صفحة الكاتب : ياسر سمير اللامي

العاصفة قادمة نحو أربيل فانتظروا
ياسر سمير اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شهدت الساحة السياسية العراقية احتداما كبيرا خلال الشهرين الماضيين، وانتج ذلك مادة إعلامية دسمة برز على أثرها عدد كبير من السياسيين والإعلاميين والمحللين السياسيين على شاشات التلفاز، كلا يبدي ما يضمره داخل قلبه من مواقف قد تكون في بعض الأحيان عاطفية، وانفعالية لاواقعية فيها. 
والصراع هذا ناتج، عن إقدام شمال العراق على عمل الإستفتاء داخل مناطق إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها، وعلى الرغم من المحاولات الدولية بالضغط على رئاسة الإقليم للرجوع عن السير بتلك الخطوة، إلا أن الكرد قد اقدموا عليها دون حساب العواقب لقرارهم.
إن الحال قد تغير، والأمر قد أصبح أكثر تعقيدا من ذي قبل بعد انقضاء نهار الخامس والعشرون من أيلول المنصرم، وردا على ذلك التهور الكردي قد تتابع صدور عدة قرارات دولية من دول جارة للعراق كتركيا وإيران، اتسمت بغلق الحدود والتهديد بعقوبات أخرى ستفرضها لاحقا إذا لم يلغي الإقليم الإستفتاء.
ومن جهه أخرى أقدمت الحكومة الاتحادية على إصدار عدة قرارات منتجه، منها غلق المجال الجوي والبري، وتجميد الحسابات المصرفية، وملاحقة الموظفين المشتركين في الإستفتاء، والمطالبة بتسليم عائدات المنتجات النفطية، وتسليم المطارات والمنافذ الحدودية.
إن اللغة التي تنتهجها الحكومة العراقية، نقيمها بتقييم الإمتياز، كونها تتسم بطابع الهدوء وتبتعد عن التشنج والتصريحات المنفعلة، وقد يتصور البعض أن موقف الحكومة وقراراتها كانت ضعيفة ولم تكن بمستوى الطموح ،ولكن مع مضي الوقت ستتضح الصورة وتبان لمن أنتقد.
وبالنظر إلى كافة الظروف المحيطة بالإقليم، والمواقف الدولية الرافضة والقرارات الحكومية التي اتخذت، نستنتج أن الإقليم يسير نحو صراع داخلي تظهر معالمه بوضوح في الأشهر القادمة، والصراع هذا، ينحصر بين فريقين أحدهما يطالب بإلغاء نتائج الاستفتاء والجلوس مع بغداد للحوار، والفريق الأخر متمسك بعدم إلغاء نتائج الإستفتاء لكنه يؤيد الحوار مع وجود الإستفتاء.
ومع رؤية كل من الفريقين، نجد أن الضفة المقابلة للصراع والممثلة بالحكومة الاتحادية قد وضعت شرطان اساسيان للدخول في الحوار مع شمال العراق هما، إلغاء نتائج الإستفتاء، والرجوع للدستور لحل الخلافات مابين الإقليم والمركز باعتباره السقف الذي يحتكم الجميع تحت ظله.
وكنتيجة حتمية لنتائج العقوبات المفروضة، نجد أن الشعب الكردي هو أكبر المتضررين من ذلك، فالنتائج عادة لا تظهر بشكل سريع بل تبرز للسطح بصورة متتابعة، وبمرور فترة زمنية ستحل الكارثة، وكما قيل سابقا (حرارة المصاب لا يمكن تحسس ألمها الا بعد برودته)، لكن ذلك الحساب قد غادر عقول ساسة الكرد وشعبهم المفتون بحلمه الطفولي .
إن الحلم الكردي سينقلب كابوس وستزداد المعانات شيئا فشيئا، فالغذاء ومقومات الحياة اليومية ستنحصر عن قريب، وسوف تجتاح الحياة الاقتصادية في الإقليم كسادا لم يسبق له أن حصل، وهذا سينتج أزمة داخلية سيعتاش عليها معارضي مسعود البارزاني، وسيضغط الشعب على حكومة الإقليم للركون لبغداد والتحاور معها، لإن العواصف التغييرية قادمة بقوة نحو أربيل ومسؤوليها ولايمكن صدها بأي موانع أو تطمينات، كون الشعب لايحتمل مرارة العيش وقسوتة بعد أن تعود على الرفاهية وسعة العيش في السنوات الأربعة عشر الأخيرة، مع العرض أن الإقليم يعاني منذ عدة سنوات من أزمة إقتصادية وسياسية خانقة تعصف به، ولم يتمكن من حل طلسمها المعقد طيلة الفترة الماضية.
لننتظر التغيير السياسي في الإقليم الذي أوشك على التحقق، ولكن الفائز الأول هو العراق في هذا الصراع، حيث إن من يسعى لعودة الإقليم كما كان عليه أن يذعن لشروط الحكومة الاتحادية وبذلك ستحقق الحكومة ما لم يتحقق طيلة العقود السابقة في السيطرة على الإقليم داخليا وفرض القانون العراقي داخل أراضيه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياسر سمير اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/15



كتابة تعليق لموضوع : العاصفة قادمة نحو أربيل فانتظروا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net