صفحة الكاتب : امجد العسكري

والعراق اذا تنفس!
امجد العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ ان بدأت اميز الحجر الاسود من قبة "الحسين" عليه السلام ، انبثق بداخلي ذلك الكابوس السعودي،  الكابوس الذي ما انفك يتلو علينا تراتيلالموت والخراب، كل ليلة يؤرقني ذلك الحلم  بصورة الارهابي السعودي رافعا راس الجندي العراقي ودماء الكرامة تسيل من نحره، ينموويتكاثر هذا الكابوس كلما مرت السنين وهرمت، لم اجد طريقا لوصف بلد الرسول "محمد" الجار لبلد النبي"يونس" ،  غير كونه مسوق لبضاعةالخراب والتدمير، وكأنه ولد لدمار العراق، الافكار والاراء تصب في منبع واحد وهي اللون الاسود سيظل اسود، والسعودية ستظل بعين الكاتبوعين الاجيال القادمة، انسان وحشي لا يريد بالعراق غير دمارا وفساد، فهل لكابوس القتل من انقضاء؟

بعد عجاف "يوسف"، وقحط الايام، بعد ان ابتلع الشعب العراقي سنارة الحرب الطائفية، حين اغلقت عين القومية العربية بات الشعب ينظر بعينالمذهب والتكتل، والانزواء تحت سقف ايران الشيعية، فهل لبداية النهاية من انطلاق؟ هل  لشمس المسلم بلا مسميات الشيعي والسني من بزوغ،هل تتجرد قبلة المسلمين في العالم من خمار التكفير والتسقيط فلا اتباع الحسين عبدة الحجارة ولا صلاة التراويح بدعة "لعمر"، هل ينتفي مسمىابناء المتعة والمسيار؟

ان ماتشهده الساحة السياسية والانصهار التفكيري بالابتعاد عن التكتل والمذهب، والانخراط خلف المسميات الدينية، فالسياسية تهدف لمصلحةالبلد، والدين لنجاة الانسان من النار، بعد النوايا الاخيرة للامير السعودي "محمد بن سلمان" والهدف من وراء احتواء شيعة العراق قد كشرت عنانيابها بوجة حرب البسوس الفكرية التي فتكت بالدولتين العراقية والسعودية لسنين ليست بقليلة، فقد باتت ملامح التغير السعودي واضحة للحد منعنصرية الفكر السياسي داخل ارض الكعبة، حيث باتت النوايا واضحة في انفصال التيار الديني عن التيار السياسي، وكما ان الدعوات التيوجهت لبعض الرموز العراقية، كانت تهدف من خلالها انشاء معابر جديدة لتبادل البضائع المادية والفكرية من خلال معبري "عرعر و جميمة"،وكذلك ارسال وفود تجارية وصناعة لبغداد لاطلاق عصر جديد لاستثمار السعودي داخل العراق وكذلك بهدف سحب البساط من تحت اقدامالجمهورية الايرانية،

 

اقرب شيء لقلب الرجل معدته كما يقال ، فأن "ابن سلمان"  اخذ يضرب على الوتر الحساس في استقطاب شيعية العراق بفتح منهاج غير مؤلوفداخل الحدود السعودية من سنين مضت، فقد وضع ستراتيجية تنمية أئمة البقيع وتقديمها لشيعة العراق ليكونوا اول الشيعة العرب الذين سيصلونالى "ائمة البقيع" والذي من شئنه ان يأثر ايجابيا في النفوس الشيعية العراقية، فتقبر سنين الحقد الطائفي، وآلآم الدماء التي استبيحت، والجانبالاهم هو ماسيرد على المملكة السعودية من ملايين الدولارات على طول العام.

مصائب قوم عند قوم فوائد، قد يكون التطور الملحوظ في النهج السعودية بدوافع او توصيات امريكية لضرب مصالح تواجد النفوذ الايرانية داخلالعراق منذ سنين طويلة، ولكن الاهم هي ماقد ينتج من تنازلات بين الدولتين تصب مصالحها في الروافد العراقية وقد تنتقل الحرب بالنيابةوالطائفية من ارض العراق الى اراضي اخرى، ان ما يجول من تصريحات هنا وهناك على لسان وزير الخارجية السعودي "ثامر السبهان" قدتكون هادفة بصورة واضحة للاستثمار في العراق في المجال الزراعي والتجاري والصحي والبنية التحتية والهدف تأهيل العراق، وهذا سيعززالاندماج بين البلدين وسوف تنحسر المسافات التي صنعها الساسة الطائفيون في العراق بين الشيعة والسنة وتعود اللحمة المجتمعية في العراقرويداً رويدا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امجد العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/09



كتابة تعليق لموضوع : والعراق اذا تنفس!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net