• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رشيد الحمداني قلب أبيض لن يغادرنا .
                          • الكاتب : خالد حسن التميمي .

رشيد الحمداني قلب أبيض لن يغادرنا

 سفر الحياة قصير وطويل ، قصير حين يكون لك هدف تتسابق مع الزمن على تحقيقه ، وطويل حين تكون بلا هدف أو تظن إنك تنجز واجبات محددة ويبقى عندك فائض من الزمن لا تدري كيف تملؤه وبم تقتله .
هكذا الحياة مُذ خُلق جدنا (آدم عليه السلام) ، منّا من يبحث عن دور ولا يجد فيركن إلى النوم في العسل، ومنّا من يضعه القدر أمام تحديات صعبة وحقيقية لكنها تُهيئه لرسالة وهدف ، يسجل من خلال نجاحاته إسمه في صف الأسماء التي لايمكن أن تجتازها دون أن تتوقف وتتأملها بإمعان لأنها خوالد.
رشيد الحمداني عضو مجلس نقابة الصحفيين العراقيين رحل عنّا في ربيع عطائه وحلمه لقد عاجلنا القدرفقطف هذه الزهرة العبقة ولا إعتراض على أمر الله فهو القادر الواهب المحيي المميت ،غادرنا وهو يحمل حب الآلاف من زملائه في الهيئة العامة،غادرنا وهو يمني النفس في أن يقدم شيء خلال الدورة الحالية مما لم يتمكن من تقديمه في الدورة الماضية كان يقول سأعمل مع زملائي في هذه الدورة على أن نجعل من فروع النقابة في المحافظات صورة لمثال المقرات الفاعلة تحمل هيبة ومكانة ومركزية وملاذ للعاملين في مجال الصحافة في كل محافظة ، كان مذهلاً في قدرته على التفاعل مع طلبات ومقترحات الزملاء من رواد النقابة في المركز، كان لمحياه ودماثة خلقه سحر على المتلقي ،روحه الباسمة تمر على كل مفاصل العمل اليومي دون أن تحمل أي من سمات التعالي ، كان يحمل هموم الجميع ويعمل على تذليل ما يمكن تذليله،في كل يوم يقطع طريق ليس بالسهل ذهاباً وإياباً من البيت إلى النقابة وبالعكس دون أن يُشعر الآخرين بمعاناته تلك... كان حاضراً حضور الودق ، نسيماً عليلاً في صيف الصحافة الطويل القائظ.
لقد حمل معه طموحات وأحلام كبيرة قدر هموم ومعاناة الصحفي في عراق اليوم،كان في سباق مع زمن محدد خسر جولته فيه وربح القلوب ، لقد آلم كل محبيه ممن وضع ثقته فيه ومنحه صوته الغالي وأوجع الزملاء في جرح كان عميقاً عمق المحبة وكبيراً كبر العراق الأبي ،جرح لم ولن يندمل لأن الذكريات أكبر من الكلمات والمحبة لن تمنحها المواساة حقها مهما ظننا إننا غالينا فيها لأنها مهما عظمت لن تكون عُشر معشار العطاء الذي بذله الراحل .
رحم الله الحمداني الذي عرف قدره فنذر نفسه للخير والصحبة والقلم وللرسالة الصحفية والمهنية التي أبدع بها للدورة الماضية ، ورحم الماضين على طريق الحقيقة الصعب .
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9836
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 09 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16