صفحة الكاتب : عبد الهادي البابي

لننهي المهزلة ....و نقضي على الأرهاب !!!
عبد الهادي البابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إذا سألنا هذا السؤال لأي مواطن عراقي : ماهي رؤيتك وخطتك للقضاء على الأرهاب الذي لايزال ومنذ عام 2003 وحتى يوم الناس هذا وهو يفتك بالأبرياء من أبناء الشعب العراقي دون رحمة ؟ .....فسيكون الجواب على شكل نقاط 1-2-3-4....إلخ دون ذكر أسباب الأرهاب ودوافع الأرهابيين الذين يقومون بعملياتهم الأنتحارية وسط حشود الأبرياء في الأسواق والمساجد والحسينيات والأماكن العامة بأستمرار!!
فهل سألنا أنفسنا يوماً ؟ماهي دوافع ذلك الأنسان الذي يعبر آلاف الأميال ويتجاوز الحدود ويتعرض لأنواع الأذى والمخاطر حتى يصل إلى مكان يفجر نفسه فيه وسط النساء والأطفال والشيوخ دون أن يلتفت إلى حكم شرعي أو وازع ديني أورادع أخلاقي أو عاقبة الدنيا والآخرة ؟ أن الكثير من الأرهابيين (بل أغلبهم ) الذين جاؤا من الخارج أو من الداخل ونفذوا عملياتهم الأنتحارية أو عمليات القتل والذبح أو التدمير والتخريب هم جاؤا بدافع طائفي صرف ليس له علاقة بالسياسة أو الأقتصاد أو الحكم أو مقاتلة المحتل الغازي لبلاد المسلمين  !! حتى وإن كانت الجهات التي دفعتهم لها غايات سياسية أو مصالح أقليمية ، ولكن نحن نسأل عن سبب إنتحارهؤلاء وقتل أنفسهم ،لكي يقتلوا غيرهم ، ماهي المصلحة ؟ إنها واضحة وصريحة لاتقبل النقاش ....السبب هو طائفي ..عقائدي،لاأكثر ولاأقل !!!!!!!
نعم ...السبب هو الطائفية بكل ماتعني هذه الكلمة الشوهاء من معاني قاسية ومؤلمة ، لكنني أقولها بصراحة ومسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية :إذا أردنا أن ننهي الأرهاب ونقضي على الفتنة ونوقف شلالات الدم التي تنزف كل يوم من أجساد الأبرياء ،علينا أن نتخذ موقفاً شجاعاً وكبيراً من الطائفية بكل أشكالها وعناوينها ، وربما يقول قائل بأنه: ماعلاقة الطائفية بقتل رجل أعمال أو مثقف أو سائق أو تفجير كنيسة أو غيرها من ألوان القتل التي ربما يتوهم البعض بأنها سياسية أو أقتصادية أو غيرها ولكن الحقيقة أقول :   بأن كل مايجري من قتل وتدمير للبنية التحتية للبلاد ، وكل أسباب القتل والأغتيال هو يندرج تحت عنوان (أما الطائفية ..أو أعوان الطائفية ...أو الساكت عن أعمال الطائفية ) وأتصور أن كلامي واضح ، وللمزيد من التوضيح :
..نكرر السؤال : كيف أصبح هذا الأنسان المسلم حاقداً وقلبه يغلي بسورة الغضب والأنتقام والرغبة في قتل أكثر عدد ممكن من الناس الأبرياء ، دون أن يخفق قلبه بالرحمة ؟ والجواب هو: بسبب التاريخ والروايات الموضوعة ، والحقائق المقلوبة التي يرويها أئمة السوء وشيوخ الضلالة على عقول الشباب المسلم الناشيء الذي يتلقف هذه العقائد الفاسدة ويتغذى بها فيتحول إلى برميل من البارود وهو لايعلم  متى وأين سينفجر !!  وهذه الآراء كلها صحيحة ومتوافقة مع الحقائق التي خرج بها أبناء الشعب العراقي الذين أبتلوا بهذا البلاء المميت خلال السنوات الأخيرة ..
ولكن لنتكلم بصراحة ..هل نحن ساهمنا بقتل أنفسنا وتدمير بلادنا وأعطينا شيئاً من الذرائع والتبريرات لهؤلاء الحاقدين لكي يقتلوننا كل يوم ويعيثون بأرضنا الخراب والدمار ؟؟
نعم ..نحن ساهمنا بكل ذلك ومن أول يوم ، وذلك من خلال الأصرار على بقاء عبارات [ السب واللعن والشتم والبراءة ، وألوان الطعن والتشويه والقذف ] لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين في كتبنا وأدعيتنا وزياراتنا ومجالسنا دون إلتفات إلى عواقبها الوخيمة ونتائجها المروعة !!!
إن ذلك الأنتحاري وقبل أن يقدم إلى العراق أو يفكر في قتل أبنائه وأطفاله ونسائه في الشوارع والساحات والمساجد والمدارس تُعرض عليه أشرطة مسجلة ومصورة يُشتم فيها الصحابة وأمهات المؤمنين ، ويقال فيهم الكلام الفاحش ، ويُرمون بأنواع الطوامي والدواهي ، وحتى يرد في بعضها الطعن بكتاب الله وأتهام الصحابة الكرام بتزويره ، ولايعلم أولئك الذين تمسكوا بتلك الترهات والخرافات ورضوا عن قائليها ومروجيها ولم ينكروا عليهم ، بأن ذلك سينعكس سلباً على أبناء المذهب ، وتتحول كلماتهم وخطبهم إلى (فتيل تُشعل به قنابل الأرهابيين ) لتتفجر فتمزق وتحرق وتدمركل ماحولها من أجساد المساكين الذين لاناقة لهم ولاجمل في هذا السجال الطائفي البغيض !!!   إذا ماهو الحل ؟؟؟
يجب أن يبدأ الحل من أعلى المستويات ، من رجال الدين [ مراجع الدين الكبار ] والشيوخ أصحاب [الكلمة المقدسة والنصيحة المسموعة ] وذلك بألقاء فتاوى وبيانات واضحة وصريحة ودون لف أو دوران ..وذلك بتحريم وتداول الكتب والأدعية التي تتضمن عبارات الشتم واللعن والسب والطعن لأصحاب الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وزوجاته المطهرات ، ومنع الأساءة إلى سمعتهم والنيل منهم بأي شكل من الأشكال من قبيل العبارات الواردة في الأدعية المنسوبة زوراً وبهتاناً لأئمة الهدى عليهم السلام مثل [ اللهم ألعن صنمي قريش وإبنتيهما ] أو مثل  [ اللهّم إلعن الأول والثاني والثالث ] وطبعاً القضية هنا معروفة من هو الأول والثاني والثالث ..إنهم الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان أصحاب محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، الذين يقرأ سيرتهم الطيبة أطفالنا في كتب مدارسنا على أنهم خلفاء وقادة وأصحاب فتوحات ، ولكنهم يتفاجأون حينما يسمعون الشيوخ والملالي يسبونهم ويرمونهم بالخيانة والأرتداد وبأنواع التهم والأباطيل التي لاتنتهي!! فتصور كيف تتحول نفسية أبنائنا وهم يقرؤن شيئاً محترماً في درس الأسلامية والتاريخ العربي ومادة كتاب القراءة ثم يسمعون من الخطباء والقرّاء والملايات  شيئاً يناقض ذلك !!
لقد قال لي أحد أبناء السنة من مدينة ديالى صراحةً : نحن لانثق بكلامكم أنتم الشيعة !!فقلت له لماذا ؟ فقال : قبل أيام كنت في الحظرة الحسينية المطهرة في كربلاء المقدسة وزرت أحد رجال الدين ومعي مجموعة من أبناء السنة من مدينة ديالى وقد رحب بنا ترحيباً حاراً وتحدث معي على ضرورة الوحدة الأسلامية وإحترام الرموز الدينية  وقال لي بالحرف الواحد :[نحن لانقبل أحداً يسب الصحابة والخلفاء الراشدين أبداً ]...قال : فلما خرجنا من غرفة رجل الدين سمعنا العشرات من الزوار في الصحن الحسيني وهم يقرؤون أدعية تشتمل على اللعن للأول والثاني والثالث وبالخصوص اللعن لأبي بكرٍ وعمر وأبنتيهما السيدة عائشة وحفصة على بعد أمتار من ذلك الرجل المسؤول الديني  ،  عندها أحترنا وذهلنا خصوصاً بعد أن أستفسرنا من أحدهم عن من هو المقصود بالأول والثاني في كتاب الزيارة ، فقال الرجل مستغرباً : عجيب أمركم ألا تعرفوا من هو الأول أنه الملعون أبوبكر والثاني عمر وأبنتيهما عائشة وحفصة !! ،فبقينا ينظر بعضنا في وجه بعض بأستغراب ودهشة ثم خرجنا من المقام الشريف ونحن نشعر بالألم والأحباط !!!
ورب قائل يقول ، ولكن هذه حقائق وروايات صحيحة والحق يجب أن يقال !!
ونقول : أولا ًهذه ليست روايات صحيحة ، إنها روايات الهدم والتخريب في تراثنا وتاريخنا الأسلامي العظيم ..
وثانياً : إن أهل البيت عليهم السلام أبرأ الناس من هكذا عبارات ودسائس وإتهامات باطلة لأصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، فهم عليهم السلام لايسبون،ولايلعنون ولايشتمون أحداً من خلق الله ، وهناك عشرات الروايات الصحيحة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام التي لايسمحون لأحد من أتباعهم وأشياعهم أن ينالوا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ينتقصوا من قدرهم وجهادهم ومكانتهم ..
 وفي نهج البلاغة الجزء الثاني كلام للأمام علي عليه السلام وقد سمع بعضهم ينال من أبي بكر وعمر فقال عليه السلام وهو غاضب : [لاأسمع أحداً ينال من صاحبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا جلدته حّد الفرية ] .. وهذا الأمام زين العابدين  علي بن الحسين عليه السلام ، يطرد من مجلسه بعض من رجال الشيعة وقد سمعهم ينالون من أبي بكر وعمر ،كما ذكر ذلك العلامة السيد هاشم معروف الحسني في كتابه [ سيرة أهل البيت ج2ص265].!! فهل إقتدينا بأمامنا السجاد عليه السلام وطردنا أحداً من مجالسنا أو بيوتنا وهو يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !!
لأنه وبصراحة نقول : ماهي نتيجة السب واللعن ؟....النتيجة أن يسبك الآخرون ، وعندما تسب والديّ إنسان ، فسيسب ذلك الأنسان والديك !! وقد ورد في الحديث الشريف سؤال : (أيكم يسب والديه !!قالوا لا أحد منا يسب والديه ، ونحن نحترم آباءنا،قال : أنكم تسبون آباء الناس  فيسبون آباءكم )..وبذلك تكونون السبب في ذلك ، والله سبحانه وتعالى عرفنا إياها في الدائرة الأوسع ، دائرة الذين نختلف معهم في العقيدة ،هؤلاء الذين يعبدون غير الله أو يلتزمون نهجاً غير نهج الحق ، كيف نحاورهم ، كيف نواجههم بالسب ، وما الفائدة ، هل نهديهم إلى سواء السبيل !!
أن لغة السباب هي اللغة التي تعيش في كثير من المجتمعات المتخلفة ،والسّب عادةً مايكون لتفجير الغيض ،وإذلال المقابل وإهانته ،ولكن ماهي نتائج هذاالسب ؟ بحيث أنت تسب والأخرون قادرون على أن يسبوا، قال الشاعر :
لسانِك لاتذكر به عورة أمريء       فكلك عورات وللناس ألسن ُ
وعينك إن أبدت للناس معايباً       فصنها وقل ياعين للناس أعين ُ
لست وحدك الذي  عندك لسان ، ولا الناس الذين تسبهم وحدهم عندهم عيوب  ونقاط ضعف ، فأنت عندما تسب إنساناً فهل نجعلهم مؤمنين  إذا كانوا كافرين ؟ هل عندما نسّبهم ونسب مقدساتهم نجعلهم مهتدين إذا كانوا ضالين ؟! عندما نسبُ لهم رموز الظلال عندهم فإننا نزيدهم تعصباً لأن كل إنسان عندما تهاجم مايحب بطريقةٍ فجةٍ ، فإنه يبادر الى أن يعتبر المسألة إساءة له ، فيحاول أن يسب من تلتزم به ، ومن تقدسه وتحترمه ويريد أن يؤذيك كما آذيته ، ويريد أن يسيء إليك كما أسأت إليه .
إن الله  جعل من غرائزنا الطبيعية إن الأنسان يتعصب لعمله ، ويتعصب للرموز التي تمثله ( ولا تسبوا الذين يدعون من دونة الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) الله يقول : هذه المعادلة من أين تأتي ، أنك إذا سببت هؤلاء  فإنهم سيسبون الله (كذلك زينا لكل أمة عملهم ) كل إنسان يعتبر أن الحق معه ، فعندما تأتي وتصدمه رأساً ، تقول له يازنديق ، ياكافر ،يافاجر ، وتسب له مقدساته كلها ، إذا أطلقت عليه رصاصة فسوف يطلق عليك رصاصة ، الكلمة التي تريد أن توجهها لأنسان فيما يحترمه ويقدسه دون سابق أنذار ، هذه الكلمة رصاصة ، ولكن رصاصة معنوية ، الرصاص يصيب الجسم ، والكلمة تصيب الكر امة ، أذا إستثرت كرامة أنسان فإنه سيثور ، وإذا ثار فإن طريقته في  الثورة هي أن يبادرك بمثل مابادرته به ، فيسب الله إذا كان كافراً وكنت مؤمناً ( ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم كذلك زينا لكل لإمة عملهم ) إنه سب لايفيد  ولا يحلُّ مشكلة ، بل يعقد ، لكن يمكنك أن تقول يافلان تعال نتفاهم ،أنتَ برّد عقلك وأعصابك ، وسأبرّد أنا عقلي وأعصابي ، ثم نبدأ الحوار والنقاش بكل هدوء و أريحية ، ولابد من أن يكون المسؤولون قدوة لغيرهم ،لأن المشكلة في كثير من الناس أنهم إذا أطلقوا السباب كعنوان لطريقهم في الصراع ،فإن ّكل الناس الذين يتبعونهم يتحولون إلى سبّابين يستهلكون كلماتهم وربما يزيدون عليها لأنهم يعتبرون ذلك ضوءاً أخضر من كبرائهم وقادتهم ،مثلما يقول الشاعر :
إذا كان رب البيت بالطبلِ ضارباً      فشيمة أهل البيت الضرب والرقص ُ 
 الأمام علي عليه السلام يمثل لنا الخط والقدوة يقول :(إني أكره لكم أن تكونوا سبابين ، ولكنكم لو وصفتم  أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر ) إذاً قل الكلمة تكون حجة ٌ لك ، وقل الكلمة التي تكون صواباً، ثم لاتكن روحيتك أتجاه الناس الذين تختلف معهم روحاً تدميرية ، ولاسيما أذا كانت  الخلافات  في دائرةٍ واحدة ٍ ، دائرة يؤمن أفرادها بالله  ويختلفون بالطرق التي تؤدي إلى الله، أو يختلفون في طريق الأستقامة والأنحراف ، لاتكن روحك روح الأنسان الذي يشتهي الفتنة ، أو يشتهي الحرب أو يشتهي التدمير ، لتكن روحك روح الأنسان الذي ينظر إلى من يختلف معه نظرة عطفٍ وإشفاق ورثاء ،وأمل كبير بأن تنفتح عليه، وينفتح عليك  في المستقبل .
ولهذا أرادنا الله سبحانه وتعالى  أن نتكلم  الكلمة الطيبة من أجل أن نشارك في إيجاد العلاقات على هذا الأساس ،وحتى عندما أرادنا أن نجادل قال ،إنك تجادل الناس لا لتسجل النقاط عليهم ، ولكنك تجادل الناس لتهديهم إلى سواء السبيل ،ولذا حاول أن تقول الكلمة الأحسن حتى تفتح الطريق إلى عقل الناس ، وهذا في كل المجالات ، سواء في البيت ، أو في الشارع ، أو في ساحة العمل السياسي و الأجتماعي ، حتى يكون مجتمعنا  مجتمع الكلمة الطيبة ، لا مجتمع الكلمة الخبيثة ،
إن مشكلتنا أننا نفكر في الأمور بتوتر ، إننا نريد أن نركز هذه النقطة ، حتى نصل إلى مرحلة المجتمع المهذب في إجتماعه ولقاءاته، الذي يملك نظافة اللسان ،ويمارس عملية إحترام الناس بعضهم لبعض ، فالسب لايمثل حالة إحترام في حياة الناس ، ثم أن الله سبحانه وتعالى يريد منا كمؤمنين أن لانزيد العداوة بين الناس ، عندما يصبح الناس أعداءك لأنك مؤمن ، فهنا المسؤولية ليست مسؤوليتك ، ليس ذنبك إن عاداك الأخرون لأنك إنسان شريف ، بل تتحمل المسؤولية إذا صاروا أعداءك لأنك تسبهم ، وتشتمهم ، وتتكلم عليهم بدون حق ..
فلا بد أن تكون وسائل الصراع وسائل مهذبة  ومعقولة حتى يمكن أن نصل في صراعاتنا سواء كانت سياسية أو أجتماعية أو عقائدية أو أقتصادية إلى النتائج والأهداف الكبيرة والمهمة في الحياة الأنسانية ،وأن تكن كلمتنا رحمة وليس نقمة حتى على من يخالفنا في الرأي والأعتقاد ،  وهناك حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  يقول فيه :(إني لم ُأبعث عذاباً إنما بُعثتُ رحمةً للعالمين )... فاستحق قول الله تعالى فيه ( فبما رحمةٍ من الله لنِتَ لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك )آل عمران 159) .
هذا هو الأسلوب  الصحيح الذي يرسمه لنا القرآن الكريم والذي يجب أن ننطلق فيه في العلاقات الأجتماعية والعقائدية والعلاقات العامة ، وليس السباب والشتم واللعن والتنكيل والنيل من الأخرين هو أسلوبنا ولغتنا في هذه  الحياة ، لأنه في الواقع أسلوب الجاهلين ، ولغة المتخلفين، وغرض الحاقدين ..
فأذا أردنا أن نحفظ دمائنا وبلادنا ونقطع دابر الأرهاب والقتلة ، فعلينا أن لانسمح لشيوخ الفتنة وعلماء السوء وبعض المخرفين من القرّاء والملالي والمنشدين الذين يثيرون الفتنة الطائفية في بلادنا  وذلك بالتهجم على رموز الأسلام ومقدسات المسلمين ويكونون السبب في دفع  المتطرفين لأستباحة دمائنا وقتل أطفالنا وتدمير بلادنا ، وأن الله تعالى لايسألنا يوم القيامة لماذا لم تلعنوا ولماذا لم تسبوا فلان وعلان ، ولكنه سبحانه وتعالى سيسألنا عن الدماء التي تسيل مثل الأنهار أمام أعييننا ونحن لانحرك ساكناً سوى الصراخ والعويل واللعن والسب والشتم ، وأن كل من لايعجبه هذا الكلام ويريد الأستمرار بما يسبب لنا آلاماً جديدة ومصائب قادمة فما هو إلا صاحب غرض شيطاني لايريد الخير للعراق وأهله ...ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ العراق وشعبه الصابر من كيد الكائدين أنه سميع مجيب ..
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الهادي البابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/21



كتابة تعليق لموضوع : لننهي المهزلة ....و نقضي على الأرهاب !!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : صالح الطائي ، في 2011/10/21 .

الأستاذ عبد الهادي البابي
لو كان الإرهابي يفكر بنفس طريقة تفكيرك، بل لو كان الإفتائي ورجل الدين ووعاظ السلاطين وحتى السياسيين يفكرون بنفس طريقة تفكيرك لما كان خلاف واختلاف بين البشر
كنت قبل قليل اتابع على قناة العراقية الفضائية جرائم الإرهابيين وكانوا يتحدثون عن جرائمهم وكانهم يتحدثون عن انجازات علمية جاءوا بها لخدمة البشرية! فماذا تفسر ذلك؟
من اعطاهم هذه الثقة بالنفس؟
من صور لهم الدين بهذا الشكل القميء؟
وقبل أيام تابعت برنامج السلفيين في الأردن فعرضوا لقطة لمجموعة سلفيين ملثمين واميرهم يهدد اليهود في فلسطين ويروي حديثا ينسبه لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول: قال الرسول: (لقد جئتكم بالذبح) وانا اقول لليهود كما قال النبي: لقد جئتكم بالذبح!
فهل تعتقد ان نبي الرحمي جاء بالذبح؟
ومن نقل هذا الحديث لهذا الحجري المتحجر؟
وماذا ممكن ان تفعل هذه الأحاديث بالأمة؟
شكرا جزيلا لهذا الموضوع القيم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net