صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

رجال الدين والهروب من الميدان ...
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أشد ما يؤلم هو سماع تلك الأصوات الشاذة التي تحاول النيل من رجال الدين,وكأن رجل الدين هو المتسبب الرئيسي بضياع البلد ونهب خيراته, والمحزن في الأمر أن تلك الاصوات والصيحات دائما ماتنطلق من بؤر في الوسط والجنوب العراقي, والأدهى من ذلك أن مطالب بعضهم وصلت بتولي المناصب العليا ليهودي اومسيحي, مع جل تقديرنا لجميع الديانات, فنحن مسلمون اولاً.

أغلب المنادين هم من جيل لم يعي حقيقية الظلم والأضطهاد الذي عشناه في حقبة النظام السابق, وقد استولت أكاذيب مواقع التواصل الأجتماعي على عقولهم, والتي تحرك من قبل أيادي خفية, ذات أجندات خارجية تحرك قواها أنى شاءت ومتى ارادت, وفق أهداف معدة مسبقاً.

منذ تاسيس الدولة العراقية, لغاية عام 2003 لم يكن لرجل الدين السياسي اي دور يذكر في بناء الدولة او المشاركة في تشريع قوانينها, بل على العكس تعرضوا لأبشع أنواع القتل والتعذيب والتهجير على يد الحكومات المتعاقبة, واجهزتها القمعية, وملئت بهم السجون وشردوا في أصقاع العالم مابين مجاهد يحاول استرجاع حقوقه المسلوبة وبين من باع نفسه الى دول الجوار, وأصبح عاهت على الدين ورجالاته.

لنتحدث بلغة الأرقام ومدى وجود وتاثير رجال الدين في المشهد السياسي, ولنتفق أن هناك رجال دين أصحاب مشروع سياسي, وهذا حق يكفله الدستور لهم ومن هم في موقع القرار, بالأجهزة التشريعية والتنفيذية,فمنذ تأسيس الجمعية الوطنية الأولى عام 2003 كانت نسبة رجال الدين هي 5%, بعدها على مدى الفترات والدورات اللاحقة لمجلس النواب كانت نسبة رجال الدين هي 1% اي ستة أعضاء من أصل 325 عضو, وفي مجالس المحافظات 5% اي عشرين عضو من أصل 450عضو, وبالتالي تعتبر هذه النسب ضئيلة اوتكاد تكون معدومة في تأثيرها بالقرار السياسي.

في مجال العمل التنفيذي فتكاد تكون معدومة سوى هيئة الحج والعمرة والوقف الشيعي, اما العمل السياسي فهو متاح للجميع لرجل الدين ولغيره وبكل الأحوال فأن أغلب الكتل السياسية صاحبة القرار في البلاد, فأن نسبة رجال الدين فيها لاتتجاوز 1% من مجمل القوى السياسية العاملة والتي تصل أعدادها الى مئات الأحزاب والكتل, أذن كيف يتم الترويج الى أن مشكلة العراق هي رجال الدين والعمامة!.

هل ان هذه النسب التي لاتكاد تذكر هي من يدير الوزارات والهيئات والمحافظات ام ان أغلبهم من المدنينين والكفاءات, فالخلل بنسبة 95% التي تحاول تصدير فشلها ورمي عجزها على رجال الدين, فهذه الثلة من رجال الدين قدمت من التضحيات ما يجعلنا نقف أمامهم بتصاغر, فهم وحدهم القادرين على تحريك الشارع والدفاع عن البلاد, في حين عجز غيرهم تكوين فوج واحد في حرب العراق ضد الأرهاب وفشل في أدارة وزارة اوتقديم خدمة بسيطة!.
وأذا أردنا أن نتحدث عن نجاح العمامة في الأدارة فسأذكر مثال واحد فقط لاغير وهو العتبة العباسية وما تحققه من طفرات في مجال الأعمار والبنى التحتية والخدمية والأستثمار الذي أذهل العالم فأن كنا منصفين لنذكر هذه العمامة, وغيرها الكثير من الشواهد التي لامجال لذكرها ولكن يكفي أن نذكر مستشفى الكفيل ومزرعة فدك ذات المليون نخلة.

رجال الدين قدموا الاف الشهداء في معارك تحرير العراق في حين غيرهم يتسكع في حانات وبارات اوربا, رجال الدين قدمو المال والولد والعمامة تخضبت بدماء الشهادة, ليأتي الفاشلون ليقذفوها بفجرهم وفسادهم , فالنوايا واضحة والنيات مبيته والهدف واضح هو التسقيط لابعاد الناس عن ممثلهم الحقيقي وهي العمامة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/07



كتابة تعليق لموضوع : رجال الدين والهروب من الميدان ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net