صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

الحسين (ع) مدرسة العلوم القرانية (2)
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

احد الاوجه التي تستخدم بها بعض الايات القرانية هي وجه الدعاء اي قرائتها بنية الدعاء مثلا ربنا لاتؤاخذنا ان اخطأنا او نسينا ، وعملية انتقاء الاية التي تكون من صلب الموضوع الذي يستحق الدعاء يجب ان تكون عملية انتقائية دقيقة بحيث انها تفي باجزاء الموضوع المطلوب للدعاء ، ومن هنا يكون استخدام اية ما لغرض الدعاء من قبل المعصوم تنم عن ابعاد فكرية قد تتجاوز الدعاء وتفتح مجال للفكر في منحى اخر ، فالامام الحسين عليه السلام عندما خرج من المدينة متجها الى مكة
، ولمّا نظر إلى جبالها من بعيد جعل يتلو هذه الآية : ( ولمّا توجّه تلقاء مدين قال عسى ربّي أن يهديني سواء السبيل ) ،القصص 22
هذه الاية لو صنفت ضمن المباحث التي تطرق اليها القران الكريم لصنفت ضمن المبحث التاريخي الخاص بالنبي موسى عليه السلام وما رافق حياته من مفارقات ولكن عندما استخدمها الامام الحسين عليه السلام في هذا الموضع فهذا يعني ان لها ابعاد فكرية تطرق اليها الامام عليه السلام تخص نهضته ضد الباطل ، وقد ذكرت كتب التفاسير ومنها البيان في تفسير القران معنى الاية وذلك : \"و لما صرف وجهه ـ النبي موسى عليه السلام ـ بعد الخروج من مصر حذاء مدين قال: أرجو من ربي أن يهديني وسط الطريق فلا أضل بالعدول عنه و الخروج منه إلى غيره.
وتفسير اخر للاية في تفسير اخر ذكر معنى \"و لما توجه تلقاء مدين\" التوجه صرف الوجه إلى جهة من الجهات و قوله هذا المعنى يتوجه إلى كذا أي هو كالطالب له يصرف وجهه إليه قال الزجاج معناه و لما سلك في الطريق الذي يلقى مدين فيها و هي على مسيرة ثمانية أيام من مصر نحو ما بين البصرة إلى الكوفة و لم يكن له علم بالطريق و لذلك «قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل» أي يرشدني قصد السبيل إلى مدين و قيل سواء السبيل وسطه المؤدي إلى النجاة لأن الأخذ يمينا و شمالا لا يباعد عن طريق الصواب و قيل أنه لم يقصد موضعا بعينه و لكنه أخذ في طريق مدين و قال عكرمة عرضت لموسى أربعة طرق فلم يدر أيتها يسلك و لذلك قال عند استواء الطرق له «عسى ربي أن يهديني سواء السبيل» فلما دعا ربه استجاب له و دله على الطريق المستقيم إلى مدين
وهذا يعني ان توجه الامام الحسين عليه السلام لم تكن مكة هي الوجهة المطلوبة ولكنه ينتظر ما سيؤول اليه الامر ولهذا ذكر الاية كدعاء لتكن الارادة الالهية هي المتحكمة بما سيكون عليه اتجاه سيره وهذا يؤكد ان سيره باتجاه كربلاء كان بامر الهي استجابة لدعائه


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/06



كتابة تعليق لموضوع : الحسين (ع) مدرسة العلوم القرانية (2)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net