صفحة الكاتب : د . حسين العامري

الاستفتاء و الانفصال الكردي عن المركز
د . حسين العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يمر العراق بحمى الاستفتاء حول إستقلالية اقليم كردستان العراق وانفصاله عن المركز.

ماهو سبب الانفصال:
دعاة الانفصال من هم
بالتأكيد ان السيد مسعود البرزاني وحزبه
وراء عملية الاستفتاء اللذي هدفه الرئيس هو استمالة عواطف الشريحة الكردية غير الواعية من خلال دغدغة عواطفها في تكوين دولة كردية مستقلة.

أسباب الانفصال كما يصورها مريدوا الانفصال:
كثير من التبريرات والاسباب تطرح من البعض منها ان الكرد تعرضوا الى الاضطهاد من قبل الحكومة العراقية السابقة
نقول ليس الكرد فقط بل معظم أفراد الشعب العراقي تعرضوا الى الاضطهاد وخصوصا المحافظات الجنوبية والأكثر الشريحة الشيعية
التي أعطت ضحايا اكثر مما أعطاه الاخوة الكرد حيث اعدم مئات الآلاف من شبابها.
وان الكرد تعرضوا الانفال
وهل ننسى كم من الآلاف تعرضوا للشيء المماثل في بغداد والمحافظات الجنوبية حيث تم تسفيرهم خارج العراق بحجة التبعية الإيرانية .
اما ضرب حلبجة
فان محافظة النجف ضربت في عام 91
بثلاثة وثلاثين صاروخ ارض ارض ومئات الآلاف من القنابل العنقودية ومئات الآلاف
من قذائف المدفعية الثقيلة 120 النمساوي الصنع
وكذلك كربلاء
ان المقذوفات التي ضربت على محافظتي النجف وكربلاء سببت مقتل آلالاف اللذين يزيد عدد ضحايا حلبجة باضعاف.
وهذا يعني ان الاضطهاد لم يتعرض له الأكراد فقط ايضا العرب وشدة الاضطهاد للعرب كان اكثر مما تعرض له الاخوة الأكراد.

كما يدعي الانفصاليين  بأنهم مواطنين من الدرجة الثانية  في العراق لنرى كيف:
اولا الأكراد لهم حق بالوظيفة في الدولة العراقية ولايوجد تمييز أسوة بالعرب والأقليات الاخرى حيث لايوجد تمييز عرقي بالتعيينات
على العكس كان الأكراد يتمتعون بالإعفاء من الخدمة العسكرية
كذلك يتمتعون بالحكم الذاتي
ومدارس تدرس اللغة الكردية
واستعمال اللغة الكردية كلغة رسمية ثانية
ومحاكم ووزارة محلية وحكم لامركزي كامل بلا تأثير ن المركز حيث ان اللغة الرسمية في الإقليم هي اللغة الكردية
للإقليم نسبته من الميزانية  الاتحادية
والآن اسأل الاخوة الكرد هل يوجد أكراد في دول الجوار في سوريا او في تركيا او في ايران حصلوا على حقوق وامتيازات مثل ماحصل عليه الاخوة الكرد 
في العراق من امتيازات ومصالح
كما ان الإقليم استحوذ على موارد النفط والكمارك وكل الموارد الاخرى التي هي موارد اتحادية بطبيعتها وتعود ملكيتها للحكومة المركزية كايرادات اتحادية.
ومن خلال مقارنة بسيطة بين مايطالب به الاخوة في الإقليم ومايحصلون عليه سواء من امتيازات او حقوق او معامله نرى انهم مواطنين من الدرجة الاولى وامتيازات أفضل مما يحصل عليه بقية المحافظات العراقية
ولنا ان نقارن العمران في محافظات الإقليم والعمران في المحافظات العراقية وخصوصا محافظة البصرة سلة العراق النفطية.

ماهي أسباب الرغبة في الانفصال:
ان من يدفع باتجاه الانفصال هو السيد مسعود برزاني وحزبه خلافا لبقية الأحزاب
المشاركة في حكم الإقليم وللأسباب التالية:
أولهما:
 هناك فساد واستغلال كبير للموارد وفساد والاستحواذ  على معظمها مت قبل المجموعة التي تريد صرف النظر عن المشاكل الداخلية وإشغال الناس بهدف الوعود في تكوين دولة مستقلة
ثانيهما:
 صرف النظر عن الخلاف والتمسك برئاسة الإقليم من قبل السيد مسعود برزاني  اللذي انتهت ولايته قبل سنتين ولايزال متمسك بالرئاسة دون حق وتعطيل البرلمان اللذي رفض استمرار السيد مسعود برئاسة الإقليم .

ثالثهما:
شعور السيد مسعود بضعف الجيش العراقي واستغلاله استنزاف العراق وضعفه بسبب حل الجيش العراقي إبان سقوط النظام وانشغال الجيش واستنزافه
في معارك مكافحة الارهاب ضد داعش
حيث استغلمسعود هذا الظرف واستحوذ على ممتلكات الجيش العراقي بمناسبتين الاولى بعد السقوط مباشرة والثانية خلال دخول داعش الى الموصل حيث يمتلك قوات البيشمركة أسلحة لاتوجد للأقاليم بل للدول فقط مثل الدبابات والمصفحات والمدفعية الثقيلة.
وهذا يذكرنا بهجوم صدام على ايران حيث استغل ضعف الجيش الإيراني اثناء سقوط
الشاه وانتصار الثورة الإيرانية 

على ماذا يعتمد الانفصاليون:
يرى الاخوة الكرد هناك تجارب انفصالية مثل تجربة السودان حيث انفصل السوداني الجنوبي عن السودان الام وكون دولة والتي لم ترى الاستقرار منذ سنين انفصالها ولغاية الان فهي تعاني من حرب اهلية مدمرة أدت الى ندم شعب السودان الجنوبي على الانفصال
كذلك 
يعتمد الانفصاليون على التأييد السرائيلي ودعمه لهم رغم المعارضة الدولية من الدول العظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المحيطة بإقليم كردستانوالاتحاد الأوربي  والجامعة العربية والامم المتحدة حيث ان الانفصاليون يتحدون الرفض الدولي والتحذير من اقرب الحلفاء.

هل ينجح الاستفتاء والانفصال:
الانفصال سوف لن يتم وسوف يواجه الانفصاليون مشاكل كبيرة أوجزها بما يلي:

اولا: رفض الحكومة الاتحادية للانفصال كونه يتعارض مع الدستور اللذي ينص على وحدة العراق وبالتالي سيجد دعما عالميا للحكومة المركزية ضد الانفصال واللذي يمكن ان يودي الى التصادم.
ثانيا: رفض الدول المحيطة التي هي ايران وتركيا وسوريا والتي ستؤدي الى خنق الإقليم
وربما الى التدخل العسكري لسبب او لآخر.

ثالثا:
ممكن ان يتعرض الإقليم الى القتال داخلي وحرب أهلية حيث الإقليم مقسم الى ثلاث مراكز قوة وهي أربيل الى الحزب الديمقراطي الكردستاني
والسليمانية الى الاتحاد الوطني والتغيير
ودهوك  الخاضعة الى  سيطرة الأحزاب الاسلامية التي تشكو من التهميش حيث قسم منهم يدعي ان خمس مقاعد نيابية أخذت منهم بالتزوير

رابعا:
الرفض الدولي كون عملية الانفصال تتعارض مع الدستور العراقي  بالاضافة الى ان الوقائع على الارض تثبت ان الإقليم يتمتع بحكم فدرالي لامركزي مثالي يناقض إدعائات  الانفصاليين.
خامسا:
عدم امتلاك الإقليم مقومات الدولة بسبب عدم امتلاكه منافذ بحرية تتيح له التصرف بحرية بعيدا عن قيود وضغوط الدول المحيطة.

سادسا:
ضعف الموارد المادية الضرورية لبناء الدولة.
ختاما:
ارى ان ألفت نظر الاخوة الانفصاليين الى التفكير مرتين قبل الدخول في مغامرة الاستفتاء والانفصال
حيث توجد تجارب فيدرالية عالمية بين قوميات مختلفة ناجحة  جدا مثل ماهو حاصل في سويسرا وبلجيكا
حيث ان السويسريون يعتبرون من أفضل التجارب الفيدرالية في العالم
حيث هناك القومية الإيطالية والفرنسية والالمانية متعايشة مع بعض في أفضل نظام عالمي ومكونة من أقاليم كل له حكومته الإقليمية ولغته وامتيازه
حيث ان كل اقليم يتعاون مع الأقاليم الاخرى في بناء دولة مزدهرة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا
لذا ارى ان على الإقليم ان يبتعد عن الانانية
ويضع يده بيد المركز ويساهم ببناء العراق المرشح لان يكون من أقوى الدول اقتصاديا 
وسياسيا
عراق السياحة الدينية والحضارية
عراق النفط
عراق الاثار والتاريخ
عراق العتبات المقدسة لكل الديان 
عراق الطاقة البديلة
عراق القناة الجافة
عراق الزراعة
عراق الكبريت والفوسفات واليورانيوم
في الايام القادمة سيكون شان العراق عالي
لذا ننصح الاخوة ان لايفرطوا بالعراق وامتيازاته للدخول في احتراب داخلي وخارجي يودي الى زيادة الماسي للأكراد والعرب اللذين اكتووا مافيه الكفاية من الحروب
د حسين العامري


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسين العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/11



كتابة تعليق لموضوع : الاستفتاء و الانفصال الكردي عن المركز
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net