صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

السعودية العلمانية تتقبل العراقي الشيعي !
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العداء السعودي للعراق سيطر لفترة كبيرة على عقل صانع القرار السعودي، اذ حملت السعودية راية المدافع عن التسنن في العالم الاسلامي، لتقف بالضد من رمز التشيع في المنطقة، العراق بثقله التأريخي وعدد المراقد الشيعية فيه، اضافة الى القيادة الروحية للعالم الشيعي تجسدت في مرجعية النجف الاشرف، جعل منه الند الموازي للأول، وان كان يفتقد لأدواته وسلطته المادية، ليحكم العداء والتكفير والتفجير السياسة السعودية تجاه عراق ما بعد التغير، وبعد سنين من السياسات السعودية الفاشلة في المنطقة، وما ترتب عليها من خسائر فادحة بالاموال ومساحات النفوذ والدعم الدولي، نشاهد السعودية تستقبل رئيس الوزراء العراقي الشيعي، استقبالاً لم يكن ينتظره اكثر المتفائلين بأمكانية تطور العلاقات بين البلدين .

البحث عن خلفيات الانفتاح السعودي الكبير على العراق، يجعلنا نجمل سببين أساسيين في هذا الانفتاح والتطور السريع، اذ يرتبط السبب الاول بالتطورات الداخلية في السعودية، اذ بعد تولية محمد بن سلمان بولاية العهد، وانتهاج الاخير نهجاً لم تعرفه العربية السعودية سابقاً، وهو الذهاب بأتجاه بناء دولة علمانية تفصل بين الدين والسياسة، وتمنح المجتمع السعودي قدراً من التحرر، وتقوم بالتضييق على علماء الدين المتشددين والمتطرفين وحبس بعضهم، تحاول إرسال رسائل تطمينية الى دول الجوار لتغيير الصورة المرسومة عنها، من خلال الانفتاح وتقبل الاختلاف وتعميق الصلاة السياسية والاقتصادية والثقافية، وفي مقدمة الدول التي تسعى الى كسب ودها هو البلد الأكثر تضرراً من سياساتها السابقة !.

السبب الثاني قد لا يرتبط بالعربية السعودية، بقدر ارتباطه بالعراق الذي يستعيد مكانته السياسية الاقليمية والعربية، بعد خروجه منتصراً من التحدي الاصعب في حربه ضد داعش، وادارته لأزمته بحنكة وقدرة عالية على الخروج منتصراً من التحديات السياسية الداخلية، سواء المرتبطة بكيان التحالف الوطني ذو الاغلبية بعد عام حافل بالمؤسساتية والدبلوماسية في حل الازمات، ام في ادارته الرائعة لأزمة استفتاء اقليم كوردستان، وكل هذه التحديات وغيرها قبل ان تكون انتصارات داخلية، فهي تشكل رسائل خارجية مهمة ذات دلالات واضحة، وهي ان العراق يستحق ان يعود الى مكانته التي لم يشغلها أحد غيره، وان يتم استقباله استقبالاً يليق بالمنتصر وان كان رئيس وزرائه شيعي !.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/23



كتابة تعليق لموضوع : السعودية العلمانية تتقبل العراقي الشيعي !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net