• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : بعد إن كان فرسانه..رجال !! شذى فرج وحنان المسعودي يتجاوزان (الخطوط الحمر) ..ويعلنان الحب!! .
                          • الكاتب : حامد شهاب .

بعد إن كان فرسانه..رجال !! شذى فرج وحنان المسعودي يتجاوزان (الخطوط الحمر) ..ويعلنان الحب!!

شاعرتان عراقيتان ، بل قمران منيران ، من أقمار الحب والعشق العراقي ، توهجتا في سماء الكلمة الرشيقة المبدعة، التي تمطرانا بها ، كل من شذى فرج وحنان المسعودي ، وهما ، يؤججان فينا كل مشاعر العشق الروحي والحب الوجداني العذب المتسامي ، كي يهيم في سحر بلاغتهما كل متذوق للجمال والرومانسية  ، بالرغم من أن جوهر تجربتهما ذاتية ، تعبر عن مرارة الشوق ونار الاشتياق لمن اختارتهما الاقدار ليكونا أبطال تلك القصائد وفرسانها!!
لقد تجلت روعة الكلمات الجزلة المختزلة للبلاغة ، والتي شقت طريقا خاصا بهما، في تلك المقاطع الشعرية التي تنساب بيننا ، مثل تدفق المطر ، الذي حل علينا ضيفا هذه الايام، حتى يكاد يجمع بينهما كثير من المشتركات، في إسلوب شعري رائع وجميل وساحر، حتى وان اختلفا في لغة التعبير ، ويكاد يسجلان  لدينا (إكتشافا شعريا) ربما يكون غير مسبوق في عصر ثقافي يعاني الجدب والتصحر الثقافي عموما، واذا بهما يمطران البيئة العراقية بواحاتها الخضراء الندية، التي تعيد أيام الحب والرومانسية الى قصص عشاق العرب ، التي ترددها الاجيال عبر القرون، وها هو اليوم الذي أعادت تلك الشاعرتين المرهفتي الإحساس للكلمة العربية رونقها وبهاءها تتفجر ينابيعها العذبة ، مبشرة بانطلاقة واعدة ، لتظهر بكل هذا العنفوان العربي التواق الى اعادة دور ابطال العشق ورواد الحب ، في عصور الحب الاولى التي سبقت الاسلام ، ومن كانت تجاربهم، في عصرنا الحالي، تشكل خارطة طريق للاجيال، بأن اؤلئك العظام، هم في الذاكرة العراقية المتجددة احياء يرزقون، لكن فرسان العشق هذه المرة مما يحسبن على حور العين والقوارير..وليس رجال خشني الطباع!!
أجل..لم تكن قلوب النساء ، تعلن عن حبها وعشقها بهذه الطريقة التي أطلت بها شاعرتان من شعراء العراق هما : شذى فرج والدكتورة حنان المسعودي..فقد كان اعلان الحب يقتصر على الرجال..أما ان تعلن النساء علينا الحب فهو ما يعد (تجاوزا)  للخطوط الحمر التي بقينا لقرون يحرم على المرأة أو أية شابة الإقتراب منها!!
ربما تكون (فسحة الديمقراطية) و (عصر الانفتاح) قد فتحت الطريق أمام النساء المبدعات ، لكي يلجن دروب العشق العراقي ، ويبحرن في أعماق شواطئه، وهن وان كان حبهن موجها في إطار ذاتي يعبر عن تجربة ذاتية لكل منهما، الا انه إطار انساني ، وجداني ، يشترك فيه ابناء البشر، وترى الناس تتساقط طربا وعشقا من روعة التعبير ، وتلك الكلمات العذبة الرشيقة التي تخترق القلوب وتداعب الوجدان!!  
لقد اخترت (باقات شعر) من روائع الإثنين ، إطلعوا عليهما، لتروا ان عصر العشق النسائي قد بزغ معلنا عن نفسه بكل جرأة ، وقد تجاوزن فيه (الخطوط الحمر) من دون ان يتجاوزن أخلاقيات الشعر ومتطابات المرحلة، بعد ان سبقهن شاعرات أخريات، قبل أكثر من ثلاثة عقود، لكن مجرى الابداع كان قد توقف، وها هي أنهر الحب والعشق تتدفق من جديد، لينهل منها المحبون للجمال واللغة وسحرها وطيف كلماتها العذب، ونحن امام كواكب تنير دنيانا واقمارا، تعيد الينا زمن ان نترك ومضات الكهرباء، لنشتعل وجدا بسحر ضوء القمر وبهاء خيوط الشمس.. وفرسان الكلمة هذه المرة نسوة، مما كن يحسبن في ازمان سابقة على (الحريم) وليس رجال!!
تحياتنا لهن..ولكل من حملت بلاغة الكلمة ولواء نهضتها من أجل ولوج ميادين الابداع وسحر الكلمة في أبهى صورها!!
تعالوا مرة أخرى وتمعنوا في روعة الكلمات..ستجدون فيها مايروي عطشكم وغليلكم الى حيث ترتفعوا الى قمم المجد وعلياء السماء!!
إنهما طائران حطا في سمائنا الزرقاء ، وهم يخفقان بجناحيهما، وانظار الملايين من المعجبين ترنوا اليهما..تمعنوا مرة أخرى بين إنسياب تلك الكلمات وسترون ،انكم امام (ملحمة شعرية نسوية ) قد بزغ فجرها من جديد!!
 
الشاعرة شذى فرج
ـــــــــــــــــ
وأنت تراودني
تعانقني الكلمات
فاأشمها
شمّة رضيع
لثدي أمه
ــــــ
البرق ضياء رسمك
الرعد ينطق أسمك
والمطر حبات ثغرك
وأنا واحة عشقك
ــــ
نذرت نذراً
ونثرت احلامي
كنتَ المُراد
لاجملَ أيامي
ـــــــــــ
حلمتُ البارحة
أنكَ مسافر
خاصمتُ النوم
ورافقتُ السهرْ
ــــــــــ
لانك قصيدة
تغار منك الحروف
ـــــــ
حنان المسعودي
***
قبلني....وأنا ممانعة...
فقد اشتقت الى الخصام....
ـــــ
التقينا ....
فنحن لسنا بأكثر...
من احمقين.....
يرفعان صوتيهما بالصراخ
ويفتعلان شتى انواع الضجيج
كي يخرسا كلمة "احبك"....
التي تهرب من قلبيهما ....مع كل نبضة
ـــــــــ
أنت ...لست وسيما
بمميزات الوسامة العالمية ...
ولكن....
يكفيك بهاءا....ان قلبي يرتجف
عند رؤيتك......
كرضيع يتحرق ...للأحتضان...



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=92479
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29