صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

إياك أن تشتم حزب السلطة؟
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كان أبو نجم منهمكا بمتابعة برنامج سياسي بعنوان المناورة, مع أن كل رواد المقهى متسمرين أمام شاشة ( LCD) لمتابعة أخبار كلاسيكيو اسبانيا, فقط كان أبو نجم مشدودا للتلفاز القديم الموجود في أقصى المقهى, فقررت ترك أصدقائي الرياضيين, لأنسى هموم مغادرة نيمار لفريقي البرشلوني, واتجهت لأبو نجم العجوز السياسي والمفكر العجيب, لأعرف أخر أخبار حكام الأرض.

بعد التحية والسلام جلست معه, اخذ يحدثني عن ما يشاهد, فقال:

- كنت أظن أن الساسة يملكون دهاء معاوية أو خبث أبو جهل, فتبين أنهم أناس تافهون لأبعد الحدود, وهذا البرنامج فضح احد أصنام الساحة السياسية العفنة.

أخذت رشفة من الشاي "بالهيل" فانا من عشاق الشاي, وكي يزيد تركيزي فالصخب البرشلوني يعم المكان, الحقيقة أن الساسة أو كما يطلق عليهم الشعب (اللصوص أو الدواعر أو السفهاء) يثيرون جدلا مستمر, كيف لمثل هذه الطبقة العفنة ان تستمر بالحكم؟ المهم حاولت ان افهم مغزى كلام العجوز الداهية أبو نجم فقلت له:

- أفصح يا رجل, كيف توصلت الى هذا الاستنتاج؟

- هل تصدق ان احد الساسة, وهو مغرور ويعتقد نفسه جهبذاً يقول ان حزب السلطة "يشور" في أي إنسان يتكلم عنه بسوء!

ضحكت وضحك معي العم أبو نجم حتى دمعت عيوننا, فقلت لأبو نجم:

- قد يقصد ان الذي يسيء الكلام بحق الحزب الحاكم, فانه سيعاقب أو يسجن, كما كان يفعل صدام مع كل من يسيء الكلام بحق حزب البعث.

- هذا وارد, لو صمت السياسي الجهبذ الى حدود الدنيا, لكنه انطلق الى عالم الآخرة, معتبرا ان كل من يتكلم بسوء عن الحزب الحاكم فان الله يعاقبه في الآخرة!

هنا ضحكت كثيرا ولم أتوقف الا مع صخب جمهور برشلونة بخبر نيمار الذي طغى على المقهى, التفتت الى أبو نجم, وهمست في أذنه:

- هل سندخل النار؟ ان نحن انتقدنا الحزب الحاكم أو أطلقنا كلمات قبيحة بحق قادته؟

- نعم يا بني, علينا ان نكفر عن ملايين الذنوب, بسبب السنوات السابقة التي شتمنا بها حزب السلطة!

ضحكنا معا طويلا, كان بحق دليل على سخافة من يحكم في العراق, وتدني مستواهم المعرفي, وكنا قد اتفقنا ان لا نسميهم ساسة بل حمير, وألان يتأكد الاسم على المسمى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/15



كتابة تعليق لموضوع : إياك أن تشتم حزب السلطة؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net