صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الشر والخير مصلحة؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما هو خير أو شر تقرره المصلحة , فكل ما يتفق مع المصلحة مهما كان نوعها وطبيعتها فهو خير وما يتعارض معها هو شر , وتلك شريعة الأقوياء وإرادة الإقتدار الأرضي في كل مكان وزمان.
فما هو الشر؟
وما هو الخير؟
إن التعريف الأمثل لكل منهما يكون مقرونا بالمصلحة , فهي التي تحدد القيمة والمعيار وترسم خارطة التفاعلات ما بين الموجودات المحكومة ببوصلة القوة والإستحواذ , والقضاء على الآخر والوصول إلى ذروة التأسد والإستهتار بحقوقه ووجوده مهما كان ذلك الآخر.
وفي الواقع العالمي المعاصر من السهل تحويل أي حالة إلى شر أو خير وفقا لمقتضيات المصلحة ومسارات الهدف , فعندما تريد أن تجتاح بلدا وتستحوذ على ثرواته وتستعبد شعبه , فعليك أن تبدأ بتشريره ( أي وصمه بالشر) وتمضي في بناء حالة الشر , وتعزيزها بما تستطيعه من الأكاذيب والأدلة المزورة , وغيرها من قدرات بناء الآراء وتحشيد النفوس والتمكن من السلوك الجماعي والعالمي , حتى تؤلب كل موجود ضدها وتجعله يقتنع ويؤمن بأن القضاء على تلك الحالة من الضرورات القصوى لديمومة الحياة السعيدة للآخرين, أي أنك تحوّل الحالة إلى جرثومة وبائية مخيفة تستهدف حياة البشر المُستهدف لكي يكون عدوا لها , وبهذا تتوفر المسوغات الكفيلة بمحقها.
جرى ذلك في المنطقة العربية عندما تم تدمير عدد من الدول والفتك بأهلها وتهجيرهم وقهرهم , والإنقضاض على وجودهم بشراسة وعدوانية وتوصيفات مقرفة ومؤهِلة لإبادتهم , وتبين أن كل الذي تم إستخدامه لترويج بضاعة الشر الفاسدة باطل ولا صحة له ولا وجود.
وقد جرى مثل هذا السلوك مرارا في تأريخ البشرية واليوم تجد الدنيا تسعى لتشرير مجتمع ما , وهناك قوى تستجمع إرادتها وتحث الآخرين لترويج بضاعتها والإنقضاض عليه , لا لشيئ إلا لأنه يريد أن يكون قويا أو ينضم إلى نادي الأقوياء المفترسين , ومشاركتهم بكعكة الضعفاء الموضوعة على موائدهم الفارهة المزدحمة بالأطعمة الشهية.
فما يقوم به القوي صاحب المصلحة من أعمال شرور يحسب خيرا , وما يقوم به الآخر من أعمال خير وتعبير عن بناء الإرادة الوطنية القوية يُنظر له على أنه شر لأنه يتقاطع ومصالح الأقوياء المهيمنين.
وهذه معادلة غير عادلة ولا يمكنها أن تكون عادلة أبدا , لأن الطبع البشري إفتراسي متوحش , وفيه غرائز حامية لسفك الدماء وإشاعة الدمار والخراب , وهذا سلوك يصعب تفسيره لكن الحياة تجري على سكته منذ الأزل ولن تجد لها سبيلا آخر غيره.
وتلك معضلة حياة يقبض على عنقها الأقوياء دوما!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/27



كتابة تعليق لموضوع : الشر والخير مصلحة؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net