صفحة الكاتب : صلاح التكمه جي

السيستاني صنع هوية و تاريخ العراق الجديد
صلاح التكمه جي

حزم امتعته غسان سلامة و ممثل الامم المتحدة و رحل الى النجف الاشرف في لقاء المرجع السيستاني ، بعد ان احتل بوش العراق وعين الحاكم الامريكي بريمر وشرع بوضع دستور للشعب العراقي على الطريقة الامريكية.
تحدث غسان سلامة عن لقاءه بالمرجع السسيستاني الى قناة بي بي سي : ان المرجع بعد استماع مطول للممثل الامم المتحدة الذي شرح وجهة نظر المحتل الامريكي في وضع دستور امريكي الى الشعب العراقي .
( يقول سلامة) ان المرجع السيستاني التفت الينا وقال ، ان الدستور يكتبه فقط العراقيين ، واحذر الجانب الامريكي من اي تدخل في كتابة الدستور.
(يقول سلامة ) سئلت المرجع السيستاني جنابكم جاد بتحذيركم الى الامريكان
اجابني المرجع السيستاني: امامك يومين لتبلغ المحتل الامريكي و اذا لم يرفع يده عن كتابة الدستور بعدها ساصدر فتوى للشعب العراقي
(يقول سلامة ):بعد خروجنا من اللقاء ، قلت لمبعوث الامم المتحدة ، يجب ان نذهب مباشرة الى بريمر ونبلغه برسالة المرجع السيستاني ، فاجابني ممثل الامم المتحدة هل انت جاد ولم هذه السرعة ، قلت له : انت لا تعلم مدى قوة وسلطة المرجع السيستاني ، اذا لم نسعف الامر خلال هذا اليومين ستحدث مشكلة كبيرة .
التفتت مقدمة بي بي سي الى غسان سلامة وقالت له ، غريب امر هذا السيستاني ما هي القوة التي يمتلكها التي يواجه بها قوة عظمى مثل امريكا
اجاب سلامة: انه يمتلك سلطة معنوية قوية قادرة ان تنتصر على اي قوة اخرى ، هذه القوة المستمدة من حياة بسيطة للمرجع السيستاني لكنها لها تاثير و نفوذ قوي على الشعب العراقي.

نعم المرجع السيستاني بفتواه الاستراتيجي ، صنع تاريخ وهوية العراق الجديد منذ عام 2003 و الى فتواه الاخيرة بوحدة تراب العراق المقدسة.
نعم هناك ثلاث فتاوى مصيرية للمرجع السيستاني حددت ملامح هوية العراق الجديد وصنعت تاريخه وهي
الفتوى الاولى : الموقف الصارم للمرجع السيستاني امام ادارة المحتل الامريكي و تجسد
أولا: في عدم لقاء باي شخصية امريكية منذ الاحتلال ولحد الان.
ثانيا : الموقف الصارم لمرجعية السيستاني في كتابة الدستور بايدي عراقية مقابل موقف الادارة الامريكية التي سعت ان تجلب معها دستور امريكي ليكون حجر الزاوبة في العراق الجديد، واعدت لهذا الدستور العديد من المستشارين و دربت العديد من الخبراء لها من اجل وضع دستور امريكي لها في العراق، واعد المحتل الامريكي تغطية اعلامية له تبشر بعراق ديمقراطي امريكي سيكون نموذج مثالي في الشرق الاوسط الجديد.
فتوى مرجعية السيستاني اربكت مخطط ادارة بوش التي ارسلت عدة رسائل تهديد للمرجع السيستاني من اجل منع تدخله في كتابة دستور بايدي عراقية.
لم ينفع التهديد الامريكي و انتصر السيستاني على جيوش المحتل الامريكي ، بفتواه المقدسة حول الدستور العراقي و شرعية التصويت له .
فتوى المرجع السيستاني حول الدستور كان الموقف الاول الذي صنع هوية العراق وتاريخه الجديد .

الموقف الثاني المصيري: فتوى الجهاد الكفائي للمرجع السيستاني الى الشعب العراقي وذلك بعد سقوط الموصل و وصول جحافل عصابات داعش الى اسوار بغداد و سكوت الادارة الامريكية عن هذا الغزو الداعشي الجديد ، الذي اعتبره اوباما انها حرب طائفية ليس من مصلحة ادارته التدخل فيه.
لم يمض فترة وجيزة من حديث اوباما الذي تحدث به من الرياض ، حتى اصدر المرجع السيستاني فتواه التاريخية ، بالجهاد الكفائي للشعب العراقي في طرد داعش، هذه الفتوى التي اعطت للشعب العراقي روح جديدة جعلت منه يهب كرجل واحد امام الغزو الداعشي ، و كان فتوى السسيتاني وتلبية المليونية للشعب العراقي لها ، اعطت رسالة تهديد الى اوباما ، انه لا حاجة لتدخلك القذر و لا حاجة لأتفاقية الاستراتيجية و التي تعهدت بها للدفاع عن العراق امام اي غزو يهدد ارضه وشعبه.
نعم فتوى الجهاد الكفائي وتلبية المليونية للشعب العراقي لها بحماس منقطع النظير ، قد انتصرت اولا على المخطط الامريكي الذي صنع جيوش داعش لغزوها العراق ، تمهيدا لتقسيمه ، وانتصرت فتوى السيستاني ايضا على الغزو الداعشي التكفيري الذي ارعب المنطقة والعالم بحربه النفسية وقتله الاجرامي المرعب الذي فاق التصور و زرع الخوف والرهبة في نفوس شعوب المنطقة ، الا ان المرجع السيستاني اسقط مفعول الرعب الداعشية ، وصنعت فتوى الجهاد الكفائي والتلبية المليونية لها رعبا جديد تجسد بقتال ابطال الحشد الشعبي الذي اسقط معادلات المخطط الصهيوني والامريكي في انشاء دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام.
نعم فتوى الجهاد الكفائي للمرجع السيستاني صنعت مجتمعا جديدا للشعب العراقي و تمخض عنها مولود جديد اسمه الحشد الشعبي الذي رسم ملامح هوية للعراق الجديد وصنع تاريخه المعاصر.

الموقف الثالث والمصيري للمرجع السيستاني هو فتواه الاخير الذي أكد على وحدة تراب العراق المقدس و رفضه للتقسيم ، هذا موقف المرجع السيستاني اربك الغزل الامريكي الذي كان يغازل به المشروع الصهيوني في فرحته بانشاء دولة اسرائيل ثانية في شمال العراق.
موقف المرجع السيستاني استدعى من الادراة الامريكية بعد ساعتين من فتوى وحدة تراب العراق المقدس ، ان تصدر بيان لها ترفض فيها الاستفتاء و تعتبره غير شرعي بعد ما كانت تعتبره خطأ تقديري في موقف الانفصاليين .
فتوى المرجع السيستاني الاخيرة قد جعلت كل ذرة من تراب العراق من شماله الى جنوبه مقدس و واجب الدفاع عنه ضد اي مخطط لتفتيت و وحدة وتراب ارض ما بين النهرين .
نعم فتوى المرجع السيستاني الاخيرة ، اعادة هوية العراق من جديد بعد ان كاد المشروع الصهيوني ان يفتتها و خطط لنهاية العراق بعد اقامة دولة اسرائيل الثانية في شماله.
فتاوى المرجع السيستاني في المواقف الثلاثة المصيرية امام المخطط الامريكي هي التي رسمت ملامح هوية العراق الجديد وصنعت تاريخه المعاصر
فتاوى المرجع السيستاني المصيرية جعلت من عراق فتوى الجهاد الكفائي ، عراق الحشد الشعبي ، ان لا يقبل القسمة الا على واحد ، الا وهو العراق الدستوري الموحد من شماله الى جنوبه .
هذه هي هوية العراق الجديد التي صنعها المرجع السيستاني بفتاوي مباركة و مصيرية وكان مسك ختامها هي فتوى وحدة تراب العراق المقدس. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح التكمه جي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/03



كتابة تعليق لموضوع : السيستاني صنع هوية و تاريخ العراق الجديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net