• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : الشيخ الوحيد يشرح حديث : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) . .
                          • الكاتب : شعيب العاملي .

الشيخ الوحيد يشرح حديث : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) .


فيما يلي أبحاث عقائدية تنشر للمرة الأولى لسماحة المرجع الديني الشيخ حسين الوحيد الخراساني حفظه الله..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
كان بحثنا في الحديث الصحيح عند الكل: عليّ مع القرآن والقرآن مع علي، لن يتفرقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض.
هذه التوأمة مع الوحي الذي كان تبياناً لكل شيء أهمّ من كل المطالب، لذا اعترف أعلام العامة، واعترف المخالف والمؤالف، أن أعلم الناس بالقرآن علي بن أبي طالب ع.
 
وقد نقلنا ذلك عن (الغزالي)، حيث نَقَلَته بعض الكتب عنه، ولكن بعض الكتب نقلته عن (الحرالي) وهو ليس أقل من الغزالي، وشهادة كل واحد منهما دليل قاطع على هذا الأمر.
أما مقام الحرالي العلمي (عندهم) فهذا حدّه: الحَرَالِّيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنٍ التُّجِيْبِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ.. مفسر، من علماء المغرب... ما من علم إلاَّ له فيه تصنيف. أصله من «حرَالَّة» من أعمال «مُرْسِيةَ». ولد ونشأ في مراكش.. وَسَكَنَ حَمَاةَ..  من كتبه «مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل (وهذا الكتاب من أعظم الكتب)
قال ابن حجر: جعله قوانين كقوانين أصول الفقه..
وقال المقري: صنف في كثير من الفنون كالأصول والمنطق والطبيعيات والإلهيات.
وقال الذهبي: ...تكلَّمَ فِي علم الحروف والأعداد وزَعَم أَنَّهُ استخرجَ علمَ وقتِ خروج الدَّجَّال، ووقتِ طلوعِ الشمس من مَغْربها...
 
الخلاصة أن هذا الشخص إن لم يكن فوق الغزالي، فإنه ليس دونه، ومتن كلامه: أن علياً أعلم من الجميع بالقرآن بشهادة المؤالف والمخالف.
وشهادة صاحب كتاب (مفتاح الباب المقفل في باب القرآن المنزل) بالنسبة لأمير المؤمنين ع مطلب يُعجِز أعاظم علماء العامة.
وقد وردت هذه الكلمة في ذيل هذا الحديث، والتعرض لهذا الحديث ضروري، أما شرحه فيأتي في وقته إن شاء الله.
 
أنا مدينة العلم وعليّ بابها: الغزالي او الحراني، إذا قالوا هذه الجملة في علم علي ، فإنها ذرة من تلك الشمس.. حيث قال فيه (عقل الكل وكل العقل، علم الكل وكل العلم) وباعتراف أعيان العامة: أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأتِ الباب.
 
يقول المناوي وهو المحقق السني ذو الشأن الرفيع عندهم (في فيض القدير ج3 ص61): فإن المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة الجامعة لمعاني الديانات كلها ولا بد للمدينة من باب: هذا كلام من يعبر عنه عند العامة بأنه من أعلام الأمة، في فيض القدير.
 
فأخبر أن بابها هو علي كرم الله وجهه فمن أخذ طريقه دخل المدينة ومن أخطأه أخطأ طريق الهدى: هذه المطالب حجة بالغة واقعاً، اعتراف مثل هذه الشخصية أن أي أحدٍ ودون استثناء يدخل باب عليٍّ ينال الهداية، وكل من لم يدخل من هذا الباب يصبح من أهل الضلال.. هذه ليست كلمات الكليني والشيخ الطوسي..
 
وقد شهد له بالأعلمية الموافق والمخالف والمعادي والمحالف، خرّج الكلاباذي أن رجلا سأل معاوية عن مسألة فقال: سل عليا هو أعلم مني: فهذا اعتراف معاوية بن ابي سفيان أعدى أعداء علي.
 
فقال: أريد جوابك.
قال: ويحك كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعزه بالعلم عزا وقد كان أكابر الصحب يعترفون له بذلك وكان عمر يسأله عما أشكل عليه، جاءه رجل فسأله فقال : ههنا علي فاسأله.
فقال: أريد أسمع منك يا أمير المؤمنين.
قال: فلا أقام الله رجليك ومحى اسمه من الديوان : وهذا اعتراف معاوية واعتراف الثاني.
وصح عنه من طرق أنه كان يتعوذ من قوم ليس هو فيهم حتى أمسكه عنده..: إلى أي حد ظُلِمَ هذا المذهب ؟ مع هذه البراهين القاطعة !
 
وأخرج الحافظ عبد الملك بن سليمان قال: ذكر لعطاء أكان أحد من الصحب أفقه من علي ؟ قال: لا والله.
قال الحرالي: قد علم الأولون والآخرون أن فهم كتاب الله منحصر إلى علم علي ومن جهل ذلك فقد ضل عن الباب الذي من ورائه يرفع الله عنه القلوب الحجاب حتى يتحقق اليقين الذي لا يتغير بكشف الغطاء..
هذا الحديث وبهذه الخصوصيات أعجز كل أعلام العامة..
 
لكن الأشخاص المتعصبين أرادوا إسقاط الحديث بأي قيمة، فشرع عدة منهم بالدغدغة في صحة الحديث، ولأنهم عجزوا قالوا أنه حسن ! لأن هذه القضية إن تمت فإن دكاكين أبي حنفية والشافعي وأحمد بن حنبل ومالك ستغلق! وسيشطب بقلم البطلان على أبي بكر وعمر وعثمان !
 
وكلما طرقوا باباً لم تحل لهم المشكلة.. وقد قال الزركشي: الحديث ينتهي إلى درجة الحسن المحتج به ولا يكون ضعيفا فضلا عن كونه موضوعا، وفي لسان الميزان: هذا الحديث له طرق كثيرة في المستدرك أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل فلا ينبغي إطلاق القول عليه بالوضع..: فإن طرقه وصلت إلى حد من الكثرة.. فما الذي يمكن فعله ؟
 
ورواه الخطيب في التاريخ باللفظ المزبور من حديث ابن معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس ثم قال: قال القاسم: سألت ابن معين عنه فقال: هو صحيح: وابن معين علم أعلام الرجال، وكلامه ناسخ لكل كلام.
 
قال الخطيب: قلت أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية وليس بباطل إذ رواه غير واحد عنه وأفتى بحسنه ابن حجر وتبعه البخاري فقال: هو حديث حسن .
 
والنتيجة أن هذا الحديث حجة عند كل العامة، وإن شاء الله سنبحث مفصلاً في سنده عندما يأتي وقته.
 
ونتيجة البحث: أن أعلام هذه الأمة قالوا: علي هو الأعلم.
والنبي الخاتم ص قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
هذه الصغرى.
أما الكبرى: فمن القرآن: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر : 9]
نص القرآن يدل على أن العالم لا يستوي مع غير العالم أبداً، فما هي النتيجة؟
 
النتيجة: أن طريق أحقيّة مذهب الشيعة ثابت بنص القرآن، وبطلان المذاهب الأربعة ثابت بحكم القرآن..
نص القرآن: ﴿ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى﴾ [يونس : 35]
 
كلكم تعترفون أن عمر لم يُهدى في المعضلات، إلا عندما أخذ بيد علي! كلكم تعتقدون بذلك.. وقد نَصَّ القرآن أن من يهدي هو الذي يليق بالإمامة دون الذي يكون محتاجاً لهادٍ يهديه !
 
والحمد لله رب العالمين
السادس من شهر شوال 1438 للهجرة..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=97399
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28