صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

اوباما لا تكن آلة بيد الصهيونية العالمية !
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المتتبع للسياسة الامريكية عموما وفي منطقتنا على  وجه الخصوص لا يلمس  مبدأية في هذه السياسة ، بل يلمس مصالح آنية تتحرك  في اطارها  هذه  المواقف  السياسية الامريكية،وغالبا ما تكون هذه المواقف في خدمة اهداف الصهيونية العالمية ،وليست لخدمة  مصالح الشعب الامريكي  ،  وفي هذا مؤشر على  ان السياسيين  الامريكيين الصهاينة هم الذين يمتلكون القرار الامريكي ، وغالبا ما يكون الرئيس لعبة اوآلة  بيد هؤلاء الساسة الصهاينة ، ان لم  يكن هو  اصلا  صهيونيا  ،  ونلمس ذلك  من خلال مواقف الرئيس في كثير من القضايا التي تُشخص  فيها مصلحة صهيونية  ، الموقف الامريكي اليوم ، وموقف اوباما بالذات من الازمة في سوريا ،  تدلل على ان  اوباما لعبة سهلة بيد الصهيونية العالمية التي  يمثلها الكثير  من الساسة  في اميركا  واوربا  امريكا بوحي من شعورها بجبروت القوة تتصرف  احيانا تصرفات طائشة ، قد تخدم مصالحها اليوم لكن في المدى البعيد  تضر بمصالح الشعب الامريكي كثيرا ، واحيانا تتصرف امريكا  بدفع وتشجيع  من منظومة النظام العربي المتخلفة والطائفية  والتي هي اصلا تقع ضمن دائرة  النفوذ الامريكي  الخادم لاسرائيل  ،  تصرفها  هذا يكون مدفوع الثمن من  قيمة  النفط  العربي  وبملايين  الدولارات خاصة  النفط  السعودي والخليجي ،لنأخذ مثالا على التصرفات الامريكية الطائشة  التي  لم  تحسب  حسابات المستقبل فيها ، موقفها اثناء الغزو السوفيتي لافغانستان ، حيث تحالفت امريكا  وقتها وبدفع سعودي ، بل برشوة المال السعودي ، تحالفت امريكا حينها مع منظمة القاعدة الارهابية التكفيرية ، حيث قادت امريكا حملة عسكرية  مدفوعة  التكاليف  من  المال السعودي  ، وانتجت  السعودية  هذه المنظمة  الارهابية حاملة الفكر التكفيري الجامد المستند على فتاوى الفقه الوهابي ، دعمت  امريكا في  حينها منظمة القاعدة التي هي من انتاج الفكر الوهابي المتخلف ،  لاجل محاربة الغزاة السوفيت في افغنستان حيث اشرفت امريكا على المنظمة ورعتها وشجعتها ، وقدمت لها الدعم العسكري والمالي لاجل محاربة السوفيت في افغانستان ، ولم تحسب  للمستقبل  بأن  فكر هذه  المنظمة الارهابية ربما سيمتد  الى  مناطق  اخرى  في الشرق  الاوسط  ، والملفت  للنظر ان المنظمة لا شأن لها باسرائيل من الناحية العملية ،  بل يتركز اهتمامها   و( جهادها ) لمحاربة  المسلمين  المختلفين  معها  وقتلهم  ،  وهذه  هي  النتيجة  العملية  لاهداف الصهيونية العالمية ، تمزيق المسلمين بايدي اسلامية ، وقد نجحت الماسونية العالمية في توجيه الفكر التكفيري بطرق ووسائل تعرفها الماسونية الدولية  ،  بحيث  سمحت للفكر الوهابي بالانتشار وشجعته بل رعته ، وكذلك رعت منظمة القاعدة من  طريق خفي ، لم تتعظ امريكا من دعمها لافراد القاعدة في افغانستان ايام الغزو السوفيتي لها  اذ خرجت عن طوع امريكا  ، واخذت تمارس  اجرامها  بمعزل  عن  رأي   الساسة الامريكان،وتبنت الماسونية العالمية القاعدة واخذت تتحكم في خططها بايدٍ  خفية ، اذ استطاعت ان ترسخ  العداوة والعنف وتوظف شهوة القتل في نفوس افرادها اصحاب العقول المتحجرة ، باتجاه المسلمين من  المذاهب  الاخرى  ،  وبذلك  تتحقق  اهداف الصهيونية العالمية ، في خلق  الفتنة  بين المسلمين  وتمزيقهم  تحت  شعارات  الكفر بالنسبة للشيعة ، والارتداد بالنسبة للسنة ، اما الشعب الامريكي فهو المتضرر الوحيد من سياسة حكامه الرعناء التي تتحالف مع الارهاب في هذه المرحلة  ،  وتبتعد  عنه في مرحلة اخرى عندما يصبح بعيدا عن السيطرة الامريكية  ،  فالقاعدة  اليوم  همها الاول والاخير القضاء على ( الكافرين ) الشيعة و( المرتدين ) السنة  ،  اما عداوتهم للامريكان او الصهاينة ما هو الا كذبة لا يصدقها  الا هم  وحدهم  ،  فشعاراتهم  هذه غير واقعية ، والواقع ان القاعدة تحولت الى خنجر في خاصرة المسلمين، هذه اللعبة الامريكية الصهيونية التي جعلت من القاعدة  ان تتحول  في  عنفها  باتجاه  المسلمين الاخرين في كثير من البلدان الاسلامية  خاصة  في  افغانستان  والباكستان  والعراق وبالمناسبة  لولا  الدعم  الامريكي  للقاعدة  في افغانستان ايام الغزو السوفيتي  ،  لما استطاعت  القاعدة  ان  تتمدد  الى   باكستان  ومناطق  اخرى  من  العالم  الاسلامي  كالعراق والدول المسلمة في  افريقيا ،  وكذلك  في اليمن  ومصر  ،  وتدّخل  القاعدة والحركة السلفية عموما وبشكل صارخ في سوريا اليوم بحيث اصبحت  تقود  حركة الاحتجاجات  وتتبنى  عمليات  القتل  العشوائي  للمواطنين  وافراد  القوات  المسلحة السورية ، نفس تجربة افغانستان تعاد  اليوم  في  سوريا  ،  وايضا هذه  المرة  بقيادة السعودية وامريكا ، والصهيونية العالمية  ،  لا نقصد بقيادة  هجوم  عسكري  مثل ما حصل في افغانستان او ليبيا  ،  لان  ظروف  سوريا تختلف ويعرفون جيدا من وراء سوريا ، فهم يخشون من التدخل العسكري ،  بل نقصد نفس التجربة في دعم السلفيين وبهائم القاعدة،فالامريكان اليوم ومعهم جوقة دعم اسرائيل من الدول الخارجية ودول مجموعة النظام العربي ، يرفعون شعار اسقاط سوريا  ،  نعم اسقاط  وتدمير الشعب السوري الذي يعتبرونه حجر عثرة بوجه  التطبيع  العربي  الاسرائيلي  ،  ويصنفون سوريا من الدول المؤيدة لايران التي تدعو الى طرد الصهاينة الغرباء على  فلسطين من ارض فلسطين،وعودة الشعب الفلسطيني الى دياره وارضه ، اذن لابد من تصفية النظام لصالح الصهيونية وبناءً على رغبتها ،  نحن  مع الشعب  السوري  في اجراء الاصلاحات،والتداول السلمي للسلطة ، ونصطف مع شعب سوريا في تحقيق مطالبه المشروعة في التغيير والاصلاح  ،  لكننا  لسنا مع النوايا  الامريكية السعودية لتقديم سوريا لقمة سائغة  الى السلفييين والقاعدة  ،  مثل  ما ارادت  امريكا  والسعودية  في افغانستان ، حيث قدمت افغانستان هدية الى القاعدة  والسلفيين في  المنطقة  ،  والتي انطلقوا منها الى باكستان،فباكستان اليوم تسيطر القاعدة على كثير من مفاصلها  حتى داخل المؤسسة العسكرية،وباعتراف الامريكان انفسهم ، وما هو الا مسألة وقت حتى تعلن القاعدة ومن ورائها السلفيون سيطرتهم على مقاليد الامور في باكستان ، عندها سيبدأ الخطر الحقيقي الذي يهدد العالم بالموت والقتل ، ذلك لان باكستان دولة  نووية  امريكا اليوم وبدفع سعودي وصهيوني وبتأييد قوي من شرطي امريكا  الجديد  القديم في المنطقة تركيا العثمانية ، تريد ان تلعب نفس اللعبة في سوريا  مثل ما  لعبتها  في افغانستان ومثل ما تلعب الان في ليبيا  ،  اذ  تريد  تقديم سوريا لقمة  سائغة  للسلفيين باسقاط النظام  في سوريا والمجيء بالاسوأ ،  سيما وان القاعدة دخلت  بكل  قوة  في سوريا لدعم السلفيين، وامريكا واسرائيل تدركان جيدا النفس الطائفي السعودي ومعه مجموعة النظام العربي لتدمير سوريا،لكنهما أي امريكا واسرائيل ترحبان بذلك  لان الطائفية  هو  سلاح  الصهيونية  العالمية  لتدمير  وتمزيق  المسلمين  وتحويلهم  الى مجموعات متناحرة متقاتلة فيما بينها ، وهذا هو سلاح الصهيونية  وسلاح  الماسونية العالمية الجديد بوجه المسلمين ، عليه فأننا نقول لاوباما لا تكن  غبيا  فتدمر   مصالح الشعب الامريكي  لصالح  الصهيونية  الدوليه  ،  اذ  لو سقطت  سوريا  فستسقط  بيد السلفيين وجناحهم العسكري الدموي منظمة القاعدة ،  وان كنا  نعتقد ان  القاعدة  من الناحية  العملية هي  آلة  بيد الصهيونية  العالمية  لخدمة  اهدافها   في  تمزيق  وقتل المسلمين ، بوحي الايدلوجية الفكرية التكفيرية التي هي من ايحاء الماسونية  العالمية حيث يتخيل رجالهم المنظرون انهم  اسلاميون  وفي  الواقع  انهم  ماسونيون  بلباس اسلامي سواء شعروا بذلك او لم يشعروا،عليه اننا نعتبر اسقاط النظام في سوريا  هو جواز المرور لامتداد الفوضى والعنف والقتل العشوائي لجميع دول المنطقة ، ودعوة مفتوحة لقتل المقاومة في لبنان خدمة لاسرائيل ، ودعوة مفتوحة لتطبيع العلاقات  مع الكيان الاسرائيلي ، لان السلفية السعودية هي حاملة لواء التطبيع من الناحية الواقعية  كما ان اسرائيل عندما تدفع باتجاه اسقاط  النظام انما تحسب  انها  تدعم  نظاما  سلفيا شبيه بالنظام السعودي الذي يؤمن الحدود لاسرائيل ، ويدعو الى التطبيع معها ،  كما هو الحال مع  بقية منظومة النظام  العربي التي هي  بالفعل  قد  طّبعت  علاقتها  مع اسرائيل في السر والعلن ،امريكا واسرائيل  والسعودية  ودول الخليج  الاخرى  انما يخططون  لايجاد  نظام  جديد في سوريا  ،  لا يختلف عن  منظومة  النظام  العربي المتعاون مع امريكا في تنفيذ اجندتها في المنطقة ، واهمها القضاء على المقاومة  في لبنان المتمثلة بحزب الله،وتطبيع العلاقات مع الكيان المغتصب لفلسطين ، وفات على امريكا واسرائيل والسعودية ان يحسبوا لسوريا الف حساب ، اذ ان سوريا هي الدولة الوحيدة في منظومة النظام  العربي الذي يدعم  المقاومة  متعاونة في  ذلك مع  ايران وحزب الله في لبنان  ،  هذا الامر  جعل من  سوريا العدو  الاول  لامريكا  واسرائيل ومنظومة النظام العربي المتعاون معهما ، ازاء هذا الواقع هل يعقل ان  تترك  ايران وحزب الله سوريا  لتسقط فريسة سهلة بيد السلفيين السائرين في خط النظام السعودي  ان محاولة اسقاط النظام في سوريا هي دعوة لحرب اهلية شاملة في المنطقة  ،  تمتد من ايران حتى العراق وسوريا ولبنان ،  ولن يسلم  منها جوقة النظام  العربي  حليف امريكا واسرائيل ، نحن  كعراقيين اشقاء  للشعب  السوري  نتمنى ان  يحقق  الشعب السوري طموحاته في الاصلاح السياسي ، ورفاهية العيش الكريم  ،  في  ظل  نظام ديمقراطي يؤمن بالتداول السلمي للسلطة ، لكن لسنا مع الحركات السلفية  التي  تريد تحريك الشارع السوري لصالح السعودية وامريكا واسرائيل  ، لان هذه  النتيجة  هي الاسوأ للشعب السوري  ، ونحن كعرب اشقاء لا نريد لاشقائنا السوريين ان  يخرجوا من السيء ليقعوا في الاسوأ ، الذي يريد تصفية المقاومة ، وقتل روح المقاومة لاجل عيون اسرائيل وامريكا ، اما ما نسمع عن تركيا وموقفها من  سوريا ، فنحن لنا رأي في ذلك  سنورد له مقالة مستقلة بعونه تعالى ،  لكن بالمختصر  تحولت  تركيا  اليوم الى شرطي جديد لحراسة مصلحة اسرائيل وامريكا ، عليه ندعو اوباما ان يعقل  وان يحرر نفسه من قيود الصهيونية العالمية  ،  ويضع  مصلحة  الشعب  الامريكي  فوق مصلحة اسرائيل ، وعلى اسرائيل ان تعرف ان  النار التي تريد  اشعالها في  المنطقة لن تسلم منها هذه المرة ، بل ربما تكون بداية  النهاية  لها . 
A_fatlawy@yahoo.com   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/15



كتابة تعليق لموضوع : اوباما لا تكن آلة بيد الصهيونية العالمية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net