تعد القوة العسكرية واحدة من أبرز عوامل النصر إلا انها ليست العامل الوحيد في ذلك، فالدول التي حققت الانتصارات في حروبها وأزماتها لم تعول على العامل العسكري فقط بل كان للعلم دور كبير في ذلك الانتصار خاصة اننا اليوم نعيش عصر الذكاء والوعي، فقد ينتصر الشجاع أو المدجج بالسلاح لبعض الوقت، لكن انتصاره لا يدوم إن لم يدعمه بالعلم والوعي؛ وذلك لأن ميدان القتال ما هو إلا جولة واحدة في المعركة، ثم تتواصل بقية الجولات بوسائل أخرى في ميادين السياسة والاقتصاد والإعلام.
وإن الإخلاص لوحده لا يكفي في تحقيق النصر، فلا بد أن يصحبه العلم ومعرفة الصواب، فنحن نعيش في زمن احتلت فيه المعرفة مركز الصدارة، فالعلم أمرٌ مهم للشعوب التي تخوض معارك التحرير واسترداد الحقوق، فإذا ساد الجهل وقل الوعي انحرفت البوصلة عن مسارها الصحيح، وضاعت الأولويات، واختلت الموازنات، فلو بحثنا اليوم عمن هو مستعد ليقدم روحه شهيدًا فإننا سنجد الكثيرين، لكننا لن نجد هذا الاستعداد في ميادين المرابطة على ثغور العلم !
ان الجهاد لا يعني فقط مقابلة العدو والاستعداد له وانما هناك اوجه مختلفة واكثر اهمية من جهاد العدو الا وهو جهاد النفس ...
اما اليوم فنحتاج الى جهاد وثورة كبرئ في مجال العلم نحتاج لزرع ثقافة التحصيل العملي في المجتمع كما تم في الجهاد العسكري والجهاد الثقافي لابد ان يكون هنالك جهاد علمي في كافة الاختصاصات للوقوف في مصاف الدول المتطورة علميا.
فالتحصيل العملي واجب شرعي وانساني ووطني.
|