• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القوى السنية طابور على ابواب العرافة .
                          • الكاتب : عزيز الابراهيمي .

القوى السنية طابور على ابواب العرافة

المفترض ان القوى والاحزاب السياسية، هي من تخلق الرؤية، وتضع العلامات على طريق المستقبل؛ ليسير المواطنون يسابقون الزمن بأتجاه الاهداف المحددة من أجل أن ينعموا بحياة كريمة مستقرة، الا ان الواقع السياسي في العراق يدفع الكثير من الاحزاب الى اكتشاف اتجاه مسير الجماهير والقفز في مقدمة الركب، ليحظوا بالقيادة والحكم، والمؤسف انهم يجيدون القفز مرة اخرى لينجوا من الهاوية التي تنتظر اصحابها المخدوعين.
القوى السنية نموذج واضح لهذه الاساليب الميكافيللية البائسة التي لم تجلب للمجتمع العراقي عامة والسني على وجه الخصوص الا الخراب على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والعمراني... ، وبوسع كل من يرجع بالذاكرة قليلا يجد كيف كانت القوى والشخصيات السنية تمارس الازدواجية في العمل السياسي بين الاستفادة من امكانيات الدولة ومسايرة الارهاب في الحواضن السنية، ولعلهم لايخجلون في ايراد مايبرر ذلك كونهم ينتمون الى مجتمع يعشعش فيه الارهاب ومن الخطورة التصريح بقناعاتهم المنسجمة مع شرعية الدولة.
يبقى التاريخ وحده من يمتلك الحكم على تلك المواقف، ولكن اما آن الوقت للقوى السنية لتستفيد من تجربة الماضي، وان يكونوا شهود حق على ابناء مناطقهم، ويحثوهم على أخذ العبرة من هذه التجربة المريرة ؟ أليس من الاجدر بالاحزاب والقوى السنية بذل اقصى الجهود من اجل تنوير الشارع السني بأفكار السلام والحياة الديمقراطية, وضرورة الالتفات الى بناء مناطقهم ووطنهم، من قبل ان جهات وتيارات تملأ الفرغ الفكري الذي خلفه سقوط الفكر الدعشوبعثي؟ 
قد لا يجانب الصواب من يعتقد ان القوى السنية الموجودة على الساحة, لم تتحرك لحد الان في سبيل حث المجتمع السني على الاستفادة من تجارب الماضي, ولم تبادر لطرح بديل عن تلك الافكار السياسية، والتي تدفع المجتمع السني للمشاركة الفعالة!، ولعل مرد هذا التكاسل الى قصورها، والذي لابد لها من رفعه بالاستعانة بامكانيات الدولة، او تقصيرها والذي بلا شك سيكون بداية لتراجعها واختفائها من المشهد السياسي. 
المقلق في الامر، ان القوى السنية باتت عاجزة عن خلق اي قناعة لدى جمهورها، وهي تنتظر ما تنتجه الاحداث من توجهات، لتعيد لعبة القفز القديمة، ولتكون حاملة الراية من جديد.
يؤيد هذا الاحتمال؛ الموقف الرمادي، وغياب المشروع، والمواقف الخجولة ازاء الانتصارات المتلاحقة، وعدم التصريح بما يؤيد او يرفض بعض الاراء في انشاء قواعد امريكية في المناطق السنية وجعلها شبه محمية ... الخ. 
ربما لو وجدت عرافة تستطيع التنبؤ بتوجهات الشارع السني المستقبلية، لكان هناك طابور من القوى السنة، في انتظار دورهم، من اجل اخذ تلك التوجهات وصياغتها على شكل برامج انتخابية، ومادة اعلامية لعشاق الظهور التلفزيوني.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=93364
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16