صفحة الكاتب : وسام ابو كلل

لننصر الحسين
وسام ابو كلل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ألا من ناصر ينصرني، صرخة دوت في صحراء كربلاء، يوم العاشر من المحرم، عام 61 للهجرة، أطلقها الحسين عليه السلام، قائد أعظم ثورة إصلاحية عرفها التاريخ البشري، صرخة إمتد صداها على مر التأريخ، فكان الملبون للثورة يتوافدون بلا إنقطاع إلى مذابح الحرية، بطاقات تعجز عن تحملها عقول الطغاة، فكان الرد دمويا بقدر ما أحدثته تلك الثورات من هزات عنيفة للعروش الظالمة، التي ما إنفكت إلا وسقطت بعد أن إكتسحتها دماء الأحرار لتقوضها من جذورها.

صرخة دوت في أرض كربلاء، فكان الرد " إن كان لم يجبك بدني عند إستغاثتك ولساني عند إستنصارك فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري"، ردٌ تلهج به الألسن وتصدح به الحناجر في كل مكان وعلى مر العصور، رد عملي، حيث تقدم الأرواح رخيصة لأجل المبادئ بصور وأشكال مختلفة لكنها في نهاية الامر سائرة، على درب الحسين، في مقارعة الظلم وإحقاق الحق، فترى الشعارات، هيهات منا الذلة، مثلي لا يابيع مثله، وكأن الحسين بعث من جديد.

صرخة الحسين عليه السلام، لها إستجابة أخرى، غير بذل الروح، والضرب بالسيف والطعن بالرمح، بل إستجابة الفكر والعمل على ترويض النفس، وبناء الانسان المؤمن بما أنزل على خاتم الانبياء والرسل، بناء الأخلاق الفاضلة، حتى نرتقي بالانسان ليكون خليفة الله على الأرض، الذي باهى به الله جل وعلا ملائكته وأمرهم بالسجود له، نرتقي بهذا الإنسان لنبني الدولة العصرية العادلة، مؤسسين بذلك لدولة صاحب العصر والزمان، التي تنتظرها البشرية جمعاء إنتظار تعطش ولهفة، لأن فيها الخلاص الحقيقي.

صرخة الحسين وحدتنا، في مسيرنا إليه، فتزول كل الفوارق، بل حتى التشدد الذي غلب على طبائع البعض، يزول أثناء المسير، فالكل ينادي: لبيك ياحسين، ومن لا يمشي، يخدم بكل ما أوتي من قوة بدنية وروحية، وهنا يبدأ الألم، ملايين من البشر يمشي باتجاه واحد، بدعاء واحد، بروحية واحدة، الجميع يتالف ويتأزر، ولكن ما أن ينتهي الأمر ونعود الى مدننا، نتفرق فنصبح عُصيٍ مفرقة بعد أن كنا حزمة واحدة تأبى أن تنكسر.

صرخة توحد ملايين البشر، وملايين البشر لا يستطيعون التوحد لأجل إنقاذ أنفسهم وتوحيد بلدهم، وكأن لم يسمعوا قوله تبارك وتعالى ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)، انت تحب الحسين، تحب بلدك، تحب أن يكون قرار البناء الصحيح بيدك، حسنا فيما الإنتظار، لنضع يدا بيد، ولنترك كل شيء قد يفرقنا، القومية، المذهبية، الارتباط العشائري، بل حتى الاختلاف في التقليد، ولنترك وجهات نظرنا السياسية، ولنؤمن بالعراق الواحد، فإن توحد العراق ، إنتصر الحسين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وسام ابو كلل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/04



كتابة تعليق لموضوع : لننصر الحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net