• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : زينبية طوز خورماتو .
                          • الكاتب : موسى علي .

زينبية طوز خورماتو

 التي لم تودع شهدائها الخمسة من اجل الشرف 
في مثل هذه الايام قبل ثلاث سنوات سكب الألم بأحرف اعتصرت حرقة ممن رحلوا دون وداع وما أصعب الفراق هكذا وكأن ما كان لم يكن فهذا حال إحدى النساء التركمانيات اللاتي تركن جثث احبتها خوفا على بناتها وعرضهن وغادرت جثامينهم الطاهرة في مكانها بحثا عن ملاذ آمن لبناتها حرصا على شرفها واعراض بناتها  وكأن اباها الشهيد يأمرها بذلك وهو مقطع الاوصال ..واخويها يناديان عليها ويطلبان منها الهرب ريثما يشاغلان  الاوباش بما تبقى لديهم من عتادا .
يا لها من معاناة  ..يا لها من مفارقة .. يا لها من موقف ..انها بين نارين كلاهما مر وشديد! الا وهي التي استحقت لقب (زينبية طوز خورماتو ) وبجدارة وهي سيدة تركمانية عظيمة تدعى (سهيلة كمال كهية براوجلي ) التي تركت احبائها والدها وزوجها وشقيقيها وفلذة كبدها ابنها البكر دون وداع حفاظا على الشرف ..
بتاريخ 2014/6/10 وبعد سقوط محافظتي الموصل وصلاح الدين على يد عصابات داعش الإرهابي  التي ارتكبت مجازر بشعة بحق المدنيين العراقيين الأبرياء على يد خوارج العصر وحواضنهم داخل العراق وكان نصيب المكون التركماني الموالي لأهل البيت عليهم السلام الأكثر والأفجع ومن بينهم خنساء العراق من قرية براوجلي التي فقدت خمسة من افراد عائلتها وقدمتهم قرابين للدين والوطن فكان أباها من وجهاء (براوجلي) التركمانية ، تلك القرية الواقعة في اطراف طوز خورماتو في محافظة صلاح الدين، ، التي هاجمتها  مجموعات من أبناء عمومتهم القاطنين في القرى المحيطة اثر تعاونهم  مع  خوارج العصر لاجتياح قريتهم .
وكان هذا الرجل مثالا للرجولة والشجاعة فأستشهد ومثل بجسده بوحشية  بعد أن نفذت ذخيرة بندقيته القديمة بعد ان تمكن من قتل اربعة من الدواعش واستشهد شقيقيها لمشاغلة الاعداء الدواعش لغرض انسحابها مع نساء القرية واستشهدا وهما يعانقان الغيرة والرجولة عند دفاعهم عن أرضهم وعرضهم وزرعهم !
روت السيدة سهيلة على بعض وسائل الأعلام عن معاناتها وتعرض اسرتها الى الظلم والجور على ايدي  ابناء عمومتها على خلفيات مذهبية ..نعم وبكل اسف بسبب ولائها وانتمائها لآل البيت عليهم السلام فبدلا من ان يدافعوا عنها   فقد قتلوا زوجها وابنها ذو  16 ربيعا امام عيونها بدم بارد. 
آه آه كم تحملت هذه السيدة فإن موت زوجها مزق قلبها وأصدع  فؤادها وجعلها كأنها كالبيت الخرب الذي لا سقف له وما اقوى فراق الابن وما أشده وما أصعبه وما أقسى فراق الإخوان فكيف قتلوا امام عيونها وهي في حالة توثب لاحتضانهم وشم رائحة غيرتهم .. 
لقد اتى زمن الرحيل وكيف لها ان تحمل لوعة فراق الأخوة والأفجع كان لها فراق أبيها الذي على الرغم من كبر سنه الا ان  جاءها الليل الذي كان يتفقدها ويسأل عن حالها فكيف يغادر هذا الاب الحنون الثمانيني الذي أنهكها رحيل أباها فرحلت روحها عنها وفقدت جزءا من فؤادها ...
فأي منزلة قد كرمك الله واي صبر قد وهبك المولى للفراق ومن بعده مسؤولية تربية الأيتام وبظروف صعبة جدا ..
صبري نفسك يامن ذاقت لوعة الفراق قولي كلها ايام  وشهور وسنين وتجتمعين  بهم ببيت الحمد حيث لا فراق يامن تحمدين الله على المصيبة وتذكرينه في كل لحظة  عندما ابتلاك في احبتك فأبشري في الجنة فهل هنالك شيء أفضل من الجنة التي جعلها الرب نعيما ابديا وراحة ولذة وسعادة ...وفي النهاية
أسأل الله الرحمة والمغفرة لشهداء العراق كافة وشهداء التركمان خاصة ونسأله أن يقتص وينتقم من المجرمين الأرهابيين  شر إنتقام  
وصلى الله على حبيبنا محمد وعلى آله ومن تبعهم إلى يوم الدين




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=94521
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19