عندما يكلف أي انسان بموقع مسؤولية  وفي أي من  مجالات الحياة فعليه البحث عن عوامل  التي تساعده على النجاح في مهمته التي كلف بها طبعا هذا إذا ما اراد النجاح في مهمته , فكيف إذن بإنسان كلف بقيادة ومسؤولية شعب بأكمله  متنوع الاطياف والمكونات ومن كلف هذا الشخص بالقيادة اطراف اخرى لها وجودها وتكوينها في الساحة  بل ان لها دور في ما كلف به من مسؤولية لذا اصبح من الواجب عليه مراعاة هذه الامور مجتمعة وكذلك مشاورتهم في كثير من الامور الخاصة بالقيادة ونكرر المشاورة وليس آخذ القرار منهم  لان هذا الاسلوب كان حتى متبع من قبل النبي الاكرم (ص) وهو نبي هذه الامة ولكنه كان يشاور اصحابه في كثير من الامور المتعلقة بالأمة الاسلامية وبالتالي يكون القرار النهائي صادرا منه هو .

ان ما يجري اليوم من تصاعد في وتيرة الحرب الاعلامية بين الفرقاء السياسيين في العراق كانت بسبب البداية الخاطئة لرئيس الوزراء عندما انتهج اسلوب الاستفراد بالرأي وعدم مشورة الشركاء في العملية السياسية وبالتالي فأن المتواجدين معه وخاصة من الذين كانوا في مرحلة المنافسة على منصب رئيس الوزراء  صاروا اليوم في موقع المراقب والباحث عن الاخطاء واظهارها وكشفها علنا وطبعا ليس من باب الحرص والمصلحة العامة وانما منا باب التجريح وكذلك اظهار المساوئ الموجودة في الادارة الجديدة  , حيث كان بالإمكان تلافي والتخلص من هذا المنهج لو ان رئيس الوزراء اتبع منهج المشاركة في المسورة واخذ الآراء في اصدارات القرارات الهامة وبالتالي يشعر الاخرين ان لهم دور في الامور الحاسمة التي تمس البلد والشعب  لان الجميع سوف يكون في مركب آخذ القرار وبالتالي لا يمكن لاي من الشركاء السياسيين الطعن او اظهار العيوب المتواجدة فيه , ولكنه وبدل ذلك اوجد ساحة من المشاحنات والمشاكل الداخلية التي جعلت من اصحاب النفوس الضعيفة والذين يحاولون العبث واستغلال ما يجري في العراق داخليا فرصا ناجحة لتحقيق احلامهم واطماعهم في ايذاء العراق وشعبه