• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ليكن كل عمرنا رمضان .
                          • الكاتب : احمد جابر محمد .

ليكن كل عمرنا رمضان

نُناجي الخالق برفع الايادي، يمينها والشمال، تعلو هامتنا، وكاننا نبحث عن باب للسماء، بثياب طاهرة، انتحر في داخلها جسد، تفننَ في اقتناء الرداء شريطة الطهارة، كظاهر الاجساد ومختلف مع عمق الباطن، طالبين الرحمةوالغفران، دون حياء او خجل، من الذات الالهية.
نجهر باصواتنا وافعالنا منافقين مرآئين، نستجدي الكلمات من افواه السُذج قانعين، فالافواه الاخرى لانقربها خوفا من رصاصة الحق ان تستقر في إيسر صدورنا، ولئلا تفوح منا النتانة حين رفع الغطاء، نضحك على انفسنا حين الدعاء، ونبكي في حين اخرى، حينما نستشعر حجم الرجاء مع الرياء.
نتسابق في ميدان الحياة كانها ساحة فروسية، نمتطي المشتريات كأن عجاف يوسف قد بان، نتقن القفز على حواجز التبذير علنا، فهذه جولةرمضان، ولاحساب فيه فالخير كثير ، فهو شهر طَمَعٍ بغفر الذنوب، فبغسلها مبيضةً ستعود، وسنعود لسابقها بلامفر، نسجل بشهور وتمحى بشهر، هيهات يا ابن ادم اتعلم باي ارض تموت واين المستقر، نتبادل التحايى وصلة الرحم ونرفع الظلم عن البؤساء، وحينما ينتهي نلوذ كالذئاب في الجحور،اليوم هذا المفر فاين غداً المفر .
فمشاعر الناس واحتياجاتهم باتت رقم واحد حين التوثيق بالصور، والايتام حينها وجبة دسمة يشتهيها البصر، فلكل شيء ثمن ولاشيء يعطى بلا ثمن، فهمنا في النهاية من سيكمل ألبومه المنتظر، فيملأ صدره شعور مصطنع من الرضا تاركا الخالق فالخلق هم المطر، تتخالط لدينا أنفسنا فتضحك على سفاهة عقولنا فيصرخ الاخير غاضباًمشمئزاً :(لو كان بيدي لهربت لكن لامفر).
نتهكم على هذا وذاك، متجبرين، ضنّا منا على مستقيم الصراط نسير، وسياطنا واصواتها تملا المكان بالتشهير والتكفير، عليكم بأنفسكم قالها الامام الصادق (ع) فيوم العرض لن تخاطب كرسول سينالك من العقاب الكثير، قف لحظة مع نفسك وقارن بين اخلاقك قبل رمضان وبعده وكن على نفسك حسيب، وكأن لحظتك الآن قد حانت واشتعل الضوء الاخضر للساعة، "فما اعددت لها"، اتقول قضيته أسب واُكفر الآخرين ، وفاتني الكثير، واتكأت على اهل البيت (ع) فهم ينقذونا يوم الحشر، افخلقنا الله لنجلس ونصّف قدمينا، لنتساوى مع من فُني فداء للدين، فاين العدل الالهي حينذاك، اي نعم هو غاب عن الارض فتعالى الله عما تصنعون .
نضع الناس كاللبان نمضغهم متى نشاء، فنحن في مجالسنا غير المنقول لايطرق بابنا حديث، فله صمنا وعلى رزقه أفطرنا وقضينا مافي ذمتنا، فالنفس تحتاج للترويح، وهذا امر مباح اقول لك ولاتقل لغيرك صندوق اسرار عجيب، كل يوم لنا فيه عادة ويؤنسنا لبان جديد، ولما لا فالجنة خلقت لنا وفيها لخالدون، متناسين قول الله "ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه".
نجعل لرمضاننا تعظيم فكيف لا وهو محطة تكفير ذنوب، وتطهير للابدان والنفوس وتسابق على ختم القرآن بعدما افرج عنه من سجنه مؤقتا ًثلاثون يوما بالعد والكمال، ثم يعود اسيرا محملا بالم الفراق لعام قادم يُغطيه التراب كما يُغطينا الاعتلال، متسائلا كحال باقي السنين ما سبب هذا الهجران؟، ولاتحدثني عن تلك الخصوصية فخصوصيتك كمسلم وفي العراق فيها كماً وباعٌ طويل.
الحياة ماهي الا فترة قصيرة مهما طالت او قصرت، فهي تكاد تكون اقرب من رمشة عين وستحتضننا الارض بلهفة اشتياق لاننا منها واليها نعود، وحين الوداع نرى الاحباء يلوحوا لنا بدموعهم مودعين، لكنك لاتقوى على توديعهم، لاايادينا ولا العيون، فليكن كل عمرنا رمضان ، وأنيسنا فيه القرآن، حتى لا نخجل حين الوقوف بين يدي رب العباد، ونكرر ماقاله السابقون اعدنا نعمل صالحاً، فهنا لا عودة مطلقا لكن مستقر، فاعملوا بها كي لاتخرجوا منها مفلسين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=94757
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29