صفحة الكاتب : حسن عبد الرزاق

انتصارات تقابل بالصمت
حسن عبد الرزاق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حين احتل الدواعش ثلث العراق توارد الصراخ المحتج من جهات العراق الاربع ،وكانت اعلى الاصوات لمن سكنوا الفضائيات ليلا ونهارا .

انذاك سالت مع الصراخ شلالات من دموع التماسيح  الغزيرة حتى خشينا ان نغرق في امواجها الساخنة الفائحة برائحة الالم على الوطن الذي ضاع .

ولو اخرجنا عام 2014 من ارشيف التاريخ وفتحنا كتابه من المنتصف وقرأنا ماقيل منذ يوم الانتكاسة  وماتلاه ،  لاكتشفنا حجم الحب الهائل الذي يحمله كل صاحب عين دامعة وصوت صارخ لهذا العراق  .

الكل في ذلك التاريخ بكى والكل طالب باحراق من سلموا الارض من اول الموصل حتى حدود بغداد الى هؤلاء الاجانب الغرباء .

 واكيد ان من يبكي على وطن مفقود سيفرح حد الجنون فيما لو اعادوه له ، فماذا حصل عندما داست  بساطيل الابطال الغيارى على الجثث الاخيرة لذئاب داعش ؟

لم يحصل شيء.

فالحناجر صمتت والافواه كلها اغلقت ، والوجوه التي توردت بدخول الدواعش تخمرت بسواد الفجيعة  لأن الانتصار كان الطلقة التي قتلت الى الابد امال التماسيح المتحايلة .

لم يفرح احد الا فقراء العراق ومن فطر على حبه من  ابنائه الاصلاء .. اولئك الذين عبرت ايام عمرهم بين فكين قاسيين :

فك الحصار وفك الحروب ، سواء في زمن الطاغية الذليل او في زمن امراء الطوائف .

لم نسمع صيحات البهجة من اصحاب الصراخ السالف  ، ولم نشاهد في  عيونهم قطرة واحدة من دموع  الفرح .

وعن احاديثهم التي يضطهدوننا بها قسرا ، غابت كلمة (تهانينا)  وكبتت في الصدور  كلمة (تعازينا ) قسرا ، تلك الكلمة التي  ودً كل  واحد مهزوم منهم  لو انه واسي بها صاحبه في الهزيمة .

صمت مخالط بالوجوم يلوح من وجوه ماعبدت العراق الا طمعا بالسلطة والمال ذلك هو ماشاهدناه .

 صمت يكشف عن نهاية احلامهم بتشرذم العراق وتحطمه ،ذلك التشرذم الي  جعلتهم عقد التاريخ المصابين بها يفضلوه على التوحد الذي  بسببه سوف يضيعون وتضيع احلامهم المريضة معهم الى اجل غير مسمى  .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن عبد الرزاق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/19



كتابة تعليق لموضوع : انتصارات تقابل بالصمت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net