• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الجيش العربي السوري عندما يقض مضاجع أمريكا ومن معها في الرقة !؟ .
                          • الكاتب : هشام الهبيشان .

الجيش العربي السوري عندما يقض مضاجع أمريكا ومن معها في الرقة !؟

بدا واضحاً لجميع المتابعين أنّ سلسلة المعارك التي يقودها الجيش العربي السوري وبدعم من الحلفاء والتي جرت في الآونة الأخيرة في محافظة الرقة وتحديداً في ريفها الغربي والجنوبي الغربي، ما هي إلا هدف من سلسلة أهداف استراتيجية كجزء من خطة ورؤية أكبر، لمسار الحسم العسكري التي يعمل عليه الجيش العربي السوري، والهدف بالأساس هو تطهير الأرض السورية من رجس الإرهاب العابر للقارات، ومنع تحقيق شروط وإملاءات تحاول بعض القوى الإقليمية والدولية الحليفة والشريكة والداعمة للمشروع الصهيو ـ أميركي بالمنطقة فرضها على الدولة السورية.
 
 


هنا لا يمكن إنكار حقيقة أنّ محافظة الرقة بموقعها الاستراتيجي بشمال شرق سورية، تشكل أهمية استراتيجية بخريطة العمليات العسكرية السورية وتحتلّ أهمية استراتيجية، باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتدّ على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق وسط سورية وشرقها وشمالها، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب العراقي والتركي، إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بمدينة دير الزور شرقاً وحلب شمالاً، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة الرقة في خريطة المعارك المقبلة بالشرق والشمال الشرقي والشمال السوري بشكل عام.
 
 


اليوم، لا يمكن إنكار أنّ خسارة تنظيم داعش لمواقعه المتقدّمة بريف الرقة الغربي ،بعد سيطرة الجيش العربي السوري على "حقل الثورة" و"محطة الضخ" التابعة له بالإضافة الى منطقة "مساكن الثورة" جنوب مدينة الطبقة في ريف الرقة الجنوبي الغربي ،سوف تشكل بمجموعها عبئاً ثقيلاً على صانعي قرار الحرب على سورية، ولهذا يسعى الجيش العربي السوري بما لديه من قوات بعموم هذه المناطق لحسم هذه المعارك سريعاً لما تمثله من ضربة قاسمة لمشروع الحرب على سورية.
 


هنا، يمكن القول إنّ الجيش العربي السوري قد تكيّف مع ظروف معركة غرب الرقة ،رغم محاولة الأمريكان وميلشيا قوات سورية الديمقراطية قطع الطريق على استمرار انجازات الجيش الهادفة إلى الوصول لـ عمق البادية الجنوبية لمحافظة الرقة ،وما سيتبعها من تخطيط عملياتي فوري لمعركة دير الزور، فالجيش بدأ فعلياً برسم ملامح جديدة لطبيعة المعركة في عموم مناطق ريف الرقة الغربي، وها هي طلائع الجيش اليوم تقف على مشارف العمق الاستراتيجي لعمق  المنطقة الصحراوية الممتدة بين محافظتي "الرقة" و "حماة ، وهذا ما أثمر مرحلياً مجموعة انهيارات واسعة في صفوف مسلحي تنظيم داعش وخلط اوراق الأمريكان ومن معهم في الرقة، وهذا الانهيار سيكون ضربة قاصمة للأمريكان ومن معهم الذي من متوقع أن يخسروا في الأيام القليلة المقبلة مواقع هامة بريف الرقة الغربي والجنوبي الغربي.في ظل تعثر عمليتهم في محيط مدينة الرقة،
 


ويمكن أن نقرأ وبناء على متغيّرات الساعات الأخيرة والتطوّر الملموس والنوعي في عمليات الجيش العربي السوري بعموم مناطق ريف الرقة الغربي، أنّ خطط القادة الميدانيين في الجيش اتجهت بالمنحى الإيجابي، فخريطة العمليات العملياتية والتكتيكية والاستراتيجية وتبادل الأدوار والانتقال من خطة إلى أخرى والتكيّف مع ظروف المعركة بسلاسة ملحوظة، هذه المتغيّرات التي أدارتها بحرفية وحنكة ملحوظة القيادة العسكرية الميدانية للجيش العربي السوري بمجموعها، أثمرت وبعمليات نوعية وخاطفة عن ضرب خطوط الدفاع الأولى لمسلحي تنظيم داعش ومن ثم التقدّم السريع نحو جنوب اتوستراد أثريا - الرصافة - الرقة في ريف الرقة الجنوبي الغربي والسيطره على قرى "صهاريج الوهاب" و"جب الأفادوس" و"جب مشرفة"،ويأتي كل ذلك  من خلال تحرير مجموعة طرق وتلال استراتيجية هامة تشرف على عمق هذه المناطق، وبهذا يكون الجيش العربي السوري قد أمّن «مرحلياً» أولى مراحل التقدّم باتجاه عمق البادية الجنوبية لمحافظة الرقة.
 
 


وفي هذه المرحلة، وبعد أن أصبح الجيش العربي السوري على مشارف العمق الاستراتيجي للبادية الجنوبية لمحافظة الرقة وخصوصاً بعد النجاح الملحوظ بتقطيع أوصال طرق إمداد تنظيم داعش والسيطرة على مجموعة طرق رئيسية، وبعد مجموعة انهيارات واسعة في صفوف مسلحي تنظيم داعش، هنا تمكن قراءة الواقع وبشكل منطقي وأكثر واقعية، فعمليات الجيش السريعة والنوعية والخاطفة، شكلت صفعة قوية لتنظيم داعش ولصانعي قرار الحرب على سورية.
 
 


ختاماً، يبدو أنّ الأكثر وضوحاً اليوم، أنّ منظومة الحرب على سورية ستبدأ بالتهاوي بالتزامن مع تهاوي مسلحي تنظيم داعش بريف الرقة الغربي والجنوبي الغربي ، واليوم نرى أنّ هذه المنظومة تعيش فترة ترنح ما قبل السقوط مع استمرار سلسلة الانهيارات التي تتعرّض لها المجاميع المسلحة من الشمال إلى الجنوب إلى الشرق السوري، وعلى قاعدة سلسلة انهيار أحجار الدومينو، فاليوم القيادة العسكرية السورية تدير المعركة بحنكة وبحرفية عالية، والأيام المقبلة ستكون حبلى بالتطورات وستشهد تغيّراً ملموساً وواضحاً في طبيعة المعارك بعموم خرائط المعارك الميدانية في سورية، فاليوم الجيش العربي السوري استعاد زمام المبادرة وانتقل من مرحلة التموضع وبناء خطوط الدفاع إلى مرحلة الهجوم واستعادة الأرض على مختلف بقاع الجغرافيا السورية، ومن هنا سننتظر نتائج وتداعيات تطورات الميدان، والتي ستعطينا إجابات منطقية وأكثر وضوحاً وواقعية من مجمل التغيّرات التي سنشهدها بالساحة العسكرية بمحافظة الرقة بشكل خاص وعموم الساحة العسكرية السورية بشكل عام.


*كاتب وناشط سياسي- الأردن.


hesham.habeshan@yahoo.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=96676
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28