• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : داعش يندحر في الموصل لينتصر في بغداد ؟!. .
                          • الكاتب : نجاح بيعي .

داعش يندحر في الموصل لينتصر في بغداد ؟!.

 يبدو أن حمّى الاتهامات المتبادلة التي صارت على المكشوف وبلا حياء ، بين جبهتي السعودية وقطر بدعم الإرهاب وتمويله , جرياًمع متطلبات الموقف الدولي (الأميركي) المتغيّر نحو إنهاء ملف الإرهاب في الشرق الأوسط وخصوصاً " داعش " , قد ألقت بظلالها على مجمل الحراك في العراق , ولا سيما في الوسط السياسي السنّي المنقسم على نفسه مشارب ومراتع , بين دول الجوار العربي والإسلامي وخصوصاً السعودية وقطر . 

الأمر الذي دفع برئيس مجلس النواب" سليم الجبوري "أمس 21/6/2017م , باعتباره زعيم الحراك السني لما بعد داعش حسب مقررات مؤتمر انقرة القريب من "قطر" إلى الإعلان عن مؤتمر ( للمعارضة العراقيّة) , سيُعقد بالعاصمة بغداد منتصف شهر تموز المقبل , وستحضره شخصيات " سياسيّة " حسب وصفه كـ ( رافع العيساوي ـ أثيل النجيفي ـ خميس الخنجر ـ علي حاتم السليمان ـ صهيب الراوي ـ والقائمة تطول ) وهي ذات الأسماء المشاركة بمؤتمر "بروكسل" القريب من السعودية . بهذا يكون اللعب قد صار على المكشوف أيضاً وبلا حياء , وأنهم حقاً لا يرقبوا في هذا الشعب الجريح " إلاّ ولا ذمّة " بعد أن أركسوه بحمام دم لم ينتهي بعد !؟. وأظهروا أنفسهم للعيان كدمى بائسة لا حول لها ولا قوّة , تحركها أجندات خارجيّة لهذه الدولة أو تلك .
هذا الحراك المبيّت والحوار السرّي , والذي جاء بمباركة الجميع بالرضا والتأييد والتوافق , بما في ذلك التحالف الوطني والأكراد , من أجل بلورة مثل هكذا لقاء جامع لأناس ( الإرهاب والإجرام ) أقل ما يمكن أن يتصفوا به , وكأيتام قطر والسعوديّة , مطلوبون للقضاء العراقي , بتهم تتعلق بالإرهاب وهو مما لا يخفى . 
هذه الأجواء المربكة التي لم تعد تنطلي على المواطن البسيط , تُعيد الذهن قسراً الى أجواء رزيّة يوم (الإثنين10 حزيران 2014م) التآمريّة السوداء , وإلى مجمل السيناريوهات ومشاريع الحلول التعسفيّة الجاهزة التي طرحت , يوم إعلان داعش عن إحكام سيطرته على مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها . 
وما أشبه اليوم بالأمس !. فبعد أن امتلأت أجواء ذلك اليوم بالزعيق الإعلامي, المعبّر عن قلق الأطراف كافة , الداخلية والعربيّة والإقليميّة والدوليّة , وإدانتها لـ "داعش" , من دون أن نلمس من الجميع دعوة جادة لقتال داعش .فطفحت على السطح مبادرات عدّة للحل , من قبل أطراف سياسيّة مختلفة لا تخلو أبدا ً من مكسب سياسي لهم . منها :
1ــ مقترح إعلان حالة الطوارئ !.
2ــ مقترح إعلان حكومة طورائ !.
3ــ مقترح إعلان حكومة إنقاذ الوطني !.
4ــ مقترح الكورد بإعلان إنفصال كردستان عن العراق !.
وكلها تعطيلية تُرجع العراق إلى عهد الديكتاتورية , حيث القاسم المشترك بينهم هو تعطيل الدستور , وتعطيل البرلمان والانتخابات , وتعطيل الحكومة , وإلغاء المحاكم المدنية , وإعلان الأحكام العرفية العسكرية , والعمل بما تمليه المصلحة خارج المنظومة الدستورية و القانونية .
5ــ مع الأخذ بنظر الاعتبار مطاليب الـ ( 14 ) نقطة لدى العشائر والقوى السياسيّة السنيّة , والتي أولها تنحي " نوري المالكي " من رئاسة الحكومة , ووقف العمل بالدستور وهيكلة الجيش والشرطة وحفظ التوازن .. وغيرها . والتي باتت الحكومة شبه مرهونة لأمرين أحلاهما مرّ علقم : إما أن ترضخ لمطاليب العشائر السنيّة المنتفضة فتنهار الحكومة والدولة معا ً , وإما الركون الى ( الدولة الإسلاميّة ــ داعش ) كبديل عن العراق , وبهذا يكون العراق قد احترق كليّة أخضره ويابسه .
فبإعلان " نوري المالكي " كرئيس وزراء , والقائد العام للقوات المسلحة لحالة التأهب القصوى , وهو يعلم علم اليقين بأن الجيش قد انهار في المناطق الشمالية والغربية , وهو لا يقوى على سحب قطعات اخرى من الوسط والجنوب , لئلا تفرغ الساحة للمناوئين الكثر . او للإعلان حالة الطوارئ ( وهو بمثابة إعلان للأحكام العرفية ) , وهو يعلم علم اليقين أن لا مجال لذلك لحالة الخلاف والاختلاف المزمن بين جميع القوى السياسية , بما في ذلك رئيس مجلس النواب " أسامة النجيفي " الذي كان له اليد الطولى , في صناعة الإعتصامات والإحتجاجات في المناطق الغربية , وتمكينه من دخول داعش .
ممّا يعني أنه سيكون على " المالكي " أن يخضع ويرضخ للتفاوض مع العشائر المنتفضة والقوى السياسية السنية , وهو المعوّل عليه لدى الجميع بما في ذلك أطرافاً شيعية وكرديّة .
وهذا ربما ما عجل الأمر لدى المرجعية الدينية العليا , وأصدرت فتوى الجهاد الكفائي , في يوم 13 حزيران 2014م , لتدارك الأمر وإنقاذ العراق بشعبه وأرضه ومقدساته على يد أبناء العراق الشرفاء , بعد ( 72 ) ساعة من سقوط الموصل , وبعد ( 48 ) ساعة من إطلاق بيان للمرجعية العليا يدعو الحكومة والقيادات السياسية الى نبذ الفرقة والإختلاف بتوحيد الكلمة , وتعزير الجهود للوقوف بوجه الإرهابيين , والذي ضرب عرض الحائط !.
فمن لم يحصل على مراده بالأمس بالتآمر والإرهاب والعمالة , لم ولن يحصل عليها اليوم , فالمرجعيّة العليا والتفاف الشعب حولها بوعي وإدراك كفيل بأن يردع مثل هكذا عملاء ومؤامرات !.
وأخيرا ً .. فليس من المعقول أن تندحر " داعش " في الموصل على بدم الغيارى الشرفاء , لينتصر في بغداد على يد العملاء الجبناء !.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=97091
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3