صفحة الكاتب : محمود الوندي

الكتل السياسية العراقية " اتفقواعلى ان لا يتفقوا "
محمود الوندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في الوقت الذي كان على قادة الكتل السياسية الاتفاق والتكاتف والمضىي يدا بيد ضد اي خطر يواجه الشعب العراق  ، للاسف الشديد يتناحر قادةهذه الكتل فيما بينهم ويزداد الصراع يوما بعد يوم وعدم اتفاقهم على موضوع معين وهذه الظاهرة اصبحت علنا للشعب العراقي  .
دائما نسمع الى عقد اجتماع لرؤساء الكتل السياسية المتخاصمة  بعد وصولهم الى حافة الهاوية الى حل الخلافات العالقة  وخاصة بشأن الوزارت الآمنية الشاغرة ، والخروج  بنتائج مرضية للفرقاء المختلفين  ، ولكن اطراف الاجتماع المتناحرة في العملية السياسية لم تخرج بنتائج إيجابية ودون ان تجد حلا نهائيا لمشكلاتها المزمنة ولم تصل الى اتفاقية حقيقية لمصلحة الشعب العراقي لافتقادهم الثقة فيما بينهم ، واغلب الاطراف ينتهي بهم المطاف للخروج من الاجتماع وعدم الوصول الى حل الخلافات فيما بينهم ، يتوجهون الى ساحة التصريحات النارية ، واللجوء الى الحملات الإعلامية القوية في تضليل الجماهير في احاديثهم لتأجيج التوتر والاحتقان على الشارع العراقي .
هذه الاجتماعات لم تكن مجديةبلومخيبة للآمال لدي مكونات الشعب العراقي ، لعدم خوضهم في القضايا المهمة الشائكة ، لان هناك محاولة كل الطرف ان يكتسب الفرصة لطرح امورهم داخل الاجتماع ، لان التنازع بينهم هو التنافس على المناصب القيادية وعلى المكاسب السياسية والشخصية وليس تحسين المستوى المعيشي للانسان العراقي، كما هو الحاصل في برلمانات العالم الغربي فانهم يختلفون في كيفية اعطاء المواطن ما هو اكثر واكثر ، اما سياسية العراق فهم في تظافر الجهود في سبيل الكسب السياسي والاعلامي وازدياد حالة النفوذ الشخصي والاستيلاء على السلطة شيئا فشيئا.
مع الاسف كان قادة الكتل السياسية في الاجتماع الاخير تركوا محمل القضايا الرئيسية التي تخص وضع المواطن العراقي ومن دون  اشارة الى المشاكل التي تحيط بهم ،  سوى مناقشتهم  حول بقاء القوات الامريكية في العراق ، واعتقد هذا ضحك على ذقون الناس البسطاء لانهاء وجود امريكي في العراق .كان على رؤساء الكتل السياسية ان يبحثوا عن الفساد الاداري والمالي الذي يزكم الانوف وكيفية محاسبة المسؤولين عن سبب اغتنائهم بهذه السرعة ، رغم ان اغتناء المسؤولين الحكوميين اصبح امرا عاديا في العراق لان لا يوجد القانون الذي يحاسبهم أي اصبحوا فوق القانون ، لان لم يعد احدا يتسائل عن سبب اغتناء المسؤول المفاجئ .
استخفاف الكتل السياسية بالشعب العراقي لا يصدقه عقل ولا إنسانية فما جرى ويجري في العراق على مدى عدة سنين ماضية من قتل واغتصاب وارهاب وتهديم وترحيل وفائض من جيش العاطلين ،وهذه الكتل تعمل بطريقتها الخاصة وعلى هواهم فتبحث الأقوايل والتصريحات النارية ، وكأن كل كتلة تريد أستعراض عضلاته بدلا من إثبات وجهة نظرها بالأدلة والبرهان  وهذه المواقف ينطبق عليها هذا القول " بأن الكتل السياسية في العراق اتفقوا على ان لا يتفقوا " ، ونستطيع ان نقول بان قادة الكتل السياسية اتفقوا على توزيع المناصب فيما بينهم ويستمرون على عدواة بعضهم البعض ليخدعوا الجماهير العراقية ، لكن لم يتفقوالتقديم الخدمات الحياتية والإنسانية الى الشعب العراقي!!! لان الحرامية منهم بيهم .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود الوندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/20



كتابة تعليق لموضوع : الكتل السياسية العراقية " اتفقواعلى ان لا يتفقوا "
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net