صفحة الكاتب : بارعة مهدي بديرة

البكاء ابتسامة نصرة دائمة
بارعة مهدي بديرة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
... يعتمرنا  الوجع منذ أول  غسق المشيمة يكبر مع الانسان ليخترق عوالم الصمت  فيسري بيرق صوت يلوح في الافق   سلا ما ...وبعض هذا البكاء يعبر عن موقف فيكون هوية انسانية عظيمة الشأن ، وجراح الطف  الحسيني تتدفق حضورا يزدهي  بالمكارم ؟؟ والبكاء على الحسين عليه السلام هو شعور ليس مبتكرا انما اشار اليه النبي الكريم (ص)  وحرضت عليه زينب عليها السلام لما فيه من مشاعر انسانية لاتقتصر على  طائفة او مذهب ...، لذلك نجد ان مسألة البكاء على الحسين عليه السلام أخذت حيزا من أفكار الكثيرين ومشاعرهم وقد لهجت بها الألسن بفيض كثير  بين معارض ومؤيد..بين من يدري ويدرك عظمة الإمام (ع) ومكانته وتضحيته بنفسه الغالية فداء الدين.. وبين قاصر عن فهم وإدراك كل هذا
وقد واجهت هذه المسألة كثيرا من الاعتراضات لدرجة تهجم بعضهم بصراحة على هذه الظاهرة واعتبرها بدعة منافية للدين!
الدين الذي ضحى الحسين من أجله بنفسه الغالية وبهذا الدين القيم حارب الشرك والبدع..
لايدرون أن البكاء على الحسين (ع) هو بكاء على ثقل ثمين وفرع كريم وحزن مقيم..إنه دمع سائل لأعظم مصاب حل في التاريخ وليس لأجل حادثة قتل مريعة..
ألا ليس الرزية فقد مال،
ولافرس يموت ولا بعير،
أجل إن الرزية فقد حر..
يموت لموته خلق كثير..
يظنون أن مذهب الشيعة ليس لهم في دينهم ودنياهم إلا البكاء على الحسين (ع)
معتقدين بأن البكاء مظهر ضعف وانحطاط
ومن يظن بهذا فهو واهم مخطئ.. بل إنها عواطف مستوطنة وحب ولائي أزلي في النفوس.. وغصة دائمة لاتزيلها أفكار الحاقدين ولا دعوى أعداء الدين إلى يوم الدين..
سيدي ياحسين
تبكيك عيني لا لأجل مثوبة،
لكنما عيني لأجلك باكية..
تبتل منكم كربلا بدم ولا،
تبتل مني بالدموع الجارية..
ان النظرة إلى الشهادة والموت في سبيل الله من مظاهر النصر والبشرى والابتهاج.. وقد بلغ هذا من العمق والرسوخ في نفس امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام بحيث جعلته ضربة السيف على مفرق رأسه وهو بين يدي ربه يرفع صوته مرددا (فزت ورب الكعبة) فالكرامة والنصر والفلاح للشهيد ويبقى الألم.. والحزن.. والبكاء.. لغيره لما فقدوه من عزيز على قلوبهم..
وفقد الحسين (ع) سيد شباب أهل الجنة لاينسى أبدا ولاسيما أنه ابن بنت رسول الله (ص) وابن أمير المؤمنين (ع) والأعظم أن استشهاده مرتبطا بإحقاق حق وإزهاق باطل وإصلاح بين الناس والقضاء على البدع.. فعندها الدموع تسكب ولاتجف لفقد ثقل عظيم كان فرجا وهدى للأمة الاسلامية..
ويذكر الشاعر عبد الباقي العمري في رثائه عليه السلام:
ياعادل الصب في بكاء،
بالله ساعده في بكائك،
فإنه مابكى وحيدا
على بني المصطفى أولئك،
الإنس والجن والملائك،
الإنس والجن والملائك..
فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام وهو ابتسامة الجراح التي نمت فابذرت نصرة  باليقين الحسيني
ويا لفخر.. من تفيأ ظلال مرقده في  الدنيا ونال في الأخرة شفاعته‎ ‎

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بارعة مهدي بديرة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/31



كتابة تعليق لموضوع : البكاء ابتسامة نصرة دائمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : نورالسراج ، في 2012/01/02 .

تشرفت بكم أخ صادق شكرا لكلماتك الطيبة

• (2) - كتب : نورالسراج ، في 2012/01/02 .

تشرفت بكم أخ صادق شكرا لكلماتك الطيبة

• (3) - كتب : صادق مهدي حسن ، في 2012/01/02 .

أحسنتم كثيرا وفقكم الله لكل خير





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net