• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دوّامة الازمات تربك حسابات السلطة الرابعة وجماعات الضغط .
                          • الكاتب : جمال الخرسان .

دوّامة الازمات تربك حسابات السلطة الرابعة وجماعات الضغط

 

ليس جديدا ان المنطقة برمتها تطفو على بحر من الازمات، بعضها محلية واخرى عابرة للحدود، الكل يؤثر ويتاثر شاء ام ابى مع اختلاف نسبي في سقف ذلك من بلد الى آخر. لكن الامور في العراق مختلفة بعض الشيء كما هي العادة، اذ ان سقف الانشغال العراقي بالازمات كبير جدا لحد الافراط. كل ملف وازمة مهما كان حجمها قد تكبر بقدرة قادرة وتتحول الى ازمة كبرى خانقة. الشيء الاخر الملفت في الحالة العراقية هو العدد الهائل والغريب من الازمات التي تتفاعل بوقت واحد، وتتحول الى قضايا رأي عام، لكن انطباق ذلك التوصيف عليها لا يعني بالضرورة دفعها للحل. وان كان الراي العام وخصوصا جماعات الضغط في العراق لها الفضل الكبير في تحريك العديد من القضايا وممارسة دور الرقيب على مؤسسات الدولة بعد غياب الرقابة الفاعلة من قبل الجهات المعنية. لكن الامور لا تسير دائما بهذا الاتجاه، فكثرة الازمات الطافية على السطح تقلل من اهمية كل ازمة. 
ان الرأي العام وجماعات الضغط التي تتفاعل بقوة في وسائط التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الاعلام مع اي ازمة وتحاول ترويض هذا السيل المتراكم من الازمات.. تجد نفسها مكبلة مع هذا العدد الكبير من الخلافات المتراكمة والمتجددة بمظاهر مختلفة. ان ظهور الازمات مرة واحدة وباعداد غير معقولة ابدا يجعل الجميع في موقف لا يحسد عليه. 
وكلما كانت تلك الشريحة في موقف مرتبك وفر ذلك فرصة للطبقة السياسية من اجل ممارسة عاداتها القديمة السيئة الصيت، ان غياب الدور الرقابي للمؤسسات الرقابية ترك مسؤولية كبيرة على السلطة الرابعة وجماعات الضغط من اجل سد ذلك الفراغ، وهي رغم كل ما يرد عليها من ملاحظات لكنها البديل الافضل حتى الان، الطبقة السياسية بدهاء سياسي او ربما بخطوات عفوية غير معد لها مسبقا جعلت تلك الشريحة في موقف لا يحسد عليه! اصبح الجميع يحاول جاهدا السيطرة على هذا المد الهادر من الازمات لكن دون جدوى، ان بقيت الامور على تلك الشاكلة حتى الانتخابات المقبلة فربما تنتهي الجولة لصالح الطبقة السياسية هذه المرة بنتائج افضل بكثير من سقف طموحاتهم. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=92987
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20