صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

حتى في البطاطا رائحة حرب او مؤامرة ضد مزارعي العراق!
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السياسة واخبارها في العراق دائما لها الصدارة.. والخبر المنشوره يتذوقه العراقي فقط بنكهة السياسة مع إن هناك اخطارا تواجه الوطن أقسى.. لاتنال نصيبها من قراءة العراقي بالمطلقية احيانا..
قد يبدوا الأمر مزحة صحفية...أو تهويلا وتضخيما على طريقة البهرجة التلفازية الاعلانية.. ولكن واقع الأمر انك في العراق لاتجد شيئا متروكا للصدفة.. بل خلفه وامامه وفوقه وتحته وفيه وحوله شريط ما مخفي الاذى عندما تبدا بسبر غور الحدث العراقي البسيط.  مادة البطاطا تهّم العائلة العراقية  وكل عوائل الدنيا ولإننا تعودنا في بلد السواد بسبب ليس فقط أزمة الماء المستعصية الحلّ مع أشقاؤنا وجيراننا الإسلاميون.. ان تكون لنا مساعدة علنية غير مشروطة بمساعدة هذه الدول زراعيا! ليس بالبحوث أو المساطحة في مشاريع الري والزراعة بل بقيمة  مردودالإستيرادات العالي الكتلة المادية والنافع لدولة التصدير والذي أصبحنا  كعوائل وأفرادلانجد في المائدة العراقية  فواكه او خضروات إلا نكهة المستورد!!وخير مثال صيفي هو غياب الرقي والبطيخ العراقيان المتميزان التي كانت سامراء  والعظيم والحويجة والموصل لوحدها تغطي الوطن كله مع منع  التصدير من الفائض منهما ومنع الإستيراد وقتها واليوم يغزونا الرقي السوري حتى في الازمة الحالية وبسعر 500 دينار للكيلو غرام الواحد.  نعود لحرب البطاطا الهزلي! معلوم ان محصول البطاطا واحداً من المحاصيل الاستراتيجية الغذائية الخمسة  الرئيسية في العالم وهو أكثر المحاصيل الغذائية انتاجا وتنتشر زراعته على نحو واسع في المناطق المعتدلة أو الباردة من العالم وهو مصدر رخيص للطاقة لاحتوائها علىنسبة عالية من المواد الكاربوهيدراتية علاوة على احتوائها على بعض الفيتامينات مثل فيتامين س و بي واحد.  وتشير المعلومات غير السرية والمتاحة طبعا لإمثالي بالإستقصاء المعرفي إلى زيادة الاقبال في العراق في السنوات الاخيرة على استهلاك البطاطا اذ اصبح من غير الممكن الاستغناء عنها في أي مطبخ عراقي بصورة يومية لاتخلو منها مائدة وخاصة للاطفال، وان الظروف البيئية السائدة في العراق ملائمة لزراعة هذا المحصول الذي تصلح زراعته في الترب المزيجية والمزيجية الرملية بعد تسميدها بالكميات الكافية وتقف في مقدمتها الاسمدة النايتروجينية والفوسفورية والبوتاسية إلى جانب مختلف العناصر النادرة.وهي كلها متوفرة بكثافة وغير ممنوعة الاستيراد رغم انف الفصل السابع! ولكن وزارة التخطيط العراقية وخبرائها المتابعين للواقع الزراعي بينت عن انخفاض زراعة البطاطا في العراق في العام 2010بنسبة 8% مقارنة بالذي سبقه ، عازية السبب الى انخفاض مناسيب المياه في محافظات ديالى وصلاح الدين وبغداد وبابل طبعا ونحن نتعكز على ذاك السبب مع جوهريته دون البحث عن بدائل مائية كالآبار.ويقارن لنا خبير زراعي عراقي ان إستيرادنا
قبل عام 2003 من بذار تقاوى البطاطا وصل الى اكثر من 20 الف طن في الوقت الذي كان تعداد العراق لا يتجاوز 12مليون نسمة وكانت هذه الكميات تزرع من قبل المزارعين وتنتج وتغطي هذا العدد السكاني على مدار السنة .  والآن تعداد السكان اكثر من 30 مليون والإستيراد صار لايزيد عن 15 ألف طن يعني بصورة عكسية!! علما بان(( مزارعي العراق اليوم في كل القياسات من المفروض ان يزرعوا تقاوي مستوردة لاتقل عن 70 الف طن سنويا ويخزن بذور منها للعروة الخريفية لتتنامى زراعة هذا المحصول ، ف سوريا تزرع مستورد اكثر من 50 الف طن ،ولبنان تزرع مستورد 20 الف طن ،والاردن 20 الف طن ،والسعودية اكثر من 40الف طن ، وايران أكثر من 150 ألف طن.)) وهذا يعني ببساطة،الاستيرادالمستمر من دول الجوار لتدني انتاج محصول البطاطا يعني أن العراقيين ياكلونها من ايدي مزارعي الدول المجاورة وعلى مدار السنة فيما ارضنا ومزارعنا ومياهنا أفضل بكثير من الموجود في الدول المجاورة ،ولكن المزارعين احجموا عن الزراعة بسبب عدم اهتمام الوزارة بهذا المحصول! مما يعني وجود رائحة مؤامرة حقيقية لإيقاف الزراعة في العراق لجعل الشعب العراقي شعبا مستهلكا لكافة منتوجاتهم ، في الوقت الذي تتنامى مزارعهم  ونحن نشتريها بالعملة الصعبة لا تستطيع مزارعنا مواجهة هذه المشكلة .بل يبين الخبير الزراعي ان دول الجوار تقوم بإدخال كميات كبيرة من محصول البطاطا في فترات جني المزارع العراقي لمحصوله !!، ورغم انهم يخسرون في هذه العملية اقتصاديا الا انهم يعتبرون ربحهم هو خسارة المزارع العراقي التي تؤدي الى احجامه عن الزراعة للمنافسة المعروفة بين المعروض المستورد الرخيص والمنتوج العراقي وبالتالي تحقيق ما يخططون له من عرقلة نمو القطاع الزراعي في العراق ،الذي يصبح سوقا مفتوحا لمحاصيلهم يسوقون له ملايين الاطنان ما يعوضون به خسارتهم فيحققون الربح بالتصدير بغزارة والتاثير بالتالي على الزراعة العراقية المتروكة النهضة حتى بالتخمينات المستقبلية التخطيطية. ان الحللهذا الموضوع  برأي الخبير يكمن اولا بحماية الانتاج  الزراعي العراقي باصدار تعليمات صارمة من وزارة الزراعة... تمنع إدخال محصول البطاطا الاستهلاكية اعتبارا من 1/نيسان الى 15/تموز بالنسبة للعروة الربيعية ، وللعروة الخريفية من 1/تشرين ثاني الى 15/ اذار  والايعازلكافة المنافذ الحدودية بضمنها الموجودة في اقليم كردستان لمنع إدخالها موسميا بهذه التوقيتات الزمنيةومحاسبة السواق الذين يخالفون التعليمات الخاصة بالاستيراد لمحصول البطاطا.أليس من الغريب ان نستورد خضروات من الكويت مثلا؟ نعم قبلنا  عبوات مياه الروضتين الكويتية في اسواقنا ومكتوب عليها من أفضل الآبار الكويتية ولكن؟ طماطا وبطاطا؟! هنا عجيب العجب وغريب الغرائب كلها ومنها نافذة الغرابة المطلّة على مؤامرة ضد البطاطا العراقية  من كل دول الجوار لاتستغربوا .
عزيز الحافظ
 
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/17



كتابة تعليق لموضوع : حتى في البطاطا رائحة حرب او مؤامرة ضد مزارعي العراق!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net