• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رسالة مفتوحة الى الحكومة و الجماهير .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

رسالة مفتوحة الى الحكومة و الجماهير

لا توجد - لدى الجماهير - ( حقوق ) غير قابلة للتنفيذ مهما بدت مستحيلة او خيالية ، ذلك لانها اذا كانت تعجيزية او مستحيلة او منافية للمنطق فانها ستبقى تمتلك شرعيتها اما في حدود ( الحلم) و اما ان تعالج وفق العقل و الحكمة و اما ان تكون بلا حل او مستحيلة التنفيذ .

بمعنى من المعاني لا توجد ( حقوق ) مطلقة او خارج امكانية المعالجة لقد قيل : السؤال الذي لا يمتلك اجابة ليس بسؤال ، وقيل ايضا : المشكلة التي لا تمتلك حلا يعني لا توجد مشكلة اصلا !

هل وجدنا سلاسة في تقريب وجهات النظر بين ( الجماهير ) وبين الجهات التي لديها امكانية فتح الابواب المغلقة او ببساطة: المفاتيح ؟

لكن هذا برمته لا يتطلب سلامة النية وشرعيتها ووضوحها وواقعيتها فحسب ، بل يتطلب بالدرجة الاولى التعرف على العوامل التي صاغت ( المشكلة ) لدى الغاضبين او المظلومين من ناحية ، والتعرف على الاسباب التي تركت اصحاب ( الحل ) يتريثون او يترددون في تأجيله من ناحية ثانية . فاشكاليات الافراد والجماعات والشعوب والامم ليست محض وجهات نظر ( ثابتة ) او ( راسخة ) او ( ابدية ) ، بين طرفين او اكثر بل لانها ستصبح مستحيلة الحل ما لم تدرس ابعادها كاملة وفق القراءة الشاملة للارادات - الحقوق - والطرف الذي يتمهل او ( يعرقل ) او ( يتعثر ) او ( يناور ) في ترك الاشكالية متواصلة او من غير حل .

الا تبدو السلاسة او ( الدين المعاملة ) او ( الشفافية ) عاملا مشتركا بين من بيده القرار وبين من لا يمتلك الا الشكوى ، ذلك لانها جميعا ماهي نتائج خبرة غايتها السلامة ( بينهما ) ليس الا لأن تجارب التصادم عبر الزمن برهنت ان المنتصر - بالقوة - عليه ان يمشي في جنازته ، وان الخاسر لن يبقى خاسرا الى الابد فحدود الحياة قائمة على توازنات تحافظ على ديمومتها ، اي ديمومة الاجابات والحلول وليس ديمومة المستحيلات .

لكن عندما يتم استبعاد ( المنطق ) من اي طرف فأن الامر لا يبعث على ( القلق ) او ابعد منه ، وذلك لان الاجماع بمعناه الشامل والتاريخي يمتلك منطقه لا الذي يتجاوز ( المنطق ) بل الذي سيشكل مفاتيح الدول في تفكيك تعقيدات الازمة ومخفياتها .

وما دام المشترك اولا ، لا يقارن بحدود الاختلاف فأن الحوار وحده يمتلك قدرة العبور الى الضفاف الامنة :

- فالوطن قديم قدم الحضارات بأرضها وتاريخها ورموزها ، حيث القوة لا تكمن الا في التكامل وليس في الانقسام او في الاستسلام لمشروعات التقسيم - و العزلة -

- القوة في الحوار لانها تستبعد استنزاف طاقات الجميع وتجعل المستقبل مشروعا للانجاز بالدرجة الاولى .

- ولا مصالحة من غير احرار يحاورون احرارا ، بمعنى ان الحقوق لا تتحقق من غير عدالة - وقوانين - وواقعية لا تظلم احدا على حساب الاخر او توزع الظلم بعدالة وانما تسمح للاحرار ان ينتجو حريتهم وليس شيئا اخر .

فهل هناك من يدعو الى العنف وسفك الدماء والى السرقة والاختلاس والتعصب والتزوير وهدر طاقات والموارد .. ام جميعا يعملون من اجل البناء كي يعلمونا كيف نجتاز دروب الظلمات ...؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=98868
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18