صفحة الكاتب : حسن فلاح العقيلي

للأبطالِ حُدود !!… شعوب فوق الخداع
حسن فلاح العقيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يحضرنا اليوم نهاية النهاية لسنين العراق السوداء . حربه المستعرة مع مجرمي داعش . نصراً من الله ثم سواعد ألأبطال جعل العراق نبراساً في صلابة الشعوب في النزال . استحق العراق أن يسمى الصخرة القاسية التي تحطم كل من اراد ضربها حتي في أكثر حالاتها ضعفاً و تصدعا.
من جهة اخرى .. في خضمّ هذه الملحمة . يقبل العراق قريباً على انتخاباته البرلمانية الرابعة و تتصاعد أصوات من هنا و من هناك لإشخاص ساهموا فعلياً أو اسمياً في معارك الدفاع عن العراق ، معللين أن "سجلهم الجهادي" يجعلهم أحق بغيرهم من امساك مقدرات الامة العراقية ، فهم درعها و حماتها . فيا ترى هل هذا هو القول الصواب ؟
الجواب هو: لاا !!!
قد تتضارب الآراء ، لكن لكل رأيٍ دليل ، و انا لي رأيي و دلائلي لدعم الرأي و تفسيره  . مستعينا بامثلة بالطبع لزيادة التبسيط و تعزيز الرسالة
خلال الحرب العالمية الثانية و في وجه ألإكتساح النازي المرعب لفرنسا و احتلالها و الاكتساح الوشيك لبريطانيا العظمي المحاصرة .   كان هناك شخصيتان لا يختلف احد انهما كانا نجوم الميدان و الساحة ... لفرنسا كان الجنرال الفرنسي العملاق شارل ديگول الذي ظل يلهب الجماهير الفرنسية للمقاومة و يدعمها و ينظمها و كان عنصرا مهما في تحرير فرنسا من الاستعمار . لقد كان بطل فرنسا الاول و محررها المغوار  ، و لم يكتفِ بذلك .  اذ عام 1959 إنهارت الحكومة الفرنسية فعاد من تقاعده و ساهم في تأسيس حكومة جديدة برئاسته فاصبح منقذ فرنسا عسكرياً و سياسياً .. ألا يستحق هذا الرجل التقديس ؟!!
شخصيتنا الثانية لبريطانيا هي المحنك رئيس الوزراء ونستون تشرشل الذي منع النازية بقوة إدارته الحديدية من قهر بريطانيا و تمكن بسياسته توفير الدعم العالمي لها و لاحقا كان من الاسباب التي أرغمت الولايات المتحدة على التورط في الحرب و هو اسطورة لا غبار عليها من اساطير السياسة البريطانيا .

من معرفتك لهذين الشخصيتين قد تفكر أنهما أصبحا تيجان رؤوس و خطوط حمراء من الطراز الاول و انهما حكما دولتيهما بامتنان الشعب حتى توفيا .. هذا المفترض فسجلهما يجعلك تتمنى ديگول و تشرشل عراقي معك .. و الصادم هو لااا!!! 
رغم تاريخ الجنرال ديگول الفرنسي الذي كان بطل فرنسا الا ان الشعب الفرنسي حين راقب نزول مستوى النظام الصحي و التعليمي الفرنسي و اجحاف دخل العامل و ضعف الخدمات عن طموح الشعب الفرنسي الذي لم يرَ فيه وقتها رئيساً لائقاً...  ثار عليه ! و انتفض في مظاهرات حاشدة عام 1968 دون ان يهتم بتاريخه فــهم الفرنسيين كان ما يفعله الان و لا دخل لما فعل في ماضيه .و فعلا استقال الخط الاحمر ديگول بعد عام فقط !! بعد محاولاته للاصلاح و ارضاء الشعب . اذ تقبل عجزه و ترك منصبه لمن هو افضل !!!
اما وينستون تشرشل فبعد الحرب العالمية الثانية مباشرة . خسر هو و حزبه الانتخابات التي حصلت في نفس عام النصر الذي كان من المفترض انه هو من حققه !! و لصالح الحزب المنافس ! و تقبل عملاق بريطانيا اختيار الشعب و لم يحرك جفناً في الإعتراض على الأمر و لم يعد رئيسا للوزراء إلا في الدورة اللاحقة . و كأن الشعب البريطاني يعطي العالم درساً في الوعي في اختيار حكومته بـغض النظر عن اذا كانوا من تيجان الرؤوس و حماة الاعراض 
إنها لجريمة أن نقيم من سيحكمنا بكم معركة دخل ، أو كم بقعة سجود على جبينه و ما نوع الحجر الكريم في خاتمه ..إن كان يرتدي عمامة؟و بأي لون تصطبغ؟ و هل يختم القرآن كل يوم ؟ ام هل هو ابن المذهب ، أم ابن العم و العشيرة ؟... جريمة بكل حرف تعنيه الكلمة ، فلم يكن يوماً أي ربط أو علاقة لمن يتحكم في ثرواتك ليخدمك بها بافضل طريقة بما ذكرناه سلفا و ما يشكل 90% من معايير الاختيار لدينا للاسف و كل الاسف. 
قبل توليته مصيرنا و ثروات بلادنا علينا على الاقل ان نرى تاريخه . نرى انجازاته السابقة و نراقب انجازاته الحالية و ما يمكن ان يفعل حقا ليس ما يقول إنه سيفعل .. يجب ان نراه بعقولنا لا قلوبنا . و نتعامل معه باشد النقد و التحقيق و المحاسبة . يحب ان نصبح فوق الخداع ... لا خيار آخر 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن فلاح العقيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/13



كتابة تعليق لموضوع : للأبطالِ حُدود !!… شعوب فوق الخداع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net