قال سماحة السيّد مُحمّد علي الحلو دامت بركاته في كتابه التحريف والمحرّفون ما هذا لفظه :
▫تعد الفتوحات الإسلامية في عهد الحكّام الثلاثة معلماً مهمّاً من معالم هذه الفترة التي تميزت بالفتوحات من أجل توسعة رقعة المملكة الإسلامية وتمتين النمو الاقتصادي الذي بات إحدى أهم موارد الدولة الإسلامية.
▪إنّ خيبة الأمل التي تحملها أخبار هذه الفتوحات توجب مراجعة جديّة لدوافع هذه الفتوحات وما تركته من بصمة العنف التي ارتكبتها الجيوش الفاتحة ، فهم بدل من أنْ يحملوا تسامح الدين الذي يبلّغون عنه ، نرى حالة العنف والقسوة والإرهاب صاحبت هذه الجيوش ، بل مشكلة الاستئثار التي اختصّ بها أمراؤهم أبعدت النظرة الطيبة التي كان يتطلّع إليها رعايا البلدان المفتوحة ، بل بالعكس فقد أجّجت أكثر الفتوحات روح العداء والكراهية للدين الجديد وأتباعه ، فقد أظهر أمراء الفتح شرههم للمال ، وبلغت الضرائب التي جباها عبد الله بن أبي سرح من مصر اثني عشر ألف ألف دينار!
▪فالحروب والفتوحات المذكورة قد انتهكت العقلية الإسلامية ، وأحالتها من عقلية فاتحة تبشّر بالدين الجديد ، إلى عقلية غازية تنذر بالدمار والتخريب.
▫ولا نحتاج إلى شواهد إذا ما استعرضنا قادة الفتوح وقتذاك ، كعبد الله بن أبي سرح الذي هدر دمه رسول الله صلى الله عليه وآله حتّى لو كان متعلقاً بأستار الكعبة ، ومروان بن الحكم ابن طريد رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لم يستطع أنْ يبعد لعنة رسول الله صلى الله عليه وآله عن أذهان المسلمين.
▫إذن : فالخروقات التي أحدثتها هذه الفتوحات أمر غير مستبعد ، بل هي نتيجة طبيعية لقيادات الفتح وقتذاك.
📚التحريف والمحرّفون رصد تأريخي للأسباب والدوافع ص 49 ـ 52 ، بتصرّف.
تأليف سماحة السيّد مُحمّد علي الحلو.
|