صفحة الكاتب : نزار حيدر

أَلذِّكْرَى [الأَربَعُونَ] لانتِفَاضَةِ [ الأَرْبَعِينَ][١]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  والمعروفةُ بانتفاضةِ [صفر المُظفَّر] عام ١٩٧٧.
   إِنَّها من أَبرز مصاديق قول الامام الحَسن السِّبط (ع) لأَخيهِ الحُسين السِّبط (ع) {لا يَوم كَيومِكَ يا أَبا عبدِ الله} والذي سنأتي على شرحهِ!.
   لم يكن الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين الوحيد الذي نصبَ العداء للشَّعائِر الحُسينيَّة ويحاربها بقَسوةٍ ووحشيَّةٍ! ولن يكون الأَخير! إِلّا أَنَّ ما حصلَ لأَنصار الحُسين السِّبط (ع) وقتها في الطَّريق بين النَّجف الأَشرف وكربلاء المقدَّسة فاقَ التَّصوُّر إِلى درجةِ الخَيال!.
   ففي مُواجهةِ ثُلَّةٍ من المُؤمنين المُسالِمين العُزَّل [إِلّا من سلاحِ العقيدةِ والايمانِ وحبِّ أَهل البيت (ع)] الذين عقدُوا العزمَ على تحدِّي قرار السُّلطة بمنع النَّاس من السَّيرِ على الأَقدام لزيارة سيد الشهداء (ع) في الأَربعين كما هي العادة كلَّ عامٍ! واجهتهُم السُّلطة بكلِّ ما تملُك من قوَّةٍ عسكريَّةٍ [طائرات نفَّاثة ودبَّابات ومدافِع وأَحدث الأَسلحة الثَّقيلة والخفيفة] وكأَنَّ بغداد أَعلنت حرب تحرير فلسطين مثلاً أَو إِسقاط الاستعمار وهزيمة الإمبرياليَّة!.
   لا يمكنُ لأَحدٍ أَن يتصوَّر المشهد بالرِّوايةِ! ما لم يكُن قد رَآه بأُمِّ عينَيهِ وشاهدهُ وعايشهُ بنفسهِ مثلي! فهل للرِّوايةِ أَن تنقلَ مثلاً صورة الطَّائرات النفَّاثة وهي تحلِّق بشَكلٍ مُنخفضٍ فَوْقَ رؤُوس [المشَّاية] وتكسر حاجز الصَّوت لارعابهِم وإِرهابهِم ثمَّ تفتح واحدةٍ منها النَّار وتتسبَّب باستشهادِ أَحد أَنصار الحُسين السِّبط (ع) [الشَّهيد مُحمَّد الميَّالي] وكان بعُمرِ الورد؟! والذي حملَ المنتفضونَ معهُم ثوبهُ المضمَّخ بدمِ الشَّهادة إِلى قبرِ سيِّد الشُّهداء (ع) كشكوى دمويَّةٍ وشاهدٍ على ظُلم النِّظام المجرم لأَنصارهِ ومحبِّيه! وكدليلٍ على الاستعداد للتَّضحيةِ إِنتصاراً للقِيَم والمُثل العُليا التي ضحَّى من أَجلِها الحُسين السِّبط (ع) وأَهل بيتهِ وأَصحابهِ الميامين تحتَ شعار {إِنِّي سِلمٌ لِمَن سالمَكُم وحربٌ لِمَن حاربكُم} و {نُصرتي لكُم مُعدَّة}! أَم هل يمكنُ للرِّواية أَن تصوِّر الموقف وقد أَحاط النِّظام الشُّمولي كلَّ مداخل مدينة كربلاء المقدَّسة بالدَّبَّابات لمحاصرتِها والتي تجاوز عددها الـ [٥٠٠٠] آلاف دبَّابة! وكانت قَدْ إِتَّخذت مواقعها في الخنادِق وحالة الحرب! لتتحوَّل المدينة بالكاملِ إِلى ثكَنَةٍ عسكريَّةٍ؟! وهل للرِّواية أَن تُصوِّر منظر آلاف الشَّاحِنات التي انتشرت في كربلاء لاعتقال المؤمنين الذين تكدَّسوا فيها تحتَ حِرابِ أَزلام النِّظام والانطلاق بهم إِلى السُّجون والمُعتقلات في العاصمة بغداد كالأَمن العامَّة وغيرها؟!.
   وغيرِها الكثير جدّاً من الصُّور التي يعجزُ الوصفُ في وصفِها!.   
   فلماذا إِستخدمَ النِّظام البوليسي كلَّ هذه القوَّة المُفرطة في مواجهة ثُلَّة قليلة غير مسلَّحة بأَيِّ نوعٍ من أَنواع السِّلاح سوى بعض العِصي والهَراوات للدِّفاع عن نفسِها في اللَّيل من الهجمات المُحتملةِ للكِلابِ السَّائبةِ والحيواناتِ المُفترِسة؟!.
   لماذا كلَّ هذه القوَّة المُفرطة في مواجهةِ مسيرةٍ حسينيَّةٍ ليست سياسيَّةٍ بالمرَّة؟!.
   ٢٦


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/26



كتابة تعليق لموضوع : أَلذِّكْرَى [الأَربَعُونَ] لانتِفَاضَةِ [ الأَرْبَعِينَ][١]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net