صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

انا عربي شيعي ! 
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحديث عن العروبة والتشيع يعتبره البعض حديثاً او جمعاً بين المتناقضات ، وهو محق اذا ما كان معياره الصراع التأريخي بين الاثنين ، رغم ان الاخير نبع من صميم العمق العربي ، بينما يربطه العرب بالمشروع الإيراني في العراق والمنطقة على حد قولهم ، ليكون الشيعي العربي مرتبطاً بالمعسكرين ، بالجانب الإيراني عقائدياً وان لم يكن تابعاً كما يعلن عنه ، وبالجانب العربي من الناحية القومية التي تربطه بمحيطه ، ليختزل العراقي في ثقافته ومنظومته الفكرية والسياسية العروبة والتشيع ، لينتج مزيجاً بين الاثنين يمكنه لان يلعب دوراً لا يتاح لغيره ، كجزء من أصالته وعمقه الحضاري الذي يمكنه من لعب ادوار لا يلعبها غيره لعجزه لا لعدم رغبته ! 

الانفتاح على المحيط العربي حاجة ضرورية وليس رغبة نابعة عن ترف ، لان المحيط الذي يجهلنا سيعادينا ، فالناس أعداء ما جهلوا ، والتجهيل يمارس على قدم وساق من الاعلام المأجور ، فأنفتاحنا إنما هو رسالة تطمين لكل من يتوجس خيفة منا ، على ان لا يكون هذا الانفتاح يمهد لدخول المحاور التي تجعلنا مع هذا ضد ذاك ، اذ ليس لهذا انفتحنا ولم نكن بسببه منغلقين ، اذ ان التصريحات لأحد الشخصيات المهمة اشارت الى انها برفقة مجموعة من الجهات الشيعية والسنية والكردية لا يقبلون للمشروع الإيراني ان يتوسع في العراق ، لينطلق هذا التصريح الذي يحمل بين طياته الكثير من القراءات التي في مقدمتها ان الخليج هو مكان إطلاق هذا التصريح ، فهل سنشهد قيام محور او مشروع عروبي مدعوم أمريكياً في العراق ؟ ، لمواجهة المشروع الإيراني وأدواته المتمثّلة في العراق ، والتي لا تخفي ذلك ، ليكون العراق ساحة صراع من جديد بين المتناقضين تاريخياً ، المتفقين عراقياً ! 

العراق هو الوسيط بين العرب وايران ، ليس كساحة معركة او ممر وانما بعمقه الحضاري يستطيع ان يكون جسراً تلتقي عنده المصالح ، ليكون كقوة حاملة لميزان التوازن بين الفريقين ، هذا من الناحية الاقليمية ، بينما نجد ان العراق بأمس الحاجة لمن يؤدي هذا الدور داخلياً ، ليكون مقرباً بين المشروعين في العراق من جهة ، وحاملاً للمشروع الوطني الذي تؤطره حدود الوطن من جهة اخرى ، ليكون طرفاً يملك من العمق الشيعي ما يؤهله للعب دوراً سياسياً مؤثراً شيعياً من جهة ، وتربطه علاقات جيدة ويحضى بمقبولية عربية من جانب اخر ، ليكون هو المؤهل للعب دور الوسيط ذو الرؤية الوطنية ذات البعد الخارجي ، ولن يكون هنالك من يلعب هذا الدور بأحترافية اكثر من تيار الحكمة الوطني ، فزعامته عمار الحكيم واعتقد انه استشعر هذا الواقع وأطلق مشروع تياره تيار الحكمة الوطني ، فهو ذو عمق شيعي متأصل في الواقع العراقي ، وعلاقته بالمحيط العربي عموماً والخليج خصوصاً علاقة ذات بعد استراتيجي ، عمل على تعميقها منذ سنين لتكون مدخلاً لهذه الحاجة الملحة وطنياً واقليمياً ، وهو ليس مدعواً للعب هذا الدور المهم في مرحلة حساسة من تاريخ العراق فحسب ، وانما هو مجبر على هذا الدور لانتفاء من يؤديه نيابة عنه .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/20



كتابة تعليق لموضوع : انا عربي شيعي ! 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net