صفحة الكاتب : ياس خضير العلي

احمد أمين كاتبآ والزهاوي شاعرآ جمعا مصر والعراق بصداقتهما!
ياس خضير العلي

منذ أكثر من ثلاثين عامآ شاهدت أفلام سينمائية مكررة دينية تعاد بكل مناسبة كتبها أمين كروايات تحولت لسيناريو منها فجر الأسلام و ضحى الأسلام وظهور الأسلام ويوم الأسلام , وبينما كنا بالثانوية نحفظ بالمنهاج شعر الزهاوي الذي ترك العراق بظروف صعبة أيام الملكية والأنكليز , لم يتحمل الوضع الصعب كما تحمل الشاعر الرصافي زميله نفي الى الفلوجة ومنها عقوبة أخرى لعدم تقبله من أهلها  نفي الى عنه غرب الأنبار والذين فسوا عليه وعاملوه بسؤ وعنف أشد لدرجة كتب الشعر لهجاءهم بقساوة مقابلة...
على الرغم من تحشية عقولنا بالدراسة على أن شعراء وأدباء العرب القلة التي ندرسها وهم تبين أنهم من تختارهم الحكومات لندرسهم وفق التبادل الثقافي وليس لأبداعهم ولدورهم وعرفنا ما وصلنا منهم مثلآ _ أحمد شوقي وحافظ أبراهيم ومطران , وبينما الزهاوي والرصافي .. والحق يقال لايعادلان ويبادلان بأحد ,  لقد تقاسما الشاعران العراقيان الفخر ومحاسن الشعر .. والشعراء والكتاب لم يكونوا من الأثرياء أغلبيتهم ليطبعوا ويخلدوا نتاجاتهم الأدبية , ولذا يقول الزهاوي
ظننت بان الشعر يغني      وكم من شاعر في موقفي أخطأ الظنا
يريدون مني أن أغني باسمهم    وأي هضيم باسم أعدائه غنى ؟
ولد الزهاوي ببغداد عام 1863م  وكان أبوه موظفآ دينيآ  والذي  منحه لقبه من ولاية فارسية , وحصل على التعليم وعمل بالقضاء والتعليم وأنتخب نائبآ برلماني بالعهد العثماني عن أهل بغداد وثم أنتخب نائبآ بالعهد العربي , وثم عضو مجلس الاعيان ,كان له رأي صادق وموهبة مواتيه  ولتعليمه العالي سمي بالفيلسوف ..
بينما ولد أحمد أمين في بيت ديني النشأة كذلك بالقاهرة بمصر ودرس على الكتاتيب وثم بالأزهر ونال العالمية سنة 1911م , وأبوه كان نساخ للكتب , وتميز لدرجة عين مدرسآ بنفس المدرسة الأزهرية وعمل بالقضاء وثم عميدآ لكلية الآداب بجامعة فؤاد  القاهرة حاليآ , ويقول  عنه الدكتور زكي المحاسني _
سيطرت على أحمد أمين ناحية غلبت على نظره وفكره وروحه و وهي حبه للأسلام وتعاليمه , ورسالته بغير أدعاء أو تزمت أو أشهار عبادة , ومن هذا الشعور الصادق أنبثفت  مؤلفات هذا الرجل الجليل موسومة بالاسلام ...حتى لو أعدل الوصافون لقالوا فيه ( مؤرخ أدب الاسلام وفكره ) ...هذا من وجهة نظره لأنه احد طلابه وأنما نحن نرى أنه تناولها لصالح مذهب معين محدد من المسلمين درس نهجهم فتأثر به أتاحت له الظروف نشره ..
لاحظ التشابه في الفترة نفسها كلاهما عاش بعائلة دينية مثقفة وتلقيا علومها الدينية والعربية وتولوا مناصب التعليم والقضاء والتشريع .... والنتاج الأدبي المتميز لهما الثر بنفس الفترة شاءت الأقدار أن ينتقل الشاعر الزهاوي من يغداد الى مصر حيث العيش بالقاهرة لظروف العراق السياسية ولكن جميل صدقي الزهاوي أكبر من أن يخضع لأحد ألا الله ولكنه أنكسر وأحس بالوحدة بالقاهرة حتى قال بقصيدته التالية _
عنوان القصيدة الغريب  ..
أموت بعيدا عن دياري وعن أهلي           فمن ياترى يبكي حوالي من أجلي
أموت غريبا في ربيع شيبتي                ولاصاحب عندي يمرض أو يسلي
غداة غد يا لهف نفسي على غد             يتم على الايدي الى حفرة      نقلي
الى حيث لاشمس النهار مطلة             ولا الليل نظار بأعينه        النجل
الى جدث داجي القرارة ضيق            يجاور أجداثآ بنين على            تل
وقال في حب بغداد وأهلها  .............
أن حبي لمن أفارق فيها        يتجلى في   دمعي        المهراق
ليس من بعد العراق مقر      غير مصر, ومصر أخت العراق
في رحيلي عن العراق الى مصر    مصابي معادل لأشتياقي
التشابه الآخر الزهاوي خاض معارك مع الأعراف والتقاليد وناقديه ولكنه تأثر منها لدرجة خرج بشعر أستعجل التعبير عن أفكاره غيها كفيلسوف .
أما احمد أمين الذي التزم بما ورثه وتعلمه بالأزهر في كتبه والأول منها الذي ظهر في عام 1928م من سلسلة كتبه الأسلامية فجر الاسلام , يتناول الحياة الفكرية والعقائدية والسياسية ...
أما الكتاب الثاني    صدر في عام 1935م  تناول حياة المسلمين الى العصر الأموي و ثم العصر العباسي الأول , بينما عالج الكتاب الثالث هذه الفترات ومامرت به الامة الاسلامية من تطورات عقلية وفكرية واجتماعية وفنية لعصر المتوكل والمغربين العربي والاندلسي .. أما يوم الاسملام   فتناول فيه جوهر الاسلام وأصوله من وجهة نظره , والرجوع الى التاريخ لنفهم أسباب ضعف المسلمين كذلك من وجهة نظره الأزهرية ...حاول التباعد عن الرأي الشخصي حول المشاكل الشائكة عند المسلمين التي تثيرها الموضوعات المذهبية بين السنة والشيعة , أو عند المعتزلة والأشعرية وغيرها من خلافات بين المسلمين...
وحتى في كتابه فيض الخاطر لم يتطرق لحقائق الأحداث التي مرت بالمسلمين وهي مقالات نشرها بالصحافة حاول أن يتحدث عن الاسلام بشكل عام دون التطرق لمعانات أهله نتيجة الخلافات داخله ...
ومن أحدى مقالاته يقول فيها _
أساس التخريف .... الخوف من القوى الغيبية ورجاء النفع منها , والاعتقاد , بأنها لا قادرة على الضر والنفع ,. فهو يتملقها بالتوسل والقرابين والعزائم , ويدفع شرها بالنذور  والتعاويذ  ويستجلب خيرها بالزيارة وتقبيل الأيدي والأحجار والخضوع  ألخ ...
يتضح أن الكاتب كان أصولي وناقد للفكر غير الأصولي الذي نسميه اليوم بالوهابي الذي يرفض الجدال والنقاش في روايات الأحداث التي وقعت بالعصر الأموي وكيف تعامل الأمويين مع ثورة الأصلاح التي قادها الأمام الحسين (ع) , ونهايتها المآساوية الدرامية القاسية التي أدمت القلوب والعيون لأنها مؤثرة على العالم الآسلامي لدرجة يحذرون من السماح لرواتها بالحديث ولا للمسلمين للأستماع لها خشية معرفة حقائقها .. لكن حتى الناس العاديين أتذكر بمحافظة عراقية هي الأنبار كنا بمطعم مأكولات على الطريق الدولي ونحن مسافرون للخارج برآ فتعامل عامل المطعم بطيبة مع جماعة كانوا يجاورونا الطاولة وهم من الجنوب من الديوانية , فضحك مسؤول المطعم وقال مازحآ _
حن عليكم هذا يسمع المقتل بمحرم هواية أي كثيرآ .. والمقتل هو رواية لقصة ثورة الأمام الحسين (ع) من بدايته الى نهايتها بمقتله كشهيد وسيد شباب أهل الجنة , والمعنى أنه تأثر فأحب أتباعه ...
الحساسية من ذلك عند الكتاب واضحة عند أحمد أمين الذي كتب سلسلته هذه لكن لاقيمة لها من وجهة نظري لأنها لم تتطرق الى حقائق الصراع بين المذاهب الاسلامية وماحدث بين المسلمين من  خلافات , وأنما كانت مجرد أستغلال منصب منه  وكما فعل طه حسين من أستغلال لمنصبه بالرد للعاملين عنده وكتابة وطباعة كتب لتمجد أسماءهم كأدباء , لكن لو ذكر تاريخ الأسلام الحقيقي وهي أمانة تاريخية للأجيال  اليوم توفي وذهب وها نحن نناقش اعماله التي كسب منها رضا أهل المال والجاه ولكنها ذهبت هباءآ منثور’ لاأجر له عليها لابدنيا ولا بأخرة ولو تناول الأحداث بحقيقتها وسرد ووثق التاريخ للناس كما حدث ولا أدري نحن بالصحافة حذرون من تناول الأحداث دون حيادية حشية التاريخ , ولكن الظروف السياسية جعلت الزهاوي يترك بغداد ليعيش معهم مضطرآ ويتضح من قصيدته التي أوضح غربته وسماها الغريب , بينما اليوم اشهر مقهى بوسط بغداد حيث شارع الرشيد مقهى الزهاوي ملتقى أدباء ومثقفي العراق ولو أن زميلي وأخي السيد توفيق التميمي كتب كتاب عن المقهى ورواده لكنه طبع بعدد محدود جدآ ...
الصحفي العراقي ياس خضير العلي
مركز ياس العلي للآعلام _ صحافة المستقل


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياس خضير العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/08



كتابة تعليق لموضوع : احمد أمين كاتبآ والزهاوي شاعرآ جمعا مصر والعراق بصداقتهما!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net