صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

معركة الطف نتيجة تراكمات
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قال الحسين بن علي عليه السلام:" النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ‏ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ".

الحسين بن علي عليهما السلام, هو حفيد سيد المرسلين, صلوات ربي عليه وآله, وهو خامس أهل الكساء, وهناك أحاديث كثيرة بحقه, ومن تلك الأحاديث, قال سيد المرسلين محمد (ص) وآله:" حسين منّي وأنا من حسين أحَبَ الله من أحَبَ حُسَيناً، حسين سبط من الأسباط".

هل يحق لمن ينطق الشهادتين, أن يُقاتل من يرتبط حُبَه بِحُب الخالق؟؛ وقد كان رسول الباري, عليه أفضل الصلاة وأتَم التسليم, يُقَبَلُ الحسين عليه السلام مِراراً ويقول:"  أنت السيّد ابن السيّد أبو السادة ، أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة ، أنت الحجّة ابن الحجّة أبو الحجج تسعة من صلبك ، وتاسعهم قائمهم".

بعد مبايعة الإمام الحسن عليه السلام بالكوفة, جَهَّزَ جيشاً لحرب معاوية, بعد إعلانه الخلافة الأموية في الشام, وكانت النتيجة الاتفاق على وثيقة, جاء في أحَدِ بنودها, "أن يكون الامر, للحسن(عليه السلام) من بعده, فإن حدث به حادث, فلأخيه الحسين (عليه السلام), وليس لمعاوية أن يعهد الى أحد", صدق صلى الله عليه وآله وسلم, حيث قال:" إنّ ابني هذا سيد، وانّ الله عز وجل يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".

بعد استشهاد الإمام الحسن عليه السلام, على يد زوجته جعدة بنت الأشعث, التي وعدها معاوية, بالزواج من ابنه يزيد, إن هي قامت بذلك, ليولي ابنه يزيد خليفة, ناقضاً المعاهدة التي عقدها, مع الإمام الحسن عليه السلام, ففعلت تلك المرأة فعلتها, وكانت النتيجة انها ماتت من الجنون, حيث نقض معاوية اتفاقه, ولم يزوجها يزيداً.

بعد موت معاوية بن أبي سفيان, أرسل ابنه يزيد, للحسين عليه السلام, أن يبايع وإن لم يفعل, فيقتل ولو كان معلقاً بأستار الكعبة, ليخرج الحسين عليه السلام, من مكة المُكرمة قاصداً الكوفة, بعد أن جاءته الكتب, "أن اقدم علينا, يا ابن أمير المؤمنين, فإن الناس ينتظرونك، ولا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل والسلام عليك» (الأسرار الحسينية / 281".

كان الحسين عليه السلام, قد أرسل ثقته وابن عمه, مسلم بن عقيل, الذي خذله القوم, فاستشهد على يد أعوان يزيد, بعد قتال شديد, وسُجن بعض قادة الموالين للحسين (ع), أرسل والي الكوفة الأموي, زياد ابن أبيه, جيشاً بقيادة الحر بن يزيد التميمي, ليمنع الحسين عليه السلام, من دخول الكوفة, فسايره إلى أن نَزل ارض كربلاء.

حوصر ابن بنت الرسول, عليه الصلاة والسلام, ولكن الناس طُبعَ على قلوبهم, فحاربوا طاعة ليزيد, الذي أغدق عليهم بوعوده, التي لم يفي بها, كعادة أبيه في نقض الاتفاق.

ما أشبه اليوم بالأمس, حيث يبايع الفاسق والفاسد, ويحارب المُصلح والحكيم, من اجل حفنة من المال, او وعود بجاه أو وظيفة.  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/05



كتابة تعليق لموضوع : معركة الطف نتيجة تراكمات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net