تُعدّ ولا تحصى في صقيع هذا العالم المثقل بخطاياه وآثامه التي يخنق بها أرواحنا نحن الفلسطينيين .
 
وتكلم أكثر من مرةعن العيد وعن أطفاله وأهله وعن الشهيد القائد المبعد عبد الله داود كأنما أراد أن يسكب حزنه وجرحه وغربته فينا جميعاً .
 
جهاد....طوبى لكم ولجرحكم .. فان كل يوم يزيد عن العام العاشر يصمت فيه العالم، عن عدالة قضيتكم تصبح المسافة بينكم وبين الوطن أبعد، وكل يوم لا يسرج فيه الفلسطيني حلمه نحو عودتكم تصبح فيه خطايانا أعمق.
 
طوبى لكم أيها الغرباء ..يوم تكون كل الأرض منفى لكم...ولكن ان عدتم الى بلادكم فتذكروا ..أن ترفعوا أبصاركم فوق هذا البحر الذي أُغرقتم في لُجته بأمواج من العذاب والعطش، تذكروا أن ترفعوا أبصاركم لتلمسوا برفق هذا النور المنسرب كل ليلة ما بين الرمل والسماء..إلمسوه وعانقوه برفق ..فقد يكون روح شهيد لا تزال تنتظرعودتكم في ليل المخيم.
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد قبها ، في 2011/10/30 .

اخي جهاد حقيقة انك بطل الابطال فطوبى لك يا جيفارا فلسطين اخوك محمد قبها



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9212
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 09 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16