السيد نصر الله: إخراج الإرهاب التكفيري من لبنان هو "التحرير الثاني" وسنحتفل به في بعلبك

أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله إن معركة الجرود هي استكمال لمعركة اسقاط المشروع الإسرائيلي، مبينا إن “من يبكي على داعش في سوريا والقلمون والعراق هم الإسرائيليون”.

وقال السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة مساء الاثنين، “كل يوم يثبت أن الجماعات التكفيرية صنعتها الإدارة الأميركية وما قدمته هذه الجماعات للكيان الصهيوني لم يحصل عليه هذا الكيان من سنوات”.

وفيما أشار إلى إن “من يبكي على داعش في سوريا والقلمون والعراق هم الإسرائيليون”، قال السيد نصر الله إن “الهزائم في الموصل والبادية وجنوب الرقة باتجاه دير الزور وحلب تركت آثاراً معنوية كبيرة جداً على عناصر داعش التي كانت تقاتل على الحدود اللبنانية السورية”.

واضاف “لا يمكن تجزأة المعركة”، وتابع “عندما نقول انه في 25 ايار 2000 اخرجنا العدو الاسرائيلي اليوم نقول نحن اخرجنا الارهاب التكفيري”، واوضح “هناك مساحات مشتركة بين الامرين منها المساحات الكبيرة في الجرود وكذلك في الجنوب المحرر”، وتابع “اسرائيل كانت تشكل تهديدا وكذلك الارهاب التكفيري كان يشكل تهديدا لكل لبنان وليس فقط للبلدات البقاعية الحدودية”.

وأشار السيد نصر الله الى ان “يوما بعد يوم نتأكد ان داعش وكل الجماعات التكفيري هي صناعة اميركية لتخدم مصلحة اسرائيل”، ورأى ان “هذه الجماعات قدمت خدمات كبيرة وجليلة لاسرائيل وقادة هذه الجماعات يعرفون ذلك وان كان البعض من العناصر لا يدرك”، وتابع “اسرائيل مشروع هيمنة انما داعش وامثالها هو مشروع ابادة لكل شيء وبعد كل ذلك يتم  تدمير المنطقة بجيوشها ودولها وانظمتها وبنتيها الاجتماعية ومن ثم ستقدم لاميركا واسرائيل لتفرض الشروط التي تريدها لذلك من الذي يبكي على داعش في العراق سوريا وفي الجرود هو بنيامين نتانياهو”.

لا يمكن أن يقال عن حزب الله أنه يبتز في قضية انسانية

وحول ما أثير بعد كلمة سماحته الاخيرة بأن حزب الله يبتز الحكومة اللبنانية لتتصل بالحكومة السورية، قال السيد نصر الله “لم ننتظر من الحكومة اللبنانية أن تفعل شيئاً ولم ننتظر أحداً في ظل القتال الدائر”، وأضاف “لا يمكن أن يقال عن حزب الله أنه يبتز في قضية انسانية وكل من قال ذلك اما جاهل واما عديم الاخلاق”.

وأضاف سماحته” “ليس حزب الله الذي يقال انه يبتز في قضية انسانية ولذلك كل من قال هذا الكلام هم صنفان: إما جهلة لا يعرفون اللغة العربية وإما أنهم لئام عديمو الأخلاق”، واضاف “نحن تحملنا المسؤولية وذهبنا الى المفاوضات ومنذ اللحظة الاولى داعش طلب وقف اطلاق النار ونحن لم نكن بوارد الموافقة على ذلك لا نحن ولا الجيش السوري ولا الجيش اللبناني”، وتابع “حتى عندما وجدت داعش نفسها في المربع الاخير وجدت نفسها مضطرة للاستسلام وقبلت بشروطنا بعد المماطلة والمماحكة والمراوغة”.

واشار السيد نصر الله الى ان “مسألة اتهام حزب الله بالابتزاز لا تمر بسهولة لان لها علاقة بأخلاقية ومصداقية حزب الله ونحن لا نستطيع ان نتسامح فيه”، واوضح “بعد كلامي قبل ايام صدرت بيانات تتحدث ان حزب الله يبتز الشعب والحكومة والجيش في لبنان في قضية الجنود المخطوفين ويريد ان يضغط بهذه القضية الانسانية كي تتصل الدولة اللبنانية بالدولة السورية”، وشدد على ان “حزب الله لم يفعل ذلك وانا لم اقل ذلك انما قلت ان هناك طريقين إما الدولة تذهب للتفاوض اذا أرادت ان تفاوض ولكن اذا طلب من الدولة السورية تقديم مساعدة فشرطها التنسيق العلني”، وتابع “الخيار الثاني ان حزب الله يفاوض ولكن من دون ان يبتز احد ونحن لم نطلب من الحكومة اللبنانية ان تفعل اي شيء انما هدفنا الاستفادة من الوقت وقد وصلنا الى النتيجة التي تحققت اليوم”.

ما جرى بالمعنى العسكري والسياسي في الجرود هو فعل استسلام من “داعش

وحول سير المفاوضات، أعلن السيد نصر الله أنه “لم نكن لا نحن ولا الجيش في وارد وقف إطلاق النار إلى أن وجد داعش نفسه في المربع الأخير”، وأضاف “منذ بداية المعركة كانت “داعش” تريد وقف اطلاق النار وقد استمرت المعركة على الجبهتين، وحين وجدت “داعش” نفسها في المربع الاخير انهارت واستسلمت”، وأوضح “عندما طرح “داعش” أمر التفاوض عرضنا شروطنا بكشف مصير العسكريين وتسليمنا أجساد كل الشهداء الذين قاتلوا على الجبهة وإطلاق سراح المطرانين المختطفين والإعلامي سمير كساب”، وتابع القول “جواب “داعش” كان بأن المطرانين المخطوفين والإعلامي سمير كساب ليسوا لديه”.

وأردف سماحته القول “في موضوع الأسرى أجاب “داعش” أن لديه الأسير المقاوم أحمد معتوق و3 أجساد لمقاومين في القلمون”، وكشف أنه “جرى رفض إطلاق سجناء لـ “داعش” من سجن رومية وتجزئة المراحل خلال التفاوض وأصرينا على كشف مصير الجنود اللبنانيين”، ورأى أنه “ما جرى بالمعنى العسكري والسياسي في الجرود هو فعل إستسلام من “داعش”، ولفت الى أنه “لو لم يحصل ذلك كان هناك عملية كبيرة ستنهي المعركة عسكرياً”، وأعلن عن أنه سيتم الاحتفاظ “بعنصر ’داعش’ الذي استسلم الى حين كشف موضوع جثمان الشهيد مدلج”.

واعتبر سماحته أن “أحد أسباب تبطيء المعركة في الجرود كان كشف مصير العسكريين ولو ذهبنا إلى خيار الحسم كان من الممكن أن يُقتل من يعرف مكان الجنود والكثير من المدنيين”، وأضاف “الكل متفق أنه لو حررنا الأرض اللبنانية والسورية بدون كشف مصير العسكريين كان سيصبح النصر منقوصاً”، وتابع القول “لمن طالبنا بالحسم العسكري والإنتقام من ’’داعش’’ نقول إننا وقفنا عند الإتفاق وإلتزمنا بالعهود”.

“لمن يريد الإنتقام من داعش ندعوهم للتوجه إلى من ترك الجنود اللبنانيين بيد التنظيم”

وفي جزء آخر من حديثه، قال سماحته “فتشوا على من سمح بأن يبقى هؤلاء الجنود بأيدي خاطفيهم”، وأضاف “حققوا مع أصحاب القرار السياسي الجبان الذي كان يرى هؤلاء المسلحين جزءاً من مشروعه السياسي الكبير”، وشدد على أنه “يجب محاسبة القرار السياسي المتردد والجبان ومن كان لا يعتبر ان “النصرة” و”داعش” عدو”.

وفيما سأل السيد نصر الله “من الذي منع الجيش اللبناني في نفس اليوم على استعادة الجنود وكان قادراً على ذلك من اليوم الاول”، قال “نحن كنا نثق بالجيش وانتم كنتم تشتمون به على المنابر، والجيش كان يستطيع بكل بساطة ان يحاصر ويحرر الجنود ويعتقل مجموعات كبيرة من “النصرة” و”داعش” في عرسال ويفاوض على جنوده”.

عدد شهداء حزب الله في المعركة ضد “داعش” وصل الى 11

وأعلن سماحته أن “عدد شهداء حزب الله في المعركة ضد “داعش” وصل الى 11 بينما سقط للجيش السوري 7 شهداء وأهداف العملية أنجزت بالكامل”، وتوجه “بالتعازي لاهالي الشهداء العسكريين بانتظار اي شيء رسمي في هذا الملف”، كما توجه “بالتحية لكل عوائل الشهداء ولارواح الشهداء والجرحى والمقاومين والضباط والعناصر في الجيش اللبناني والجيش السوري للانجازات التي تحققت في الجرود”.

هذا النصر هو جزء من الانتصار في المنطقة

وقال السيد نصر الله “نحن أمام نصر ثان هو تحرير كافة الاراضي اللبنانية وتحرير الاراضي السورية وهو شرط قطعي ولازم لتأمين الاراضي اللبنانية”.

وأضاف إن “الجيش اللبناني يستطيع اليوم أن يقيم حواجز على الحدود دون اجراءات استثنائية لأن التهديد الامني في الطرف الاخر منتفي، وهذا ما نسميه النصر الكبير وجدير ان نسميه التحرير الثاني وهذا النصر هو جزء من الانتصار في المنطقة”.

وأكد السيد نصر الله ان “ما جرى اليوم هو استكمال للمعركة مع الاسرائيلي ونحن امام التحرير الثاني وتاريخه هو 28 آب/اغسطس 2017 بعد ذلك تعترف الحكومة اللبنانية فيه ام لا هذا شأنها”، ولفت الى انه “كما سابقا كان اهل الجنوب كانوا اشد الناس سعادة بتحرير ايار الـ2000 اليوم اكثر الناس سعادة بالتحرير الثاني هم اهل البقاع لانهم هم اكثر الناس الذين ضحوا وهم صنعوا الانتصار بخيرة شبابهم وفلذات اكبادهم ولذلك حري بهم ان يفرحوا يعتزوا بهذا الانتصار الذي هو وطني بالدرجة الاولى ولكنه للبقاع بشكل خاص واستثنائي”.

سنحتفل الخميس في بعلبك بعيد التحرير الثاني

واضاف “ندعو للاحتفال بهذا التحرير الثاني في مدينة بعلبك قرب ساحة مرجة راس العين الخميس المقبل لنقف في بعلبك بنفس الوقت الذي يقف بهم حجاج بيت الله الحرام في عرفة”، وتابع “الخميس سيجتمع المضحون في بعلبك هم الذين ضحوا بأولادهم وبفلذات الاكباد، الخميس يوم الراجمين لمن يريد تشويه ديننا وتهديم مجتمعنا، الخميس سنحتفل بهذا الرجم للشيطان وسنشكر الله على ما هدانا ووفقنا”.

وقال السيد نصر الله “سنجتمع في بعلبك حيث سبيت نساء الامام الحسين (ع) لنقول له السلام عليك يا سيدي يا ابا عبد الله لقد وفينا بما عاهدناك عليه بأن زينب (ع) لم ولن تسبى مرتين، وسنقول له نحن وفينا بما عاهدناك”.

ودعا “للزحم الجماهيري والشعبي بالاخص من أهل البقاع لانهم اصحاب هذا النصر للاحتفال والعهد لسيد الشهداء الحسين (ع) ليؤكدوا له انهم اهل الشهامة والتضحية والثبات في المواقع والذي لم ولن يبدلوا وهم سيثبتون الخميس انهم جديرون بهذا النصر العظيم الذين صنعوه بأولادهم وستكون الخميس محطة لتجديد البيعة مع الامام المغيب السيد موسى الصدر ومع سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي وعهدنا اننا سنبقى في هذه الارض بكرامة ورؤوس مرفوعة واذا هدد وطننا غاز او محتل نقاتله هنا وننتصر هنا ونستشهد هنا وندفن هنا”.

وتابع “نحن لا نحمل إلا جواز سفر لبناني وليس لدينا جنستين ونحن ابناء هذه الارض واهلنا هم اصحاب الحضور الكبير والعزيز وكل نصر وأنتم بخير”.

النهاية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/29



كتابة تعليق لموضوع : السيد نصر الله: إخراج الإرهاب التكفيري من لبنان هو "التحرير الثاني" وسنحتفل به في بعلبك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net