صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

مرض النفاق السياسي وصراعات السلطة
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الخلاف بين الحكومة الاتحادية واقليم كوردستان هي حالة مستمرة لاسباب عديدة يستغلها بعض الساسة المرضى والعطاشى لتسيد والسلطة ولهم هوس تمزيق البلد في ظل اجندات خارجية وخارطة الشرق الاوسط الجديدة والتي تعد مسرحًا للعديد من خطط التقسيم وإعادة الرسم، بداية من خطة أودد ينون ومشروع برنارد لويس، مرورًا بالمشاريع الصحفية البحثية"ووفقا للخارطة فإن دول سوريا والعراق واليمن وليبيا سوف لن تعد قائمة، وتحل محلها مجموعات متنازعة تحكمها الهويات العرقية والطائفية، وتخلص الخطة إلى خريطة دقيقة جغرافيًا وغير سليمة سياسيًا يمكنها أن تفسر الأمور بشكل خريطة سياسية ليست دقيقة من الناحية الجغرافية". الذي يهمني فيه العراق فقسمته تاتي بهذا الشكل اولاً :الى سني في الشمال (لصيق للدولة السورية)،ثانيا: عراق شيعي في الجنوب، ثالثاً: دولة كردية متاخمة لأكراد تركيا وسوريا، دون اي مواقف واضحة للسياسيين الطامحين بالتقسيم لا بل نال تأييدهم في الكثير من الاوقات ويعملون عليها .ولكن الشرفاء فقط هم وحدهم الذين أعلنوا موقفا واضحا وصريحا، منذ بداية الاحتلال الأمريكي وإفرازاته، وأخطرها قانون تقسيم العراق الذي طرحه جو بايدن نائب الرئيس الامريكي السابق وجوبه بالرفض من جانب القوى السياسية الشريفة في الداخل والمنطقة و الذي يمثل خطوة شريرة على طريق التفتيت، وإعادة صياغة الخارطة السياسية، للمنطقة العربية وفقا للاستراتيجية الأمريكية، بما يخدم أهداف السيطرة على مقدراتها، وتهيئة المناخ لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد. رغم ان الطرح لازال قائماً وشرع للتنفيذ إلا انه فشل في الكثير من البوادر لانه اصبح مكشوفاً مع تواصل الحرب في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وهناك تقسيمات قائمة بحكم الواقع على أي حال. ولكن.. هل سترضى شعوب هذه الدول بما يخطط لها ؟ وطبعاً لا والف لا وعملوا خلال السنوات المنصرمة على دحر مشاريعها.. وهو مسؤولية عراقية واقليمية جماعية، يقود ركبها، ويتقدم صفوفها فرسان المقاومة، وليس أولئك الذين يجرون خلف أذيال الخيبة والهزيمة.

لنعود الى اصل الموضوع في واقع الحال فان النفاق السياسي ليس جديداً في واقع الحياة الانسانية وهذا المفهوم راسخ في الذهن البشري منذ بداية الخليقة ،.

إننا الان امام نوع من النفاق السياسي، لبعض الوجوه ، يتعاملون بدون مبالاة أو اكتراث تجاه جرائم التفتيت في العراق، ويشاركون بالعدوان من خلالها، ويرفعون عقيرتهم، استنكارا وغضبا، باسم الدفاع عن وحدة الأراضي العراقية حين لا تنسجم المواقف والقرارات مع استراتيجياتهم وتكتيكاتهم كذباً

ويتفقون في السر عكس ذلك .

في العراق الحالي الذي لايوجد فية مقياس جماهيري أو رأي عام غالب يمكن ان تبني عليه مواقف مستقبلية او ترسم على أساسه خطط سياسية او تتوقع من خلاله اتجاهات الحراك السياسي ، لازال اكثر القادة يعيش حالة النفاق السياسي لسقوط اهليتهم في الشارع وفقدان الثقة بهم وهم يتصارعون من اجل البقاء فقط كما نشاهدوه من خلال مناقشة تغيير المفوضية العليا للانتخابات التي تعيش الاحتضار من اجل تاجيل الانتخابات والبقاء في السلطة لفترة زمنية لا يعرف اخرها خلافاً للدستور القائم .

اكثر الساسة في عرفهم الديمقراطية  هي "الفوضى"، و الفدرالية تعني مجموعة الحواضن يتصارعون عليها كل واحد منهم لسرقة مزيد من القطعان، و القانون عندهم هو مجموعة أعراف تختلف من مجموعة إلى أخرى، و الحكومة المركزية تمثال شمعي لا يستطيع ضرا و لا نفعا لأحد، وموارد دعم الإرهاب يأتي نتيجة طبيعية لتنفذ بعض الاحزاب في السلطة والتصارع من اجل تقسيم السرقات ( موارد الميزانية ) وهو مانشاهده في المحافظات الغربية مع الاسف الان والتغييرات المستمرة للمحافظين نتيجة الصراعات ذات الطابع العشائري فيما بينهم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/13



كتابة تعليق لموضوع : مرض النفاق السياسي وصراعات السلطة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net