صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

الدعوة لمحاسبة المعصوم كلمة خبيثة من نفس خبيثة
صلاح عبد المهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يقولُ لك السيد كمال الحيدريِّ:- من حقِك أن تحاسب الإمام المعصومَ عليه السلام,وتقول له :- لماذا أنتَ هنا كالأموات؟!!
يالها من كلمةٍ خبيثة,لا تصدر إلاَّ عن نفسٍ خبيثة, من شفتين آثمتين.
بينك مابين الله,لو أنَّ زوجتك قالتْ لك:- لماذا أنتً كالأموات؟ أما كُنتَ ستغضب؟
ولو جاء استفتاءٌ هكذا صورته:-
(ما قولُكُم في ولدٍ يقول لأبويه:- لماذا أنتما كالأموات؟ فهل يُعدُّ هذا عقوقاً,حيث أن العُرف يعتبرها كلمةً جارحة,والقران الكريم نهى عن قول كلمة (أُفٍّ) لهما,والسُنَّة المعصومية نهت عن حدَّة النظر لهما ولو كانا ظالمين,فكيف بمن يقولها للأب الروحيّ,والمعصوم أبٌ لهذه الأمة).
أما بالنسبة لمن يقولون إنَّها كلمةٌ لاضير منها,
جرِّبوا أن تقولوها لأبويكم وشاهدوا ردَّة فعلهما,وعلِّموها أولا دكم الصغار والمراهقين منهم ,ثمَّ اسمعوها من أبنائكم في معرض التأنيب,وراجعوا مشاعركم بعد سماعها.
ثمَّ تعال إلى كلمة (ميت),ففي العرف القرانيِّ جاءت في معرض الذمِّ, قال تعالى (وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ)
فالموت هنا بمعنى الكفر والضلالة,بدليل مقابلته الآية (فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ) بقوله تعالى الآخر (إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ) ونتيجة هذه المقابلة أن الموتى الذين لايسمعون هم الكافرون.
وهذا كقوله تعالى (إنَّما يَستَجِيبُ الَّذينَ يَسْمَعُونَ وَالمَوتَى يَبعَثُهم اللهُ ثُم َّإليهِ يَرجعُون) وغيره كثير.
وعرفاً,الموت كناية عن تبلّد الإحساس,وعدم الشعور,قال بعضُ الشعراء:-
ليس من مات فاستراحَ بميتٍ * إنَّما الميْتُ ميتُ الأحياءِ.
والشاهد على هذا المعنى العرفي الذي اخترناه,هجاءُ البحتري لبعضهم مضمناً هذا البيت:-
شاهدي في بيان موتك بيت
قاله شاعر من الشعراء
ليس من مات فاستراح بميْتٍ
إنما الميْتُ ميِّتُ الأحياء!
والميت عرفاً أيضاً من يكون وجوده وعدمه سيَّان,الا ترى لبعض أصحاب الصفحات على الفيس ,ممن لا يُعلِّق له أصدقاؤه يقول فيهم:- هؤلاء موتى لا يُعلّقون؟ وإنَّما أسماهم موتى لأنَّهم على وجودهم في صفحته لايُعلِّقون له فهم كالعدم.
فأيُّ المعاني يريد أن يُسمعُها السيد كمال الحيدريّ للإمام المعصوم عليه السلام؟
إنَّك كافر؟!! حاشا لله.
إنَّك عديم الشعور والإحساس؟
أم ان وجودك وعدمك سيَّان؟
استغفر الله تعالى.
ولكن,من انقطع عن علوم آل محمدٍ عليهم السلام,واشتغل بكتب الفلسفة وكتب ابن عربيِّ,فلا بدع أن يشطَّ في القول,ويشطح في الفعل,وهذه سمةُ من هم على هذه الشاكلة,يحدِّثُنا العلامة الخوانساريُّ في كتابه (روضات الجنَّات) ج2,ص73 فما فوق,عن رسالةٍ نقلها عن الشيخ علي الكركي - قُدِّس سره - في (بعضهم) أنَّه كان يدَّعي أنَّه أفضلُ أهلٍ زمانه,بل أفضل المتقدمين والمتأخرين,وكان يقول (إنَّ مابين دفّتي الشفاء حق)!! (الشفاء كتاب ابن سينا)؛لذا لايجرؤ هذا المتحدّث أن يقول لابن عربي:- لم كنت كالأموات هنا.
ولذلك عرَّض بهذه النوعية الشيخ الأنصاري,ولا أذكر اين بالضبط,اما في الرسائل أو المكاسب,بأنَّهم انقطعوا لدراسة الفلسفة بعد عجزهم عن التفقّه والاستنباط.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/20



كتابة تعليق لموضوع : الدعوة لمحاسبة المعصوم كلمة خبيثة من نفس خبيثة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net