صفحة الكاتب : بهلول الكظماوي

بستوكة حمدان المعيدي
بهلول الكظماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بغداديات
قبل البدء بالبغدادية احب ان انوّه الى أن المعدان هم اهلنا و ناسنا و رفعة راسنا, و أنا عندما اكتب عنهم شيئاً فهذا لا يعني انني انتقدهم او انتقص من قدرهم لا سمح الله, فهم اهلنا وأمتدادنا منهم نحن ابناء المدن, ولكن الذي يحزنني و يحزّ في نفسي انّا نفتقد الى ما كنا قديماً نأكله من أ يديهم الكريمة من الرز العنبر( التمن النعيمة و الشامية )يومها كنا لا نعرف دجاج المعمل او الدجاج المستورد و لا البيض المستورد, كانت محاصيلنا كلها عراقية صرفة رغم ادوات الزراعة القديمة ( المحراث الذي يجرّه الثور ) ورغم انعدام وجود البيطرة و المكننة الزراعية الحديثة, حتى اخوتنا القرويون الاكراد كانت عمّاتنا تخبر ما يشترينه من حنطة كردية يذهبن بانفسهن لانتقائه ليذهبن به الى ابو المكينة ( المكينجي ) لطحنه ثم يأتين به للبيت لخبزه , يضاف لذلك ما أذكره من المرحوم جدي لأمي ( الجلبي ) حيث كان يفضل من انواع التتن الهندي و الشيرازي, كان يفضل التتن الكردي لنرجيلته , كان كل ذلك الخير الوفير بجهود اخينا المعيدي سواء كان كردياً أو عربياً او تركمانياً, فالمعيدي هو من يعدو وراء الماشية و يمتهن الزراعة, هو ذلك الطيب القلب الذي جعلته طيبة قلبه يطلقون عليه( ابو قلب البشّة ) مثل ما ينعتونا نحن الكواظمة بالشجر الفطير ( و هذا بالذات وسام طهارة قلب و طيبة نفس اتشرّف به و لا اتنازل عنه).

ومن عمالقة المعدان في التاريخ هو شريك بن الاعور الحارثي وكان سيد قومه وكان من أصحاب الامام علي (عليه السلام), ارسل عليه معاوية مخفوراً فلما عرض عليه قال له: ما أسمك؟ فقال: شريك, قال: ابن من؟ قال: ابن الأعور. قال: إنك شريك وما لله من شريك، وإنك لابن الأعور والصحيح خير، وإنك لدميم سئ الخلقة فكيف سدت قومك؟ فقال: وأنت والله لمعاوية، وما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت، فسميت معاوية، وإنك لابن صخر والسهل خير، وإنك لابن حرب والسلم خير، وإنك لابن أمية وما أمية الّا أمة صغرت بها، فكيف سميت أمير المؤمنين؟ فقال معاوية: واحدة بواحدة والبادئ أظلم, ثم أضاف صدق من قال : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه!, عند ذاك انشد شريك:

ايشتمني معاوية بن حرب.....و سيفي صارم و معي لساني

و حولي من بني يزن ليوثاً........صوارمة تحن الى الطعان.

و من احلام المعيدي انه يحلم دائماً متفائلاً بتحسين وضعة المالي و الاجتماعي بدون ان يخطط لذلك التغيير نحو الاحسن, فمن بساطته يقال عنه انه عندما رآئ قصر الشيخ فلّش كوخه, ( دلالة على بساطته ).

لنرجع الى قصة حمدان الراعي الذي جمع كل ما عملته زوجته من سمن ( دهن حر ) متأتّي من حليب بقرته ووضع هذا السمن في جرّة ( بستوكة ) علقها بسقف كوخه ينتضر أن يأتي الصباح ليذهب بها الى المدينة يبيعها و يشتري بثمنها قصراً و ينقل اليه زوجته و اولاده, وهو سادراً في احلام يقضته و يمني نفسه كيف سيسيطر على بيته بعدما يبيع بستوكة السمن و يمني نفسه اذا عصت زوجته حمدية اوامره سيضربها بعصاه ( هكذا ) , ولما حمل عصاه الى الاعلى و يمثل كيف سيضرب زوجته واذا به تأتي عصاه لتصيب جرة السمن فتنكسر هذه الجرّة و يسيل كل سمنها على الارض فتذهب كل أحلامه سدى.

عزيزي القارئ الكريم:

ألآن و قد أغلق باب التسجيل على مشروع بسماية السكني في العاصمة العراقية بغداد لأكتمال العدد المقرّر للسكان المفترضين (100.000) بيتاً لبغداد فقط من مجموع مائآت الآلاف موزعة على بقية المحافضات الاخرى.

بعد ذلك نشاهد الفضائيات العراقية تورد شريطاً خبرياً يفيد باستعداد دولاً عربية لبناء نصف مليون وحدة سكنية أخرى, ولا ادري هل هذه الوحدات ستكون في العاصمة العراقية ( بغداد ) أم في مدن عراقية أخرى كالبصرة و الموصل ووو.

وهنا يرد سؤآلين هما:

اي دولة عربية مؤهّله لبناء هذه الكمية من المساكن؟,

ولربما يقول قائل انها مصر حيث هي اكبر دولة عربية تستطيع القيام بهكذا مشروع و انا يعترض تصوري ما اشاهده على شاشات الاخبار و اقرئه في الصحافة عن اخبار الغش في مواد البناء ينتج عنه سقوط الكثير من الابنية دائماً و ابداً في عموم مصر.

أما السؤآل الثاني فهو : هل حسب مسؤولينا حساب الاكتضاض السكاني في المدن العراقية الكبيرة؟

هل حسبوا حساب الزحام المروري؟.

هل حسبوا حساب التلّوث البيئي الذي يزداد يوماً بعد يوم بالمدينة؟.

هل حسبوا حساب تخطيط المدن و استيعابها للسكان؟

كل هذا يقابله سؤآل : متى سيحسبوا حساب اعمار القرى و الارياف؟

متى سيحسبوا حساب حماية المنتوجات الزراعية الوطنية عن طريق تنشيط المشاريع الزراعية و مساعدة المزارعين العراقيين؟.

متى سيخططوا القرى و الارياف؟.

هل ما زالوا يذكرون حديث الرسول الكريم: اكرموا عمتكم النخلة؟.

اما زالوا يذكرون ان غالبية الانبياء و المرسلين و المصلحين امتهنوا الزراعة, وان حضارات العالم على مر التأريخ لم تقم و لم تصبح حضارات بدون الزراعة, وان مجتمعات بابل وآشور و سومر و اكد لم تكن الا مجتمعات زراعية؟

عزيزي القارى الكريم:

انا لا مصلحة لي في القرى و الارياف بقدر ما يعجبني ان يكون العراق منتجاً وهو يمتلك الارض الخصبة و الماء الزلال, واعني بالارض الخصبة هي ارضنا التي اهملناها فتصحّرت ومائنا الذي لم نرشّد صرفياته فيذهب ما يسلم منه من حجب الجيران, يذهب هدر الى البحرا!!!!!

اعذروني فانا ارى الاوربيين سعداء في ارضهم الزراعية بحيث اثرى الاثرياء الاوربيين هم المزارعين و من سكنة القرى و الارياف!

انا ارى ان الراحة و الطمأنينة و الهدوء تسود القرى و الارياف الاوربية!

انا ارى أن الجريمة تقل في القرى و الارياف!

انا اعتقد ان ازمة الكهرباء هي اقل بكثير في القرى و الارياف لوجود المساحات الارضية لانشاء الخلايا الشمسية و توربينات توليد الكهرباء!

اجد ازمة المرور تنعدم في القرى و الارياف!

اجد أن الزراعة اليوم اصبحت صناعة زراعية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة المعاصرة, وان علم الجينات عند الاوربيين جعلهم يطورون الجودة و يطورون كمية الانتاج بحيث يعطي الدونم الواحد عندهم من الغلّات في اوروبا اضعاف ما يعطيه نفس الدونم عندنا في بلداننا, فهل هناك خطط وطنية للتطور في هذا المجال عن طريق استيراد الخبرات و الخطط العلمية مثل ما نستورده من فتن و مؤآمرات و خرافات و عقائد بالية و بضاعة فاسدة تصدرها لنا الدول الاخرى و اهمها دول الجوار.

لكل هذا عزيزي القارئ الكريم ولأجل حمدان المعيدي اللي كسر بستوكته و اصبح عاطلاً عن العمل اطالب المسؤولين(وجلّهم من اخوتنا المعدان و قد كانوا سابقاً يسكنون اوروبا عندما كانوا لاجئين ايام معارضتهم لنظام صدام ) اطالبهم باعمار القرى و الارياف,

ودمتم لاخيكم : بهلول الكظماوي

أمستردام في 01-11-2011

e-mail:bhlool2@hotmail.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بهلول الكظماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/01



كتابة تعليق لموضوع : بستوكة حمدان المعيدي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net