صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

القوى الكبرى تريد إستثمارا بالمشاكل لا حلا لها!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السلوك الذي يتغافله العرب أو يتجاهلونه ويغمضون العيون ويعطلون البصائر أمامه , هو أن القوى الكبرى ومنذ الأزل لا تريد حلا للمشاكل من حولها وإنما تجتهد بالإستثمار فيها لصالحها , فحل المشاكل يضعفها وتطوير المشاكل وتعقيدها يقويها ويمدها بقدرات الهيمنة والسيطرة.

ولهذا فأن إعتماد العرب على القوى الكبرى لحل مشاكلهم يصبح نوعا من التعبير الجاهل عن السياسة , ولهذا فأن العرب يتفوقون على غيرهم بالأمية السياسية.

فلو نظرنا إلى أية مشكلة عربية منذ قضية فلسطين وحتى آخرها , وتأملنا ما قامت به القوى الكبرى وإلى أين وصلت الأمور , لتبين لنا أن جميع المشاكل قد تعقدت وتطورت وتعاظمت وتحقق فيها إستثمار كبير أدى إلى هدر الثروات العربية وتدمير البلاد والفتك بالعباد.

وآخرها المشكلة القطرية الخليجية التي يجري العمل على إستثمارها من جميع القوى العالمية والإقليمية وتحقيق أفحش الأرباح منها , ولهذا تجد القوى تحتشد وتتسابق تحت عنوان الحل وما هو إلا الإستثمار في المشكلة.

وما جرى من حالات مؤخرا , فأن الأنظار تتجه والعزائم تتوقد لتحقيق الإستثمار الإفتراسي فيها , ولا نظنها ستصل إلى حل وإنما سترسو في موانئ الويلات والتداعيات , والهدف واضح والخطط معدة والمنفذون على أهبة الإستعداد.

فالعرب بثرواتهم يفتكون بذاتهم وبموضوعهم , والتمويلات جاهزة والأسلحة تنتظر التوزيع وشركاتها يسيل لعاب شرهها لمزيد من الصفقات التي ستفتح أسواقا شديدة الطلب.

والعجيب في الأمر أن العرب لا يتعلمون من التجارب المتكررة , ولا يدركون ما يقومون به ويساهمون فيه من صناعات المآسي والويلات الخانقة المهلكة للحاضر والمستقبل.

وتأتي العمالة والخيانة على رأس العوامل المروعة العابثة بالوجود العربي والمحققة لإرادة الطامع بالعرب , والذي يأكلهم على جمرات التناحرات والتصارعات التي يُسكب عليها بنزين الهلاك.

ولهذا فأن المشاكل القائمة في الواقع العربي لن تجد حلا أبدا , ما دام العرب يعتمدون على الآخرين , وعليهم أن يتعلموا كيف يحلون مشاكلهم بينهم ولا يتوسلون بالأقوياء ويتوهمون بأنهم سيحلون لهم مشاكلهم.

إنه قانون الغاب السياسي , وخلاصته أن القوي يتربص بالقِوى من حوله لإفتراسها والإنقضاض على وجودها , وأهم فرصة يمكن منحها للمفترسين أن تطلب منهم حل مشكلتك , لأنك ستدعوهم لنشب أنيابهم وغرز مخالبهم في صدرك!!

فهل سيتعلم العرب مهارات حل المشكلة؟!!

د-صادق السامرائي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/26



كتابة تعليق لموضوع : القوى الكبرى تريد إستثمارا بالمشاكل لا حلا لها!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net