صراع السعودية وإيران: من هم الأعداء والحلفاء؟

منذ وقت طويل تعد السعودية وإيران خصمين إقليميين في الشرق الأوسط، لكن حدة التوترات بينهما زادت في الآونة الأخيرة.

ولكل منهما حلفاء أقوياء، وكذلك أعداء، في المنطقة. نستعرض في ما يلي اللاعبين الأساسيين في هذا الإطار:

السعودية

المملكة ذات الغالبية السنّية تعد واحدة من أكبر الدول المُصدّرة للنفط وأكثر الدول ثراء في العالم.

تعرب السعودية عن مخاوف من أن إيران تريد فرض الهيمنة على الشرق الأوسط، وتُعارض زيادة انخراط ونفوذ الدولة ذات الغالبية الشيعية في المنطقة.

ويبدو أن السعودية اكتسبت المزيد من الجرأة في عدائها لإيران من خلال موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المماثل في شدته تجاه طهران.

الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي الشاب وصاحب النفوذ المتزايد، يشن حربا طويلة الأمد ضد الحوثيين في اليمن المجاور. ويقول السعوديون إن الحوثيين يتلقون دعما من إيران، وهو الاتهام الذي دأبت طهران على نفيه.

وتدعم السعودية كذلك معارضين في سوريا، وترغب في الإطاحة بالرئيس السوري، بشار الأسد، وهو أحد الحلفاء الرئيسيين لإيران.

ويعد الجيش السعودي بين أفضل الجيوش تجهيزا في المنطقة. وتعد السعودية إحدى أكبر الدول المستوردة للسلاح في العالم. وتشير تقديرات إلى عدد قواتها يبلغ 227 ألفا.

إيران

أصبحت إيران جمهورية إسلامية في عام 1979، حين أُطيح بالملكية وسيطر رجال الدين على الحكم بقيادة آية الله الخميني.

وتنتمي الغالبية العظمى من الشعب الإيراني، الذي يبلغ عدده نحو 80 مليون شخص، إلى المذهب الشيعي، وتعد الدولة أكبر قوة شيعية في المنطقة. ويرجع للزعيم الأعلى الحالي، علي خامنئي، القول الفصل في القضايا الخارجية والداخلية المهمة.

وخلال العقد الماض، نما نفوذ إيران على نحو ملحوظ، خاصة بعد الإطاحة بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

ودعمت إيران الرئيس السوري، بشار الأسد، في حربه ضد جماعات المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية. ولعبت قوات الحرس الثوري دورا بارزا في التقدمات التي تم إحرازها في مواجهة الجهاديين السنّة في سوريا وكذلك العراق.

إيران بدورها ترى أن السعودية تحاول زعزعة استقرار لبنان، حيث تشارك جماعة حزب الله، المدعومة من طهران، في الحكومة.

وتعتبر إيران أن الولايات المتحدة هي خصمها الرئيسي.

تشير تقارير إلى أن إيران لديها بعضا من أنظمة الصواريخ الأكثر تقدما في المنطقة.

وهناك أكثر من 534 ألف فرد يخدمون في القوات النظامية التي تضم الجيش والحرس الثوري.

الولايات المتحدة

توصف العلاقات الأمريكية الإيرانية على أقل تقدير بأنها متوترة. ومن أبرز الأحداث التي أثرت على العلاقة بينهما عملية الإطاحة برئيس وزراء إيران في عام 1953 التي نسقتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه)، والثورة الإسلامية في إيران، واحتجاز رهائن في السفارة الأمريكية في طهران في ثمانينيات القرن العشرين.

على النقيض، طالما كانت السعودية حليفة للولايات المتحدة، بالرغم من أن العلاقة بينهما توترت إبان إدارة الرئيس باراك أوباما، خاصة بسبب النهج الذي اتبعته واشنطن في التعامل مع إيران.

أما ترامب فقد تعهد باتخاذ موقف أكثر تشددا مع إيران، وقد فعل، حيث تنصل من الاتفاق التاريخي الذي وقعته طهران بشأن برنامجها النووي إبان إدارة أوباما.

بالمقابل، أبدى البيت الأبيض والأسرة المالكة في السعودية حفاوة ببعضهما البعض.

ولم ينتقد ترامب أو إدارته النهج الإسلامي المتشدد الذي تتبعه السعودية بنفس الأسلوب الذي يربطون فيه بين إيران والإرهاب. كما لم يتم إدراج السعوديين على قائمة ترامب بالأجانب الممنوعين من السفر إلى الولايات المتحدة.

وكانت أول رحلة خارجية لترامب بصفته رئيسا للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، حيث التقى بالزعماء السعوديين والإسرائيليين الذين تجمعهم الرغبة في تقليل نفوذ إيران الإقليمي.

والسعودية هي الجهة الرئيسية لمبيعات الأسلحة الأمريكية.

روسيا

روسيا حليف لكل من السعودية وإيران، إذ تجمعها روابط اقتصادية وثيقة بكل منهما. كما أنها باعت أسلحة متطورة لكلا الجانبين.

ولا يبدو أن موسكو اتخذت صف أي من الطرفين في الأزمة بين طهران والرياض، وإنما بعثت مؤشرات على استعدادها للعب دور الوسيط.

ويرجع انخراط روسيا في الشرق الأوسط إلى زمن الحرب الباردة، حين وفّر الاتحاد السوفيتي التسليح والتدريب لضباط الجيش السوري.

وتراجع نفوذها في سوريا والمنطقة بشكل عام بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لكن روسيا سعت لزيادة نفوذها في الآونة الأخيرة.

وساعدت الحملة الجوية لروسيا في الحرب السورية على تغيير دفة الأحداث لصالح بشار الأسد والمقاتلين المدعومين من إيران الذين يساندوه.

تركيا

اتبعت تركيا نهجا حذرا بين إيران والسعودية في التطورات العسكرية والسياسية التي تتحرك بسرعة في الشرق الأوسط.

وأصبحت أنقرة أكثر انخراطا في الشؤون الإقليمية منذ وصول حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية إلى السلطة في عام 2002.

وأقامت تركيا، القوة السنية، روابط وثيقة مع السعودية في ضوء قرابة المذهب والمعارضة المشتركة للحكومة السورية.

وبالرغم من عدم الثقة الشديدة في إيران، شكّلت تركيا تحالفا معها ضد زيادة النفوذ الكردي في المنطقة، والذي تعتبره الدولتان بمثابة تهديد.

إسرائيل

بالرغم من إعلان قيام دولة إسرائيل بغالبية يهودية في عام 1948، ليس لها علاقات دبلوماسية في العالم العربي إلا مع مصر والأردن.

وتعد إيران وإسرائيل خصمين لدودين. وترفض إيران الاعتراف بإسرائيل وتدعو إلى محوها.

وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المجتمع الدولي بشدة على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، كما دعا إلى إلغاء الاتفاقية النووية التاريخية مع طهران للحد مما يصفه بأنه سياسة "عدائية" في المنطقة.

وقال نتنياهو إن هناك مستوى من التعاون مع بعض الدول العربية في المنطقة لمواجهة نفوذ إيران المتزايد. ونفت السعودية تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية مفادها أن أميرا سعوديا بارزا زار إسرائيل لإجراء محادثات في سبتمبر/ أيلول.

مصر

غالبا ما لعبت مصر دورا محوريا في السياسة في الشرق الأوسط، وكان لها مع السعودية علاقات أفضل إيران، خاصة بعد الثورة الإسلامية.

ودعمت السعودية الجيش المصري في عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في عام 2013.

لكن في بعض المناسبات حدث تقارب بين مصر وإيران، مثل ما حدث حين رعت طهران صفقة نفط مصرية-عراقية بعدما علقت شركة أرامكو السعودية صادرات النفط إلى مصر في أكتوبر/ تشرين الأول 2016.

ومع زيادة التوتر بين السعودية وإيران في الآونة الأخيرة، دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى "تجنب التصعيد في المنطقة، لكن ليس على حساب أمن واستقرار الخليج".

سوريا

حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، تتخذ بقوة صف إيران في الأزمة مع السعودية.

إيران دأبت على دعم القيادة السورية بصفة تقليدية، وتقدم دعما عسكريا وبالأفراد للجيش السوري في قتاله ضد المعارضة والجماعات الجهادية.

وترى إيران أن الأسد، الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية، هو أقرب حليف عربي. وسوريا كذلك هي نقطة العبور الرئيسية لشحنات الأسلحة الإيرانية إلى جماعة حزب الله في لبنان.

وقد أرسلت الجماعة آلاف المقاتلين لدعم الحكومة السورية. وفي ضوء مستوى تدريب وتسليح الجماعة، يُنظر إليها على أنها بمثابة جيش كامل وليس جماعة مسلحة من أشباه الهواة، بحسب مراقبين.

وعادة ما تتهم الحكومة السورية السعودية بتبني سياسات تخريبية في الشرق الأوسط.

لبنان

موقف لبنان بشأن الأزمة بين السعودية وإيران ملتبس.

فرئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، الذي أعلن استقالته من السعودية قبل أيام، تجمعه علاقات جيدة جدا بالحكومة السعودية، وهو يتخذ صفها ضد إيران.

على الجهة الأخرى، فإن جماعة حزب الله حليفة لإيران، التي تمدها بدعم كبير. وغالبا ما هاجم الأمين العام للجماعة، حسن نصر الله، الحكومة السعودية.

 

دول الخليج

في السابق، جمعت قطر والبحرين والكويت علاقات مع السعودية اتسمت بأنها أكثر ودية من علاقاتها مع إيران.

لكن العلاقت السعودية القطرية تضررت منذ تحدت قطر مطالب السعودية بأن تقلل الدوحة من روابطها مع إيران في وقت سابق من العام.

وبعدما فرضت السعودية والإمارات ومصر والبحرين مقاطعة على قطر في يوليو/ تموز، بعثت إيران خمس شحنات جوية من الغذاء إلى قطر لمساعدتها في تلبية احتياجاتها.

وفي أغسطس/ آب، استأنفت قطر وإيران العلاقات الدبلوماسية الكاملة التي قطعت بسبب هجمات على منشأتين دبلوماسيتين سعوديتين في إيران.

وتميل الكويت والبحرين إلى صف السعودية.

ي البحرين، يهيمن الملك السنّي وأسرته على المناصب السياسية والعسكرية الرئيسية في الدولة التي يشكّل الشيعة نحو 70 في المئة من مواطنيها.

واتهمت البحرين إيران بتدريب "خلايا إرهابية" للعمل على أراضيها للإطاحة بالحكومة. كما تتهم المعارضة ذات الغالبية الشيعية بإقامة صلات مع إيران.

وقالت حكومة البحرين في أكتوبر/ تشرين الأول إن البلد "إحدى أكثر الدول تأثرا بالسياسة التوسعية للحرس الثوري الإيراني".

بالرغم من أن الكويت ليست مشاركة في المقاطعة المفروضة على قطر، إلا أن حكومتها غيرت موقفها السابق بالوقوف في صف إيران إلى الاصطفاف مع السعودية.

وفي فبراير/ شباط، دعت الكويت إلى تحسين العلاقات الإيرانية-العربية، وزارها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لأول مرة منذ انتخابه في عام 2013 لمناقشة التوتر بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي.

لكن بعد الأزمة بين قطر والسعودية، طردت الكويت 15 دبلوماسيا وأغلقت بعثات عسكرية وثقافية وتجارية في البلد.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/13



كتابة تعليق لموضوع : صراع السعودية وإيران: من هم الأعداء والحلفاء؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net