ذكر سماحة السيّد مُحمّد علي الحلو حفظه الله تعالى في كتابه تاريخ الحديث النبوي ما يزيل الستار عن حقيقة ما يسمّى بفضائل الصحابة فقال :
▫وهنا أمرٌ يجب التنويه عليه ، من أنّ قبول فضائل الصحابة ، خصوصاً الثلاثة لابدّ من التوقّف عنده ، إذ كتابة هذه الأحاديث ورواياتها كانت تحت وطأة منافسة سياسية محمومة .
فإنّ أحاديث فضائل علي عليه السلام ونصوص استخلافه كانت تلاحق مدارس الشورى والإجماع التي أسست مبانيها على اجتهادات وتنظيرات لاحقة ـ أي ما بعد أحداث السقيفة ـ مما يعني أنّ تدوين فضائل الصحابة كانت بعد عمليات مسح واسعة ، استقصيت من خلالها فضائل علي عليه السلام ، وابتكرت على أساسها فضائل الآخرين، أي أنّ هناك عملية مطاردة سياسية تلاحق الفضائل ، وتُصاغ على إثرها فضائل أخرى منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وآله.
▫فإذا لم يثبت لمعاوية شيء من الفضائل كما هو مقرر لدى إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومن تبعه ، لقوله ( لا يصحّ عن النبي صلى الله عليه وآله في فضل معاوية بن أبي سفيان شيء ) لم يثبت كذلك ما دوّن من فضائل للثلاثة ، إذ وحدة الملاك تقتضي وحدة النتيجة لدى القضيتين في مقام البحث.
📚من كتاب تاريخ الحديث النبوي ، بين سلطة النص ونص السلطة ص260 بتصرّف.
إعداد :
|