صفحة الكاتب : باقر مهدي

التدخل في خصوصيات الآخرين داء يهدد المجتمع!
باقر مهدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تقول الحكمة المأثورة: لا تراقب الناس، ولا تتبع عثراتهم، ولا تكشف سترهم، ولا تتجسس عليهم، اعمل على أصلاح نفسك فقط لأنك ستسأل عنها لا عن غيرك.

اجتاح المجتمع بالآونة الأخيرة مرض فتاك وخطير، ولعل هذا المرض هو من الإمراض المعدية أيضا، حيث يعتبر مرض التدخل في خصوصيات الآخرين من الإمراض المزمنة التي لم يجد لها العالم علاجاً حتى الآن، مازلنا نلاحظ باستمرار كيف أن الكثير من الناس يتدخلون في خصوصيات الآخرين وهي ليست من شأنهم وهذا إن دل على شيء فإنما دل على وجود خلل في الذوق العام.

أن إعراض هذا المرض هي إن يقوم احدهم بالتدخل والسؤال المستمر عن حياتك الخاصة وما تحتويها, وهل أنت متزوج أم لا, وكيف هو حال علاقتك مع اهلك وزوجتك, ولماذا لم ترزق بمولود, أو كأن يحدث خلاف بينك وبين شخص من عائلتك, لترى وقتها كيف أن خبر الخلاف قد انتشر بسرعة البرق بين بقية الإفراد, ووقتها يبدءا المرض بسريان المفعول ليأخذ الشخص المصاب بالمرض بالخوض في تفاصيل هذا الخلاف, والأكثر من هذا أن عواقب هذه التدخلات تكون سلبية على الطرف الأخر, ويكون التدخل هو نقمة وليس نعمة كما يضن البعض، أو قد يكون التدخل حول سؤالك عن معتقداتك، وأفكارك، ومذهبك، أو عن قراراتك،وقناعاتك، أو أسلوبك، وتصرفاتك, حيث تعتبر هذه الأمور جميعاً هي أمور خاصة لدى الإنسان وهو الوحيد الذي يحدد ويضع مقياس خاص لحياته, بعيداً عن تدخلات الآخرين وسخافاتهم, فقد خلق الإنسان ليكون حراً طليقاً في تصرفاته فليس من حق أحدا إن يمنعه أو يملي عليه كيف يتصرف وكيف يفكر وما عليه إن يتخذ من قرارات، لان كل هذه الأمور هي أمور فردية ومن شأن الفرد وحده ولا تعني الآخرين.

أذا أردنا الارتقاء بأنفسنا الابتعاد عن التدخل في خصوصيات الآخرين, وان لا نصاب بهذا المرض علينا أن نبدأ بإصلاح أنفسنا أولا، ونحاول أن نبني حياة هادئة بعيداً عن التدخل في حياة الناس, لا نتدخل في حياة الآخرين انطلاقاً من مبدأ (أبدء بنفسك فأنهها عن غيها فأذى انتهت فأنت حكيم) لبناء حياة هادئة مستقرة بعيداً عن ضجيج تدخلات الناس في حياتنا أو تدخلنا في حياة الناس, وليعلم الجميع أخيرا أن من طرق باب الناس طرق بابه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر مهدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/10



كتابة تعليق لموضوع : التدخل في خصوصيات الآخرين داء يهدد المجتمع!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net