صفحة الكاتب : محمد صادق الهاشمي

ضوء على الموقف الكردي بعد تداعيات كركوك
محمد صادق الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يتردد السؤال لدى الكثير، الى اين تتجهه الجهود السياسية في الاقليم بعد استرجاع الحكومة الاتحادية  كركوك والاراضي المتنازع عليها ؟.

باختصار شديد ان الاقليم الان ومستقبلا يبقي يراوح في مكانه ليعالج النكسات الداخلية، والتي قد يتعذر علاجها قريبا، ولكن بالنتيجة هي الطريق الى الحوار مع بغداد؛ فان الازمة في الاقليم هي الاصل وهي سبب كل ازمات الاقليم وسائر التداعيات بما فيه الاستفتاء.

فالاتحاد الوطني الكردستاني يحاول ان يجمع شتاته ويوحد اجنحته ليخرج بموقف موحد ورؤية سياسية واحدة، من خلالها يتم الاتفاق على مفردات ومخرجات الحوار مع بغداد، الا ان هذا الامر غير ممكن ومع كثرة الاجتماعات العلنية والسرية، والاسباب تكمن في قوة الجناح الذي يمثله كوسرت المتحالف مع مسعود، علما ان كوسرت ميال بشدة الى الخط البرزاني ليس كون اربيل مسقط رأسه، بل لأنه يتناغم مع البرزاني الذي يقويه داخل الاتحاد بعد تهميشه من قبل زوجة الطالباني، وهذا الخلاف قديم ، ويضاف له اشكال جديد وهو ظهور السيد (بافل) كمحورية سياسية داخل الاتحاد منافسة بقوة الى جميع القيادات بما فيهم السيد كوسرت لانه يريد ان يحتل موقع والده ويسير على نهجه.

الجدل قائم في (الاتحاد) قبل ان يحسم امره ويحدد مخرجات حواره مع بغداد، وبهذا يمكن القول ان الاتحاد في ظل هذاالظرف الداخلي للأحزاب الكردية لايمكنه ان يتخذ اي قرار بخصوص الاقليم وازمته.

يساوق هذا الصراع الخفي بين اجنحة الاتحاد جنوح السيد برهم صالح، الى بناء تحالف ديمقراطي انتخابي خارج الاتحاد الا ان مركز التوزان الذي ينمو ويصحح المسيرة داخل الاتحاد لاحقا، ويُمكن الاتحاد من اتخاذ قرارات مهمة تعالج الخلل داخله، ثم داخل الاقليم، ومن ثم تعيد العلاقات بين الاقليم والاتحادية الى سيرتها الاولى، او الى سيرة جديدة متوازنة وعلى اسس جديدة وجدية. اذن الاتحاد لابد ان يعالج الخلل داخل اجنحته اولا، ثم داخل الاقليم ثانيا، ثم مع الاتحادية ثالثا، وليس الامر بيسير.

حتى يخرج الاقليم برؤية ومخرجات موحدة في الحوار مع الاتحادية يحتاج الي تحديد طبيعة العلاقات مع البرزاني المازومة عبر التاريخ، وهذا الامر بعيد المنال سيما بين الطرفين بون شاسع في الرؤية عن كل شي، فضلا عن التعامل مع بغداد قبل وبعد عملية (فرض القانون) في الاراضي المتعايش عليها. وعليه ان الاتحاد يعيش ازمة اخرى وهي ازمته مع مسعود وطريقته وطموحاته و خطابه واشتراطاته.

قوة ثالثة تظهر لها رؤى مختلفة نوعا ما مع الاتحاد ومنسجمة معه في جوانب اخرى، فالتغيير والجماعة الاسلامية واحزاب صغيرة اخرى تمثل قوة مستقله ولها وجودها ورؤيتها وتعتقد ان الطريق الى بغداد يمر عبر تصحيح الوضع السياسي في اقليم كردستان، ومرتكزات التصحيح هي اعادة الشرعية للبرلمان والمؤسسات في الاقليم التي صادرها البارزاني، وتشترط استقالتة كمقدمة حل باتجاه الحوار مع بغداد، وإنقاذ الوضع السياسي والحكومي المتدهور في الاقليم .

خلاصة القول مالم يحسم الاكراد خلافاتهم الداخلية ويوحدوا رؤيتهم وينهوا الصراعات الخفية القديمة والجديدية بينهم من جهة، وبينهم وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني فانهم لن ولم يتمكنوا من طرح اي برنامج وشروط واسس للحوار مع بغداد، فالكرة في ملعب الكرد، وهذه نقطة خلل سوف تجعلهم يأتون الى بغداد في احسن الاحوال بضعف لايمكن علاجه.

من هنا يمكننا القول: ان الاقليم فقد قوته السياسية وبوضع لايمكن معه ان يستعيد عافيته. يضاف الى عمق تلك الاشكالات فان الموقف الدولي والاقليمي اكثر خذلانا للكُرد الذين ادخلوا انفسهم في مازق لايمكن معه ان يضحي احد بعلاقاته لاجل مجازفة عاجلة. من مسعود.

وهذا الرؤية الدولية القت ظلالها على الخليج والسعودية، التي تخلت والى الابد عن مشروع الدولة الكردية وجميع من تخلى عن مسعود ارجع السبب الى التباين الكبير والخلاف العميق بين الاحزاب الكردية وهذا ما أكدته الواشنطن بوست.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد صادق الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/25



كتابة تعليق لموضوع : ضوء على الموقف الكردي بعد تداعيات كركوك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net