• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأمام الكاظم شهيد الكلمة .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

الأمام الكاظم شهيد الكلمة

الحرية تنتشر وتسود بالكلمة الحرة  والاحرار  سلاحهم الكلمة الحرة    فالكلمة الحرة اقوى من كل الاسلحة مهما كانت قوتها وصاحب الكلمة الحرة هو الانسان الحر والانسان الحر هو الانسان الصادق الصالح   لهذا فالانسان الحر يمتاز بكل صفات الفضيلة على خلاف العبد الذي يمتاز بكل صفات الرذيلة
 فالرسول  الكريم محمد ص اطلق على صاحب الكلمة الحرة  بالمجاهد وقال الجهاد هو كلمة حق بوجه سلطان جائر لا غزو الاخرين وذبحهم وسبي نسائهم ونهب اموالهم   واعتبر ذلك عادة جاهلية بدوية منافية للاسلام لان مهمة الاسلام اقامة العدل وازالة الظلم  لهذا فالاسلام رحمة للعالمين بدون استثناء  اي للناس اجمعين   لا اكراه في الدين
فالجهاد في الاسلام  هو  كلمة حق بوجه سلطان ظالم ومن مات دون ذلك فهو الشهيد اي تنطلق من قناعتك الذاتية لا خوفا من احد ولا مجاملة لاحد  فالجهاد في الاسلام ان تشقى لتسعد الآخرين ان تموت ليحيا الآخرين
فالاسلام يرى  صلاح الدنيا في صلاح الحاكم ومن حوله وفساد الدنيا في فساد الحاكم ومن حوله وهذا ما سار عليه الامام علي واهل بيته    والمجاهد هو من  يجاهد ضد فساد الحاكم والدعوة الى اصلاحه
 وهذا هو منهج  مذهب اهل البيت لهذا رفض من قبل  الاعراب    الذين تغلب عليهم القيم البدوية الحيوانية الذين حذر منهم القرآن الكريم ودعا المسلمين الى عدم التقرب منهم لانهم عناصر فاسدة اذا دخلوا قرية افسدوها ووصفهم بأشد اهل الكفر كفرا واهل النفاق نفاقا واطلق عليهم الرسول بالفئة الباغية  الا ان المؤسف والمؤلم كل ذلك لم يأخذ به المسلمون بل تجاهلوه   لغلبة القيم البدوية الجاهلية وتمكنها من فرض قيمها من خلال سحب الاسلام الى مستواهم ولم يرتفعوا الى مستوى الاسلام وهكذا انتصرت  القوى الجاهلية البدوية وقيمها الوحشية الحيوانية 
واعلنت الحرب على الاسلام وقيمه من خلال  محاربتهم لأهل البيت واتهموهم بكل التهم المسيئة بالشعوبية بالاباحية بالزندقة بالمجوسية والتي لا تزا ل هذه التهم توجه لكل انسان حر لكل لمن يدعوا لحرية العقل لمن يدعوا للمساوات والعدالة وحرية الرأي والعقيدة
فالامام الكاظم انطلق من هذا المنطلق  اي التمسك والالتزام بحرية العقل اي الايمان بالعقل الذي مهمته ازالة الظلم واقامة العدل وفق نهج الامام علي  رادا   على احد قادة الفئة الباغية الذي ساومه على الخلافة  فرفع الامام علي حذائه وقال  خلافتكم امامتكم لا تساوى عندي فردة هذا الحذاء اذا لم اقم عدلا وأزيل ظلما
فالامام الكاظم لا يريد حكما ولا ينافس احد  على مال او نفوذ  فكان   كل الذي يطلبه هو اقامة العدل وازالة الظلم خاصة وان الطبقة الحاكمة  تتظاهر بانها  رافعة راية الاسلام   وانها وصلت الى كرسي الحكم باسم  الاسلام باسم الدماء الزكية  التي اريقت  والارواح الطاهرة التي زهقت
فكانت كلمة الامام الكاظم الحرة الصادقة تهزهز كيان الظالمين وتدك حصون اللصوص والمجرمين  امثال الرشيد ومن حوله من خدم وجواري  فكان الرشيد يرتعش خوفا   من كلمة الامام الكاظم   رغم انه اي الرشيد كان يتحدى الله   بقوله كل شي في الارض ملكي وفي خدمتي عندما يخاطب سحابة السماء اينما تمطري خراجك لي في جيبي
 رغم ان الامام الكاظم  في المدينة لا يملك سلاح ولا جيوش لكنه يملك قلوب الأحرار اهل العقول الحرة  رغم انه لا يطلب شي من الناس سوى ان يكونوا احرارا في دنياهم  صرخة كل انسان حر في الدنيا كونوا احرارا في دنياكم هذه الصرخة  صرخها الامام الحسين واصبحت شعار كل  انسان حر كل من يريد التجديد والاصلاح  فكان الر شيد يرى في ذلك تهديد   له ولكل من حوله من اللصوص والفاسدين
كان يدعوا الناس الى المحبة الى العلم   الجهل كفر الفقر كفر الظلم كفر  فهذه العبارات بدأت تأخذ مأخذ في قلوب  الناس الذين حوله  لهذا ادرك الطاغية الرشيد ومن حوله من اللصوص والفاسدين ان  المقصود بهذه العبارات  رئيس  العصابة الرشيد وعصابته  
فمنعوا الناس من اللقاء به  كما  خلقوا بعض الشخصيات  التي لا ضمير لهاولا كرامة  وكلفوا بمهمة الاساءة اليه واتهامه بتهم خسيسة حتى انه اشتروا احد اقاربه لتحقيق مآربهم الخبيثة   ومع ذلك لم يتراجع عن الدعوة الى الاصلاح الى  كشف الفساد  ففرضوا عليه الحصار ومنعوا الناس من اللقاء به
لهذا قرر الطاغية الرشيد بتحريض من العصابة الفاسدة التي  بأعتقاله ونقله  من المدينة الى العراق  وكانت عملية سرية خبيثة ظاهرها شكل وباطنها شكل آخر لتضليل اهل المدينة فنقل الى البصرة واعتقل في احد سجونها   
ومع ذلك استمر الامام صارخا بوجه الطغاة وكاد يحدث ثورة في البصرة  فنقل الى بغداد  وحبس في سجن خاص  انفرادي   ومع ذلك استمر في دعوته للحق والعدل وحرية العقل فادرك الطاغية انه وضعه في خطر لهذا قرر قتله  
لهذا قرر الرشيد قتل الامام الكاظم فسلمه  الى احد جلازوة الر شيد السندي من شاهك وامره بتعذيبه ومن ثم قتله بالسم  ورميت جنازته خارج السجن   
 لا يدري  الطاغية الرشيد وغيره من الطغاة انهم قتلوا  اذلوا انفسهم بأيديهم عندما اقدموا على قتل اصحاب الكلمة الحرة واذلوهم
لا يدري ان قلوب الناس هي القبر
اين الرشيد وقصوره وامواله  وعبيده  اين صدام وقصوره وعبيده لا اثر لها
في حين شهداء الكلمة الحرة الامام الكاظم ومحمد باقر الصدر اقمارا تزاداد سموا وتألقا بمرور السنين  والاعوام
في حين نرى الطغاة الرشيد وصدام  قذارة تزداد  عفونة وقذارة   بمرور السنين والاعوام



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=92631
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19