• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : أنا و الشمس .
                          • الكاتب : سالبي بغده صاريان .

أنا و الشمس

 و مرت أخيرا ً ...

 
أتأملها في ضيائها الأنثوي الناعس , و أنا على رمق ِسُكرِي الأخير للانتظار , بعد َ زمن ِ افتراق ٍ دام َ ليلا ً بطول ِ عتمته .  
هي كانت على هيئة ِ نور ٍ ..نار ٍ ... وحيدة ... فريدة ...
و أنا على هيئة ِ الجميع ..ترابي .. مكرر .. منسوخ ..لا مرئي ٍّ ...
أما حبي .. فكان على هيئة ِ المستحيلات ...
كان َ لكرسيِّ ذكراها حق الاختلاء , حتى تعود َ مجددا ً في زمن ِ دفئي الموعود .
ما من نار ٍٍ آخر كان َ بإمكانه التوغل َ لذاكرتي , فهي الوحيدة اللاهبة الملتهبة ...
يطول ُ ليل ُ فراقها أحيانا ً .. فتعتم ُ فرحتي , و يحل ُّ صمت ُ شتاء ٍ أعمى بيننا ... و أبقى أنا و الآخرون على انتظارها .
أتمنى أحيانا ً كثيرة ألا أجد َ حولي هؤلاء الذين يشبهونني حقا ً , كما لو أنهم مُسْتنسَخُون َ مني .
لو أنني أُهَجِّر ُ بعضهم , أو أكسر عودهم , أو أحصدهم باسم الكابوس الأخير ...
إذن ... أحيانا ً أكون ُ الشرير .
لكنني لا أستطيع أن ْ أحرِّك َ ساكنا ً , كما لو أنني مشلول , مغروس القدم , مبتور الحلول , فأرفض ُ - عنوة ً عن رغبتي - باسم ِ الخير ِ - شروري , و أرضخ للقدر مُسَيَّراً , وألتجئ ُ للحظ ِّ حتما ً , علها تلمحني أنا , في خضم ِ تشابهنا نحن َ جميعا ً .
ألتف ُّ إليها أيما حلت ْ .. أيما مالت ْ .. أيما أشعَّت ْ .. و هي تسبح ُ بيننا سامية ً متسامية ً ,بأوج ِ اشتعالها , حتى بتنا نخشى في سرنا أن ينشب حريقها فينا و نحترق .
تغيب مجددا ً ...
يُنضجني زمن ُ الفراق ِ طولا ً .. حجما ً .... إزهارا ً .. لكنني الساذج ُ الطفولي ُّ أبدا ً , لا أنضج ُ غريزيا ً أبدا ً ...
 
و تأت ِ في صباح ٍ أنثوي ٍّ , أنثى ً كاملة , عارية , فالفصل ُ صيف ٌ عشقي ٌّ حارق ْ .
تتمشى الهوينى اللاهبة بيننا .
تلسعنا أشعة ُ خصلات ِ شعرها المتبعثرة َ اللافحة َ وجوهنا .
تلمسنا واحدا ً واحدا ً , دون َ أن ْ تمسنا حقا ً , و تلمَحُنا دون َ أن ْ ترانا حقا ً .
و أغار ُ مجددا ً من عـُشـَّاقها الذين يشبهونني كثيرا ً , و يقفون جواري كثيرا ً , و يشتهونها مثلي كثيرا ً كثيرا ً كثيرا ً .....
 
و يأت ِ مع َ لانهاية ِ لا مبالاتها زمن َ الكابوس ِ الأخير ...
زمن ُ الحصاد ِ الكبير.. زمن ُ الفراق ِ المرير ... و نحن ُ العشاق المتشابهون منذ ُ زمن عسير , ندور ُ حولها معها لها , دون أن ْ تلحظنا و لو قليلا ً .
أيحصل ُ أن ْ يفوت َ العمر ُ بأكمله ِ و يحل ُّ كابوس ُ الحصاد , دون َ أن ْ تعشق َ أحدا ً منا ؟
لكنني , و للحظة ِ ارتفاع المنجل الأعمى أبقى أبحث ُ عن ضياءها , عن فتافيت أمل ٍ عن تيامها .. عشقها .. حبها .. إعجابها بي .. قبل أن ْ أ ُرْمَى في السلال , على كومة ِ جثث ِ الآخرين , دو َّار َ شمس ٍ أعمى ...



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9881
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 09 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28