محاربة الفقر
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أعلنت الحكومة عن تخصيص 770 مليار دينار لمكافحة الفقر في بلادنا ورسم سياسات اقتصادية واجتماعية للارتقاء بمستوى حياة الفقراء ،وقد تضمنت هذه السياسات توفير الخدمات من مياه صالحة للشرب ومجارٍ للإحياء والبلديات ومدارس ،اضافة الى اعطاء قروض للمواطنين لانشاء مشاريع صغيرة تدر دخلاً للمستفيدين منها.

ان سياسات مكافحة طويلة الامد لاتقتصر على ميزانية عام واحد ،فالعراقيون الذي ينطبق عليهم مفهوم الفقر او الذين يعيشون تحت خطه المتعارف عليه دولياً يشكلون ثلث السكان وهم بذلك فئة كبيرة تتطلب جهداً وتخصيصات مالية هائلة لانجاز هذه السياسات ،وانتهاج خطط مجربة لاتختلط بها تقديم الخدمات والعمل على رفع مستوى دخول هؤلاء المشمولين بها .

مما اعلن القروض وحدها المخصصة لعلاج بطالة المعوزين ناجحة،فهي تشكل حلاً دائما ودخلاً ثابتاً قد يتجاوز الحد الادنى للمعيشة،ويمكن ايجاد فرص عمل واسعة لافراد من عوائل تعاني من شظف العيش وتأهيل ابنائها للعمل في القطاع الخاص والعام ،وخصوصاً في الاخير اذا تمت التعيينات بعيداً عن المحاصصة والحزبية الضيقة نعتقد ان بناء المدارس وايصال المياه الصالحة للشرب والخدمات الاخرى لاتسهم في التخفيف من حدة الفقر بشكل مباشر ،كما ان هذه الخدمات من واجب الدولة ومسؤوليتها تقديمها للناس من جميع الفئات ولاتؤثر في زيادة او قلة مداخيلهم في المناطق الفقيرة .

صحيح ان هذه الفئات بحاجة الى مثل هذه الخدمات في مناطقها ولكن الاهم هو توفير دخل ثابت وليس مؤقتا ،لكي تتناقص الاعداد المحتاجة ولاتعود الى اوضاعها الاقتصادية المتردية ،والدخل الدائم يساعد على الارتقاء بالمجالات الاجتماعية والحضرية .

اتباع مثل هذه السياسة لا يساعدون في القضاء على الفقر تدريجياً فقط ،وانما يسهمون في إنعاش الاقتصاد الوطني وتنميته،والارتقاء بكفاءة الافراد وانقاذهم من التهميش واشغالهم بما هو مفيد لهم ولوطنهم ،وابعادهم عن اليأس في اصلاح احوالهم واللجوء الى اللامبالاة والتطرف .

ان استيراتيجية ناجحة لمحاربة الفقر بحاجة الى ان تكون ذات اليات مرنة وبسيطة وبعيدة عن التعقيد والروتين وتسند الى ايادٍ نظيفة مؤمنة بخدمة هذه الفئات التي تتطلع منذ ثماني سنوات الى آفق ينهي معاناتها .

الموضوع السابق كيف يتم اختيار المسئول؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat