صفحة الكاتب : زكية المزوري

لقمة مرة وهبات بخسة ومطالب
زكية المزوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا تسلم الحكومات الفاسدة من غضبة الشعوب مالم تنتبه سريعا وتعترف وتقاضي وتحاسب وتعدل وتنصف ، بينما نجد حكومتنا العتيدة وقد أقسمت اليمين أنها لن تُخرج القطنة من أُذنيها شأنها شان اللص الذي أراد سرقة جرس الكنيسة الذهبي فجاء بقطنتين كبيرتين وسد بهما أُذنيه كي لا يسمع قرع الجرس وهو يسرقه ، بينما نسى أن آذان الناس مفتوحة ، وما أن أقترب من الجرس ليلاً وامسك به حتى قُرع الجرس وسمع الناس فهبوا ورأوا السارق المغفل معلقاُ بالجرس .
السيد رئيس الحكومة نوري المالكي يتستر على المفسدين ويعفو عن المزورين وينصب السارقين والمتقاعسين وزراء في حكومته الثانية بعد أن أختبر فشلهم الذريع والمقيت في حكومته الاولى لا لأنه مغفل او سارق بل لنيل رضى الاحزاب والكتل التي قبلت بتنصيبه رئيسا للحكومة وأن كان يعلم أكثر منا أن حكومته المبنية على رضى الاحزاب ستفشل لا سيما وان رضى الاحزاب غاية لا تُدرك ، متناسيا ان فشل حكومتيه الاولى والثانية تسبب في قتل الاف العراقيين وفي جوعهم واذلالهم ومرضهم ، وما زال الشعب يصفق بيديه على ما جنى أصبع واحد مرغ رأسه بالحبر ( الازرق ) المزرق بالمؤامرات والدواهي والابتلاءات ، فرغم مليارات الدولارات التي صرفتها حكومته والتي وصلت للست سنوات الماضية من حكمه الى أكثر من اربعمائة مليار دولار ما زال الشعب العراقي يعيش صيفه وشتاءه بلا كهرباء او نفط او ثلاث من مواد البطاقة التموينية التي نهبها وزراءه ثم تستر عليهم ، خشية من زعل الاحزاب والكتل ، وليذهب الشعب الى جحيم الارهاب والجوع والقهر  في الوقت الذي يمكن فيه بناء دولة عصرية في الربع الخالي من الكرة الارضية بهذه الـــــــ اربعمائة  مليار دولار آنفة الذكر ومليارات الميزانيات التي تلتها وآبائنا وامهاتنا وهم في أرذل العمر يبيعون أكياس النايلون والسكائر ، وينشرون بضاعتهم التي لا تساوي عشرة دولارات مما يعد الساسة على الارصفة والطرقات ليأتي سافل مريض ليفجر نفسه الواهنة قريبا منهم لينتقلوا الى الرفيق الاعلى وفي قلوبهم حسرة على وطن منحوه اعمارهم ولم يمنحهم بالمقابل الا لقمة وحسرة وعبوة ناسفة ، وللان ما زال ايتام العراق الصغار يتكفلون عوائلهم وما زالت الارامل يستجدين المارة في الطرقات . آ!!!
في احدى جلسات البرلمان الماضية ، وقبل ما يقرب العام والتي ناقشت واقع البطاقة التموينية في مداخلة لاحدى البرلمانيات النجيبات ( رعاهن الله وحفظهن لنا نحن أرامل العراق وايتامه وفقراءه ) أقترحت على البرلمان العتيد ان يتبرع المواطن العراقي بالــ 15 الف دينار التي ( قد ) يهبها نيافة السيد رئيس الوزراء للشعب الكريم وقالت : أعتقد ان الشعب العراقي يستحق 150 الف دينار وليس 15 الف دينار لهذا اقترح ان يتبرع بها المواطن لبناء المدراس فالعراق بحاجة الى بناء المدارس وقالت الكثير ثم وصلت الى انها تملك اربعة سيارات حديثة وانها لا تطالب بسيارة اخرى من البرلمان كما يطالب بها غيرها ، في اشارة الى أقناع الشعب بالتنازل عن الــ 15 الف دينار والتي تقل قيمتها كما ذكرنا عن العشرة دولارات والتي استكثرتها هذه البرلمانية الحكيمة على الفقير واليتيم والارملة والمعوق والثاكل والثاكلة بحجة ان المواطن يستحق 150 الف دينار وليس 15 الف دينار ، ولا أدري لمَ لم تجهد البرلمانية النبيلة نفسها بمطالبة الحكومة بمنح المواطن هذه الـــ 150 الف دينار بدلا من مطالبة المواطن الفقير بالتبرع بالــ 15 الف دينار ن هذه القروش الحقيرة التي لا تكفي لشراء لعبة ليتيم او يتيمة في عائلة تتكون من عشرة ايتام .. !!
أتقوا الله في أنفسكم أيها البرلمانيون والبرلمانيات يامن تمثلون شعبا جائعا مريضا مقهورا ، سؤالي للاخت البرلمانية وحدة الجميلي : لو كنت ارملة ابعد الله عنك هذه الصفة وحالها وبخاصة في هذا الزمن ( الاغبر ) وفي ظل هذه الحكومة وهذا البرلمان الذي لا ينتبه لحالنا ، وكان عندك جيش من الايتام وتناستك الحكومة وغفلت عنك براتب او منحة ولم تجدي سقفا تملكينه ليأوي تحته أيتامك ، هل كنت سترضين ببرلمانية تطالبك بالتبرع بهبة حقيرة قد تعطيها الحكومة او لا تعطيها ، اما كنت ستنتظرين هذه القروش لتشتري بها قطعة لحم لتضعيها في مرق لايتامك ؟! .
أعلمي سيدتي الفاضلة أن هناك أيتام لا يذوقون طعم اللحم الا في المناسبات والشعائر الحسينية وولائمهم الربانية التي يشبع فيها ايتام السنة قبل أيتام الشيعة وكل فقراء العراق !! . فشكرا للامام الحسين  وشكراً لخدامه النبلاء وشكرا لعدالة السماء . .
شكرا لرئيس البرلمان الذي شكر البرلمانية ومر على ما قالته مرور الكرام .
شكرا لكل النواب الذين لم يستحوا من صمتهم ولم يذكرها أحد منهم أبدا بالميزانية المليارية التي من شأنها بناء ملايين المدارس العصرية في كل انحاء العراق .
شكرا لكل برلماني لم يجابه هذا الاقتراح بأقتراح من شأنه التبرع بمئة الف دينار من رواتب البرلمانيين لبناء وترميم المدارس لا سيما وان رواتبهم وان نقص منها خمسة مليون دينار فلن يتأثر بها برلماني او برلمانية لا سيما وان بعضهم يمتلك اربع سيارات كما قالت البرلمانية الفاضلة بلسانها .
شكرا للسيد نوري المالكي الذي عمل بنصيحة البرلمانية وامتنع عن توزيع الـــ خمسة عشر الف دينار كعيدية لكل عائلة عراقية وهي لا تساوي عشرة دولارات ولا تساوي ثمن حذاء واحد لأي ( بودي كارد ) محترم من ( بوديكاردات الحكومة او البرلمان لا سيما وان كل مسؤول أو برلماني يركض وراءه ما لا يقل عن خمسة من ذوي العضلات المفتولة ، فرغم مرور اكثر من سنتين على أعلان السيد المالكي لهذه المكرمة السخية وهي أول وآخر مكرمة للسيد المالكي لفقراء وآرامل وشهداء ومعوقي وثكالى العراق ورغم الاعلام المسيس الذي زمر وطبل لهذه العطية والتي سبقت الانتخابات ، للاسف أقول لم ينفذ السيد الرئيس وعده العظيم بتوزيع المكرمة الــ عشرة دولارات لكل عائلة ، فهنيئا لايتامنا بملابس العيد التي لا نشتريها الا كل ثلاثة أعياد ، وهنيئا لشعبنا الذي يطفو على بحار البترول والغارق في بحار الدم والرعب والجوع ، .
شكرا لرئيس الجمهورية الذي صرف مليوني دولار على سفرته الــ ( الغير نافعة ) والتي صرفتها له وزارة المالية وكأن راتبه ومخصصاته ومنحه ونثرياته ومخصصات رئاسة الجمهورية لا تكفي !! .
شكرا للسيد رئيس البرلمان الذي رمم وأثث بيته ومكتبه بما لا يقل عن ما صرفه السيد فخامة رئيس الجمهورية ، وشكرا لمن حقق في القضية ثم اغلق اذنيه لامر شاءته المصالح .
شكرا لاقلامنا الكبيرة المنشغلة بالكتابة عن الجميلات والممثلات والراقصات والقضايا المهمة في الوطن العربي .
شكرا لاعلامنا المسيس الراكع الخاضع المطالب باعلانات الوزارات واللاهث وراء الدولارات .
شكرا للحكومة التي لم توزع سوى مبلع 15 الف دينار عن حصة شهر واحد لكل مواطن عراقي فيما وعدت ولآلآف المرات انها ستقوم بتعويض المواطن بمبلغ 15 الف دينار عن كل شهر قصرت فيه دائرة التموين عن توزيع مواد البطاقة ، والجدير بالذكر ان وزارة التجارة ودوائر التموين لم توزع للان مواد الشهر السابع والثامن والتاسع والعاشر لسنة 2011 ، بينما لم يتم توزيع أكثر من مادتين او مادة واحدة للشهور المذكورة ، وعليه لم يستلم الناس سوى مبلغ تعويضي واحد  قيمته ( 15) الف دينار عراقي لكل فرد ولشهر واحد ، فأين هي الميزانية التي صرفتموها لدوائر التموين ووزارة التجارة وأين هي متابعة البرلمان ؟؟
أيها الناس أعتبروا ممن سبقكم وأحتكموا الى ربكم وقرآنه ولن أقول أنجيله فليس على سدة الحكم غيركم ، فلم تسمحوا للاقليات الاخرى أن يشاطروكم الحكم ، فكلكم أما عربي وأما كوردي أما سني وأما شيعي فأرجعوا الى القرآن واتقوه الله في أنفسكم الضالة التي لن تأخذ معها سوى رضى شعبكم أو سخطه عليكم .
اتقوا الله أيها البرلمانييون وأسرعوا بتشريع قوانين تقترب من واقع الفقير والارملة واليتيم ، اما شبعتم اما ملئتم الجيوب والبطون .
اليوم لن نقبل بعطية السيد المالكي البخسة ، بل نطالب بتشريع قوانين تكفل لنا نحن فقراء العراق حياة كريمة ، نطالب برواتب تقاعدية لكبار السن ولذوي الحاجات الخاصة وللارملة والمطلقة والزوجات المعنفات والايتام .
نطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية واعدام كل من تلوثت يده بدماء الابرياء واطلاق سراح من ثبتت برائتهم والاسراع بالاجراءات القضائية وتعويض عوائل المفقودين وتامين حياة عوائلهم برواتب ومنح وقتية حتى يتبين امر اوليائهم
نطالب بتوزيع عائدات النفط على جميع افراد الشعب صغارا وكبار عملا بالدستور الذي كتبتموه بأيديكم وعملا بأنظمة دول البترول
نطالب بتوزيع قطع الاراضي على الناس والكف عن تعقيد حياة المواطن بالابتعاد عن الروتين المقيت الذي تتبعه دوائر الدولة وبخاصة دائرة التقاعد العامة .
نطالب بالعمل الجاد من أجل رفع المستوى العلمي للتلاميذ والطلبة وتأمين حاجاتهم المادية والنفسية لتسهيل دراستهم .
نطالب بتوفير الخدمات فورا وبلا مماطلة  وبخاصة الكهرباء وفتح الطرقات ورفع الحواجر والعمل الجاد لرفع المستوى الامني ومحاسبة المقصيرين ومراقبة السيطرات .
نطالب بمراقبة وكلاء مواد الحصة التموينية ومحاسبتهم فقد لاحظنا تلاعبا من قبل البعض وان هددتهم بالكتابة عنهم هددوك بالقتل .
نطالب بحرية الرأي في شتى المجالات كي نتمكن من ابراز المعضلات التي تقف عائقا عن بناء دولة متحضرة
سنبقى نطالب حتى تحقيق العدالة ، فشكرا لمن يسمعنا ويستجيب ويطلب المغفرة من ربه وشعبه .


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زكية المزوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/27



كتابة تعليق لموضوع : لقمة مرة وهبات بخسة ومطالب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net